المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص إصابة طفل واحد تقريبًا من بين كل 100 طفل على مستوى العالم بالتوحد، وهو ما يمثل مجموعة معقدة من الحالات التي تتميز بتحديات في التفاعل الاجتماعي والتواصل.
وبحسب تقرير نشره موقع "نيوزويك"، فإن مسببات اضطراب طيف التوحد متعددة الأوجه، وتتضمن مجموعة من العوامل البيئية والوراثية، لكنها تبقى غير محددة إلى حد كبير، فيما سلّط الباحثون الضوء على مساهم معقول في اضطراب طيف التوحد؛ ما يوفر وسيلة واعدة لتعزيز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين.
وبحسب التقرير، تدور محور فرضية الأطباء حول دور الهرمون المعروف باسم فاسوبريسين، المعروف أيضًا باسم الهرمون المضاد لإدرار البول؛ بسبب وظائفه المحورية في تنظيم ضغط الدم ونشاط الكلى وتوازن السوائل.
وإلى جانب أدواره الفسيولوجية، يشارك هرمون الفاسوبريسين في تعديل السلوكيات الاجتماعية والترابط، ويلعب دورًا حاسمًا في التواصل بين الأشخاص.
وكشفت التحقيقات السابقة التي أجراها فريق البحث آثار علاج فاسوبريسين على الأطفال المصابين بالتوحد، عن نتائج مشجعة بما في ذلك تحسين الكفاءة الاجتماعية، وتقليل القلق والسلوكيات المتكررة.
وعلى الرغم من أن التجارب كانت محدودة من حيث الحجم، إلا أن هذه النتائج تؤكد الفوائد العلاجية المحتملة لاستهداف مسارات فاسوبريسين في إدارة اضطراب طيف التوحد.
وللتأكد من التورط المباشر لنقص الفاسوبريسين في التسبب في مرض التوحد، يؤكد الباحثون على الحاجة إلى دراسة آثاره الفسيولوجية الأوسع.
يذكر أن الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد قد يواجهون تحديات في تنظيم محتوى الماء في الجسم، والتي تظهر كأعراض مثل زيادة العطش، أو الإفراط في التبول، أو حتى مرض السكري الكاذب المركزي - وهو عدم القدرة على الحفاظ على توازن الماء.
وعلى الرغم من الأدلة المتزايدة التي تربط بين خلل هرمون فاسوبريسين واضطراب طيف التوحد، لا تزال هناك فجوات في فهم آثاره على الحالات الطبية المرتبطة بالمياه، وشدة الأعراض الاجتماعية.
وقد يساهم الوعي المحدود بوظائف الفاسوبريسين المتنوعة في التغاضي عن العلامات الدقيقة أو إساءة عزو الأعراض إلى أسباب بديلة؛ ما يعقد التشخيص والتدخل الدقيق.
للمضي قدمًا، هناك ما يبرر إجراء مزيد من التحقيقات لتوضيح التفاعل المعقد بين اضطرابات توازن الماء واضطراب طيف التوحد، وكذلك لتحديد العلاقة بين نقص "الفاسوبريسين" والإعاقات الاجتماعية لدى الأفراد المصابين، بحسب الصحيفة.
ومن خلال كشف هذه التعقيدات، يهدف الباحثون إلى تعزيز فهم مسببات اضطراب طيف التوحد، وتمهيد الطريق للتدخلات المستهدفة لتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بهذا الاضطراب.