• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 08:47:32
{تقارير: الفرات نيوز} طولها 350 متراُ ولا تشاهد الشمس إلا ساعة واحدة.. ما قصة حفرة الثلج الغامضة في كردستان العراق؟

في مكان بعيد يستغرق الوصول إليه أكثر من 3 ساعات سيرًا على الأقدام، توجد حفرة عملاقة غامضة لا يوجد لها أي أثر يحدّد تاريخها في إحدى القرى باقليم كردستان العراق، لكنّ ميزة واحدة وُجِدت فيها جعلتها مميّزة ومختلفة تمامًا عن بقية الحفر الغامضة الموجودة في العالم، وهي أنها تقوم بجمع الثلج على مدار الفصول الأربعة في السنة، وهذا ما دفع كثيرا من السائحين إلى قصدها في الفترة الأخيرة.

ولا يوجد حتى الآن أي دليل أو أثر يُثبت أن الحفرة تكوّنت بفعل الطبيعة منذ خلق الكون أو من أحواض أو برك الماء التي قام بصنعها البشر، إلا أن الاحتمال الأوّل يمكن أن يكون أكثر منطقية نظرًا إلى الشكل الهندسي الغريب واللافت الذي تتميز به الحفرة التي عادة ما تحدث نتيجة متغيرات فصلية أو موسمية في الطبيعة.

وتقع الحفرة في سلسلة جبال سكران ضمن قرية سكران إحدى القرى المعروفة التابعة لقضاء جومان بمحافظة أربيل في إقليم كردستان العراق، ويبلغ طول الحفرة نحو 350 مترًا وبارتفاع نحو 8 أمتار، كما يقول متحدث هيئة السياحة في الإقليم نادر روستي.

خزان ثلج

وتقع الحفرة في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول إليها باستخدام وسائل النقل الحديثة، ويستغرق الوصول إليها من قرية سكران أكثر من 3 ساعات ونصف الساعة سيرًا على الأقدام، وعلى من يريد الوصول إلى الحفرة أن يتجهز بالمعدّات الضرورية للسير بين السلسلة الجبلية المعقدة.

انحدار المنطقة عمومًا والسلسلة الجبلية تحديدًا يُساعد على انجراف الجليد من القمم الجبلية إلى داخل الحفرة -كما يقول روستي للجزيرة نت- بالإضافة إلى أن المنطقة لا تبلغها أشعة الشمس سوى ساعة واحدة تقريبًا على مدار اليوم، وهذا ما ساعدها على أن تخزن الثلج في داخلها على مدار السنة.

تكوّن ينبوع من الماء على بُعد 600 متر من الحفرة نتيجة ذوبان الجليد المتكوّن من داخلها وحولها، إلا أنّ السمة الأبرز التي تتميز بها تُربة هذه المنطقة -حسب تأكيد روستي- أنها من النوع الذي يمتص الماء، وهذا ما ساعد على أن يتكوّن ينبوع من الماء ويستفيد منه سكان القرية في أعمالهم واحتياجاتهم اليومية.

وينصح متحدث هيئة السياحة في الإقليم الجهات الحكومية في كردستان العراق بتطوير هذه الحفرة والاهتمام بها أكثر لتُصبح موقع جذب سياحي على مستوى العراق والمنطقة، لكنّه يعود ويؤكد أن النقطة الوحيدة التي تقف عائقًا أمام جعل الحفرة منطقة سياحية مهمة أنه يتعذّر على أي وسيلة مواصلات الوصول إليها بأيّ شكل من الأشكال لأنها منحدرة وجبلية.

ولمعالجة هذه المشكلة، يقترح روستي منح أحد المستثمرين موافقة استثمار لوضع تلفريك "قاطرة معلقة" -وهي وسيلة نقل تعمل بالكهرباء وتظهر أهميتها في المناطق الوعرة التي تكثر فيها الجبال والمرتفعات- وستُساعد على الوصول إلى الحفرة ومشاهدة المناظر الطبيعية حولها.

استثمار سياحي

ويتمتع الإقليم بامتلاكه العديد من المناطق السياحية الخلابة الرائدة على مستوى العراق والمنطقة، وتحديدًا تلك التي تقع بين السلاسل الجبلية والأنهر، ومع ذلك لا يبدو عضو لجنة السياحة في برلمان كردستان رزكار عيسى راضيًا كثيرًا عن واقع السياحة في الإقليم، ويؤكد أنها ليست بالمستوى المطلوب.

وينتقد عيسى عدم استغلال قطاع السياحة لجعله مصدرًا مهمًّا في تأمين الورادات للحكومة، ويقرّ بوجود مباحثات بين الجهات الحكومية المعنية والبرلمان لإعداد قانون خاصّ بالسياحة من شأنه أن ينهض بالقطاع ويأخذه إلى واقع أفضل بكثير مما هو عليه الآن.

ويتفاءل عيسى -في حديثه للجزيرة نت- بأن ينشط قطاع السياحة في كردستان العراق بسنّ القانون الجديد، ويجعلها من المصادر المُهمّة في تأمين الواردات الشهرية للحكومة، داعيًا إلى ضرورة الاهتمام بالمناطق السياحية وتحديدًا التي فيها أنهر وبحيرات لجذب أكبر عدد من السائحين سواء من داخل العراق أو خارجه.

أمّا الصحفي آمانج أحمد فيؤكد أن قضاء جومان فيه كثير من المناطق السياحية الرائدة على مستوى العراق والمنطقة عمومًا، لكن عدم اهتمام الجهات الحكومية فيه جعلها غائبة تمامًا عن السائحين.

ويتفق أحمد وهو من أهالي القضاء مع النائب في الإقليم رزكار عيسى على أن السياحة من الممكن أن تؤمّن دخلًا عاليًا للحكومة لو استطاعت أن تهتم بها أكثر وتطوّرها، لا سيما أن الإقليم أصبح في السنوات الأخيرة قبلة السياحة لمواطني وسط وجنوب العراق، لاعتدال جوّه فضلا عن المناطق الخلابة الساحرة فيه.

اخبار ذات الصلة