• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 04:38:26
{دولية: الفرات نيوز} تشهد حاليا إيطاليا جدلا حادا على خلفية قرار وزارة العدل إطلاق سراح المئات من عناصر منظمات المافيا بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا في السجون، بعد أن استفحل في مختلف مناطق البلاد وخلف أكثر من ثلاثين ألف قتيل وأصاب أكثر من مئتي ألف شخص.

وأفادت صحف محلية بأنه تم الإفراج عن 376 من عناصر المافيا بذريعة تدهور أحوالهم الصحية وتقدمهم في السن، وقد وضعوا في الحجر المنزلي ويراقبون أمنيا من خلال أساور إلكترونية.
ويوجد من المفرج عنهم وجوه بارزة من مختلف فروع المافيا وأبرزها "أندراغيتا" التي تنشط بمنطقة كالابريا (جنوب) ولاكامورا ومعقلها مدينة نابولي (وسط الجنوب) وكوزا نوسترا في جزيرة صقيلية.
وتقول السلطات إن تلك المبادرة جزء من خطة لمنع انتشار الفيروس في السجون، وتشير بعض الأرقام إلى أنه حتى الأسبوع الماضي أصيب ما لا يقل عن 159 معتقلاً و215 من أفراد شرطة السجن.
وقد توجهت جل الانتقادات لوزير العدل ألفونسو بونافيدي بمجرد أن كشفت صحيفة لا ريبوبليكا عن قائمة سرية للمشمولين بقرار مغادرة السجن والبقاء قيد الإقامة الجبرية. وحسب الصحيفة هناك قائمة أخرى على الطاولة تشمل 456 من عناصر المافيا قد يتم الإفراج عنهم وفق نفس الشروط والأسباب.
وأمام حدة الضغوط والانتقادات، اضطر الوزير إلى الإعلان أمام مجلس النواب عن مرسوم قانون سيسمح للقضاة بمراجعة ظروف الإفراج عنهم، وذلك لتسهيل عودتهم إلى السجون الآن بعد أن بدأ الوباء في الانحسار بالفعل حيث تراجع معدل الوفيات الأسابيع الماضية مما سمح للحكومة بتخفيف إجراءات الحجر الصحي.
عاصفة هوجاء
وتردد صدى ذلك الموضوع في الصحافة الأجنبية حيث قالت صحيفة "لابانغوارديا" الإسبانية إن تلك الخطوة أثارت عاصفة هوجاء في إيطاليا حيث أعرب العديد من الناشطين والخبراء المناهضين للمافيا عن قلقهم من خطر الفرار المحتمل لبعض أفراد العصابات الذين باتوا الآن يعيشون بينهم أهلهم وأنصارهم. كما أن هناك مخاوف من أن المفرج عنهم قد يستغلون ظروفهم الجديدة من أجل إعادة تنظيم شبكاتهم وعلاقتهم.
وللتعليق، كتب الكاتب المعروف روبرتو سافيانو الذي سبق أن هددته المافيا "بدون شك، لم يكن ينبغي إطلاق سراح المافيا" وحذر مرارا من أن هذا التنظيم يستغل بعدة طرق الأزمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا
كما انتقدت ماريا فالكون أخت جيوفاني فالكون قاضي مكافحة المافيا الشهير -الذي قتل على يد كوسا نوسترا عام 1992- قرار الإفراج عن رجال المافيا وأكدت ضرورة بقائهم في السجن.
من جهة أخرى، أعرب عدد من المدعين العامين المناهضين للمافيا ومن دوائر الاستخبارات عن قلقهم من أن الجريمة المنظمة قد تستغل حالة الفقر والضائقة الاقتصادية التي نجمت عن انتشار فيروس كورونا من أجل توسيع نفوذها.
وأوضحت تلك الأصوات أن معاناة الكثير من السكان وخاصة في الجنوب تعتبر فرصة هائلة للمافيا لإخضاع أولئك الذين لا يزالون خارج سطوتها من خلال شراء ولائهم بالمساعدات. وفي مناطق كالابريا أو كامبانيا (وسط) أو جزيرة صقلية، انتشرت مقاطع فيديو لأعضاء من تنظيمات المافيا يوزعون الطعام على الأشخاص الأكثر احتياجا.انتهى
عمار المسعودي

 

اخبار ذات الصلة