وكالعادة يتنافس في الانتخابات الأميركية المقررة في الثالث من الشهر المقبل، مرشحان أحدهما يتبع الحزب الجمهوري والمتمثل بالرئيس الحالي دونالد ترامب، والآخر يمثل الحزب الديمقراطي وهو نائب الرئيس السابق جو بايدن.
والمعروف أن لكلا الحزبين وجهات نظر مختلفة في التعامل مع الملفات الخارجية والداخلية على حد سواء.
ما يهم العراقيون بالطبع هو سياسة واشنطن الخارجية، وهل سيكون العراق من ضمن أولويات الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، أم لا؟
وتأتي انتخابات الرئاسة الأميركية هذا العام في ظل تصاعد النقاشات بشأن مصير القوات الأميركية في العراق، ومحاولات قوى سياسية الضغط باتجاه إخراج جميع الجنود الأميركيين من البلاد، بالاضافة الى ملف عمليات القصف ضد السفارة الامريكية في بغداد بالصواريخ بين حين وآخر.
ويرى مراقبون أن من المعروف بأن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وليس بالضرورة أن تتغير سياساتها الخارجية لوصول هذا المرشح أو ذاك للبيت الأبيض، لكن مع ذلك يرى آخرون أن بعض الملفات ربما تخضع لوجهة نظر الرئيس في بعض الأحيان.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة إياد العنبر إن هناك ثلاثة ملفات مهمة بالنسبة للعراق يمكن أن تتأثر بوصول ترامب أو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة.
الأول هو ملف التواجد الأميركي العسكري في العراق، والثاني يتعلق بتنظيم داعش، والملف الثالث والأخير وربما الأهم يتمثل بالصراع الأميركي الإيراني في المنطقة.
على صعيد القوات الأميركية، يرى العنبر في أن كلا المرشحين ينظران لهذا الملف بنفس المنظار تقريبا، فهما "يعتقدان أن أي انسحاب كامل للجيش الأميركي من البلاد غير ممكن في هذا التوقيت لاعتبارات عدة".
ويضيف العنبر أن ملف الانسحاب الأميركي مرتبط بالملفين الآخرين المتعلقين بالعراق، فهو قد يضعف من قوة الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش "وبالتالي يزيد من إمكانية خسارة زخم الانتصارات الذي تحقق ضد التنظيم الارهابي في العراق والمنطقة".
ويتواجد نحو ثلاثة آلاف جندي أميركي في العراق، وتجري حاليا مباحثات بين بغداد وواشنطن من أجل تنظيم هذا الوجود خلال المستقبل.
وعلى الجانب الآخر يرى أستاذ العلوم السياسية أن "بايدن سيكون مختلفا تماما عن ترامب في هذا المجال، فهو يفضل الخيارات الدبلوماسية من أجل التعامل مع إيران، وربما يضغط أيضا باتجاه مشروعه القديم المتمثل في تحويل العراق إلى ثلاثة أقاليم فيدرالية".