وأظهرت مشاهد بثّتها الخدمة القرغيزية التابعة لإذاعة "أوروبا الحرّة" متظاهرين يتجوّلون في مقرّ السلطة الرئيسي في البلاد، في حين أكّدت وسائل إعلام محليّة عديدة أنّ المتظاهرين استولوا على المبنى.
وقال أحد المتظاهرين الذين شاركوا في اقتحام المبنى لوكالة الأنباء الفرنسية طالبا عدم نشر اسمه إنّه شارك مع نحو ألفي متظاهر آخر في تحطيم بوابة البيت الأبيض، المبنى الضخم الذي يضمّ مقرّي البرلمان والرئاسة.
وأضاف "ما من أحد حاول حماية المبنى عندما اقتحمه الحشد".
وتابع "لقد وقفنا وأنشدنا النشيد الوطني ودخلنا المبنى من دون أية مقاومة"، مشيرا إلى أنّ المقرّ كان خاليا إلا من "موظفين تقنيين" ما لبثوا أن غادروه.
وبعد استيلائهم على "البيت الأبيض" اقتحم المتظاهرون مقرّ لجنة الأمن القومي في بشكيك حيث زنزانة الرئيس السابق ألماظ بك أتامباييف الذي أطلق المتظاهرون سراحه، بحسب ما أعلن أحدهم.
وقال عادل توردوكيوف، الناشط والحليف لأتامباييف، إنّ المتظاهرين أطلقوا سراح الرئيس السابق "من دون اللجوء إلى القوة أو استخدام أية أسلحة"، مشيرا إلى أنّ العناصر الموكلة حراسة مقرّ لجنة الأمن القومي لم يبدوا أي مقاومة أمام محاولة المتظاهرين الاستيلاء على المقرّ.
وأتى اقتحام المبنى في أعقاب إصابة 120 شخصا على الأقل، نصفهم من قوات الأمن، بجروح في صدامات دارت في العاصمة بشكيك بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، بحسب السلطات الصحية في البلاد.
واستخدمت الشرطة قنابل صوتية ثم الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين تجمّعوا في وسط العاصمة، وحاول بعضهم تسلق سور مقرّ الرئاسة.
وكان الآلاف قد تظاهروا في وسط العاصمة تنديدا بنتائج الانتخابات التشريعية التي فاز فيها تنظيمان سياسيان قريبان من الرئيس سورونباي جينبيكوف الموالي لروسيا.
ويطالب المتظاهرون باستقالة الرئيس سورونباي جينبيكوف وإجراء انتخابات برلمانية جديدة.
وقرغيزستان التي شهدت ثورتين في 2005 و2010 هي الجمهورية السوفياتية السابقة الوحيدة في آسيا الوسطى التي تنعم ببعض من التعدّدية السياسية، لكنّ البلاد تهزّها باستمرار أزمات سياسية.
علي الربيعي