• Tuesday 1 April 2025
  • 2025/04/01 05:23:31
{محلية:الفرات نيوز} في كل عيد، تشهد مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف زخمًا هائلًا مع توافد آلاف العراقيين لزيارة قبور أحبائهم، في طقس ديني واجتماعي متجذر يعكس الوفاء والتواصل الروحي مع الراحلين. منذ ساعات الصباح الأولى، تعج المقبرة بالزوار الذين يأتون محملين بالتمر والماء وأقراص الكليجة، ويتلون آيات القرآن الكريم، خاصة سورة الفاتحة، ويشعلون الشموع عند القبور طلبًا للرحمة والمغفرة.

المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

في العادة، يتوجه العراقيون إلى المقابر وخاصة مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف في الصباح الباكر من اليوم الأول بعد صلاة العيد، ويحمل الزوار معهم التمر والماء واقراص من الكليجة لتوزيعها على ارواح المتوفين، كما يقومون بالدعاء لهم، ويقرأون القرآن الكريم على أرواحهم، خاصة سورة الفاتحة، تعبيرًا عن محبتهم ودعائهم لهم بالرحمة والمغفرة.


وفي بعض الأحيان، يضع الزوار شموعًا قرب القبور، وهي تعتبر طريقة رمزية لإضاءة طريق المتوفين في العالم الآخر، كما يعتبر العراقيون أن التصدق على الفقراء والمحتاجين في هذا اليوم يحمل ثوابًا وكهدية روحية للمتوفين.


الزيارة في العيد لها رمزية كبيرة في الثقافة العراقية، وتُعتبر بمثابة فرصة لإحياء ذكرى المتوفين وإظهار الاحترام لهم. العيد هو وقت الفرحة والاحتفال، ولكن العراقيين يشعرون بأنهم يجب أن يشاركوا هذه اللحظات مع أحبائهم الذين رحلوا. الزيارة تُمثل أيضًا تذكيرًا للحياة والموت، وأن المتوفين جزء من التاريخ العائلي والجماعي الذي لا يجب نسيانه.


بعد زيارة المقابر، يتوجه العديد من العراقيين إلى مرقد الإمام علي بن أبي طالب في النجف الأشرف، في تقليد ديني مقدس. ويُعتبر هذا المكان أحد أقدس المواقع في العراق، حيث يتوافد الزوار للصلاة والدعاء في حضرة الإمام علي، ويحرصون على التبرك بالمرقد الشريف. يلامس البعض القبة الذهبية أو الجدران المحيطة بالمرقد كنوع من التبرك، ويُعَدُّ ذلك لحظة من التواصل الروحي مع الإمام وأهل البيت عليهم السلام.


في مرقد الإمام علي "عليه السلام"، يخصص الزوار وقتًا لقراءة الأدعية الخاصة، مثل دعاء الفرج ودعاء العهد، تضرعًا لله سبحانه وتعالى من أجل الراحة والطمأنينة في الدنيا والآخرة، كما يُضيء الزوار الشموع ويقرأون سور القرآن الكريم، لطلب المغفرة والبركة. 


ومن العادات المنتشرة أيضًا توزيع الصدقات على الفقراء داخل المرقد، مما يعكس تعاليم الإمام علي في العطاء والعدالة.
تعتبر زيارة ضريح الإمام علي "عليه السلام" في العيد بمثابة تجديد للعهد مع مبادئ الإمام في الحق والعدالة، وتُعد هذه الزيارة فرصة للعراقيين للتواصل الروحي مع تاريخهم الديني وتأكيد هويتهم الإسلامية.

وفاء الفتلاوي

اخبار ذات الصلة