وشدد ماكرون في حوار صحفي على أن "الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون أساسية من أجل إحداث تغيير حقيقي، وإذا لم يحدث ذلك، فسأقوم بتغيير مساري، بالإضافة الى إتخاذ إجراءات عقابية تتراوح من حجب خطة الإنقاذ المالية الدولية الحيوية إلى فرض عقوبات على الطبقة الحاكمة"، لافتا الى أنه "إذا حاربنا القوة بالقوة فهذا يسمى تصعيدا وهذا لا يؤدي إلا إلى الحرب، وهذا آخر ما يحتاجه لبنان".
وأضاف ماكرون "لا تطلبوا من فرنسا أن تشن حربا على قوة سياسية لبنانية، فذلك سيكون عبثيا ومجنونا"، مبينا أن "الصعوبة التي يواجهها أولئك الذين يدافعون عن مسار التعددية هي عدم الوقوع في فخ التصعيد بالقوة، إنه الفخ الذي لا أريد الوقوع فيه ولن أقع فيه، بما في ذلك في شرق البحر الأبيض المتوسط".
وأصر ماكرون على أنه "ليس لديه سجلا بالتعاطي اللين وليس على وشك التراجع في لبنان"، مشيرا الى أن "قرار إدارته شن غارة جوية في سوريا، جاء ردا على استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد شعبه. أما نشر سفينة وطائرتين مقاتلتين في البحر المتوسط فهو ردا على تحركات أنقرة في المياه المتنازع عليها".
وأكد أنه "يخطط للتعامل مع رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب وجميع الأحزاب السياسية اللبنانية في البرلمان، بما في ذلك تلك التي لا يتفق معها"، لافتا الى أنه يريد "إلتزامات ذات مصداقية من قادة الأحزاب السياسية بأنهم سيجرون إصلاحات ضمن جدول زمني محدد لتنفيذ التغييرات وإجراء انتخابات نيابية في غضون ستة إلى 12 شهرا، بالإضافة الى تنفيذ آلية متابعة مطالب لهذه التعهدات".
وعن إعتراض البعض على إختيار أديب لتشكيل الحكومة الجديدة، قال ماكرون "البديل الأقرب كان نواف سلام، وهذا الخيار لم يكن لينجح، إذا فرضت نواف سلام كنا سنقتل ترشيحه لأننا وضعناه في نظام يوقف فيه البرلمان كل شيء"، معتبرا أن "الإسم يعمل إذا كان الشارع يعرف كيف ينتج قائدا يقود الثورة، ويكسر النظام، لكن هذا لم ينجح، على الأقل ليس اليوم، ربما غدا أو بعد غد".
كما رفض ماكرون الإتهامات بأنه اختار شخصيا أديب وعقد صفقة مع إيران، قائلا: "لا أعرفه، لم أختره وليست وظيفتي التدخل أو الموافقة"، مشيرا الى أنه "يمارس ضغطا على لبنان بشكل غير مسبوق وذلك عبر زيارات متتابعة وسريعة وإجراء محادثات صريحة وطويلة ومتكررة مع الطبقة السائدة، التهديد بوقف المساعدات وفرض عقوبات، بالإضافة الى أمور أخرى".
علي الربيعي