• Friday 11 April 2025
  • 2025/04/11 21:16:08
{دولية: الفرات نيوز} عندما أعلنت كبريات شبكات الإعلام الأميركية أمس السبت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خسر محاولته للفوز بولاية ثانية كان ترامب يلعب لعبته المفضلة (الغولف) في ناديه بولاية فرجينيا غير بعيد عن واشنطن.

ويبدو أن الرئيس ترامب سيكون لديه قريبا المزيد من الوقت للاستمتاع بهذه اللعبة، ولكن ما هي الاحتمالات القائمة لحياته بعد هزيمته بالانتخابات أمام المرشح الديمقراطي جو بادين.
إذا كان هناك ثابت واحد بالنسبة إلى دونالد ترامب فهو حبه للأضواء وحديث الناس عنه، ويتوقع القليلون ألا يتابع ترامب -وهو أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة إثارة للجدل والصخب- النمط المعتاد لرؤساء البلاد بعد خروجهم من البيت الأبيض، وهو الحديث بتحفظ، وكتابة المذكرات والمساهمة في أنشطة خيرية وغيرها.
وإذا كان ترامب سيفقد مفاتيح البيت الأبيض إلا أنه لن يفقد معلومات تسجيل الدخول الخاصة به في حسابه على تويتر الذي يتابعه عشرات ملايين الأشخاص، إذ لا يزال بإمكان أنامل ترامب أن تمارس الضغط على حزبه الجمهوري.
وتحدث بعض المقربين لترامب بالفعل عن نية ساكن البيت الأبيض خوض المنافسة في الانتخابات الرئاسية للعام 2024، ولم يتمكن سوى رئيس أميركي واحد آخر من قضاء فترتين رئاستين غير متتاليين، وهو جروفر كليفلاند الذي إذ فاز في العام 1892 بعد خسارة إعادة انتخابه بفارق ضئيل قبل 4 سنوات.
ويقول كبير موظفي البيت الأبيض سابقا ميك مولفاني إن ترامب -الذي يرفض لحد الساعة الإقرار بالهزيمة أمام بايدن بدعوى وقوع تزوير في فرز الأصوات- "لا يحب الخسارة".
وأضاف مولفاني في حديث لمركز أبحاث أيرلندي "أتوقع تماما أن يظل الرئيس ترامب منخرطا في السياسة، وسيضعه ذلك بالتأكيد ضمن القائمة المختصرة للأشخاص الذين من المرجح أن يترشحوا لانتخابات العام 2024".
ومن الناحية النظرية، فلا شيء يمنع ترامب من تجربة حظه مرة أخرى خلال السنوات الأربع المقبلة، إذ يحظر الدستور الأميركي تولي الرئاسة لأكثر من فترتين متتاليتين، ويسمح له بالترشح لاحقا لولاية ثانية.
ومن الممكن أن يغري عالم التلفزيون ترامب بالعودة إليه، وذلك بعدما كان اسمه نجما لبرنامج تلفزيوني قدم بين عامي 2004 و2015، وظهر فيه بصورة رجل أعمال قوي وجذاب.
وكان ترامب قد ألمح في بعض التصريحات لرغبته في إنشاء "قناة ترامب"، وذلك بعدما زاد تبرمه من محطة فوكس نيوز التلفزيونية الإخبارية التي كانت مفضلة لديه ومقربة للحزب الجمهوري، ولكن لم تكن "ترامبية" بما فيه الكفاية.
وغرد الرئيس الأميركي قبل بضعة أشهر قائلا "المشاهدون "يريدون بديلا الآن، وأنا كذلك".
ويمكن أن يكون العام 2021 فرصة لترامب للبدء، إما من خلال إنشاء محطة جديدة (لكن الاستثمار الأولي قد يكون باهظا)، أو من خلال القنوات "الصديقة" القائمة، مثل "وان أميركا نيوز" (One America News)، و"نيوز ماكس تي في" (NewsMax TV).
وبمجرد مغادرته البيت الأبيض يمكن أن يصبح أفق دونالد ترامب القضائي قاتما بشكل كبير، إذ هناك في نيويورك تحقيقان قضائيان يمكن أن يؤدي كل منهما إلى الملاحقة.
التحقيق الأول جنائي، وبدأه سايروس فانس المدعي العام في مانهاتن، ويتعلق باحتمال قيام ترامب باحتيال ضريبي واحتيال في مجال التأمين، وتلاعب في الحسابات.
أما التحقيق الثاني فهو مدني، وبدأته المدعية العامة لولاية نيويورك ليتيتيا جيمس، ويسعى إلى تحديد ما إذا كانت شركات ترامب كذبت بشأن حجم أصولها للحصول على قروض ومزايا ضريبية.
بلهجته الاستفزازية والساخرة التي يحبها ذكر الرئيس الـ45 للولايات المتحدة في الأشهر الماضية عدة مسارات لحياته في حال خسارته للانتخابات، ففي يونيو/حزيران الماضي قال في البيت الأبيض بنبرة فكاهية إنه بإمكانه شراء منزل متنقل والقيام برحلة برية مع زوجته ميلانيا.
وقبل بضعة أيام، أبدى خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا إعجابه بالشاحنات المتوقفة على مسافة بعيدة، وقال "إنها شاحنات جميلة، هل تعتقدون أن بإمكاني ركوب إحداها والذهاب؟ أنا أحب ذلك، ما عليك سوى القيادة وقطع الطريق".
وخلال زيارة إلى "ذي فيلدجز" -وهو أكبر مجتمع للمتقاعدين في ولاية فلوريدا- تحدث ترامب عن فرضية تعكس ميلا أكبر للهدوء، وقال "سأنتقل للعيش في "ذي فيلدجز"، الفكرة ليست سيئة.. لا، بل إنها تروق لي كثيرا".
غير أن ثمة احتمالا آخر، فقد قال الرئيس ترامب الشهر الماضي في تجمع انتخابي بولاية جورجيا "لن أشعر أنني بحالة جيدة"، في إشارة إلى الإذلال الذي يعتقد أنه سيشعر به في حال خسارته أمام منافسه "جو النعسان"، ليضيف "ربما سأضطر لمغادرة البلاد".
عمار المسعودي

اخبار ذات الصلة