1- لماذا يحاكم الرئيس دونالد ترامب؟
يحاكم الرئيس ترامب بسبب إدانته في مجلس النواب بانتهاكين للقانون: الأول يتعلق بإساءة استغلال سلطات منصبه عندما طالب أوكرانيا بالتحقيق بشأن منافسه السياسي الديمقراطي جو بايدن، وحجز مساعدات عسكرية كوسيلة ضغط، وذلك للإضرار بمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية. والثاني يتعلق بتهم عرقلة تحقيقات الكونغرس التي ظهرت في رفضه تقديم وثائق تخص البيت الأبيض لفريق التحقيق، ورفضه تعاون كبار مساعديه في التحقيقات.
2- ما أهمية المحاكمة؟ ولماذا هي تاريخية؟
تنبع أهمية المحاكمة من أساسها النظري؛ حيث يمكن الإطاحة برئيس منتخب بحرية من الشعب الأميركي قبل انتهاء فترة حكمه في حال ثبوت انتهاكه القانون.
وتعد تلك المحاكمة الثالثة من نوعها في التاريخ الأميركي، والأولى لرئيس جمهوري؛ إذ سبق أن حوكم الرئيسيان الديمقراطيان أندروا جونسون عام 1868 وبيل كلينتون 1998، وفي الحالتين لم تتحقق الأغلبية المطلوبة لعزل الرئيس.
كما أنها المحاكمة الأولى لرئيس أثناء فترة حكمه الأولى وقبل خوضه انتخابات جديدة. وتعد محاكمة وعزل رئيس منتخب من أخطر الخطوات التي يمكن للكونغرس القيام بها، وذلك إضافة إلى قرار إعلان الحرب.
3- ما دور مجلس النواب في المحاكمة؟
بدأ مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي بأغلبية 235 صوتا مقابل مئتين للجمهوريين- التحقيقات حول فضيحة أوكرانيا بعدما أبلغ أحد العاملين بالبيت الأبيض عن احتمال انتهاك الرئيس القانون في محادثته مع الرئيس الأوكراني فولاديمير زيلينسكي في 25 يوليو/تموز الماضي. وعقب توجيه المجلس اتهامين لترامب، انتقلت دفة القضية لمجلس الشيوخ ليبدأ محاكمة الرئيس، حيث يمثل فيها سبعة أعضاء ديمقراطيين فريق الاتهام، وكلهم أعضاء بالمجلس، يترأسهم النائب آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات.
4- هل سيقف الرئيس ترامب ليدافع عن نفسه خلال المحاكمة؟
لن يظهر الرئيس دونالد ترامب شخصيا في محاكمته، بل سيقوم فريق قانوني كبير بتمثيله، ويرأسه المستشار القانوني للبيت الأبيض بات سيبولوني ومحامي ترامب الشخصي جاي سيكولو، ويعاونهما فريق من أبرز أعضائه البروفيسور آلان ديرشويتز من جامعة هارفارد، وهو خبير في الدستور الأميركي، والمحقق السابق كين ستار، الذي مثل الادعاء وحقق في مخالفة الرئيس بيل كلينتون عام 1998، التي أدت إلى محاكمته.
5- ما دور مجلس الشيوخ؟
تجري المحاكمة أمام مجلس الشيوخ، ويلعب الأعضاء المئة بالمجلس (53 جمهوريا مقابل 47 ديمقراطيا) دور فريق المحلفين الذي يستمع لمداخلات فريقي الادعاء والدفاع، ويسمح للأعضاء بطرح بعض الأسئلة كتابيا قبل أن يتم التصويت في النهاية.
ويتمتع رئيس الأغلبية الجمهورية بالمجلس السيناتور ميتش ماكونيل بسلطات واسعة تجعله يتحكم في طبيعة الإجراءات ومداها الزمني، ما دامت الأغلبية الجمهورية تدعمه.
6- من يترأس المحاكمة؟
رغم ما منحه الدستور لنائب الرئيس من مهام وصلاحيات، أصبح بمقتضاها رئيسا لمجلس الشيوخ، لا يحق لنائب الرئيس المشاركة أو التصويت في محاكمة الرئيس؛ من هنا آلت مهمة رئاسة المحاكمة إلى رئيس المحكمة العليا القاضي جون روبرتس، وأدى أعضاء مجلس الشيوخ اليمين أمامه في أول خطوة إجرائية في عملية المحاكمة.
7- لماذا صمم الديمقراطيون على استدعاء شهود جدد وطلبوا الكشف عن وثائق جديدة؟
حاول الديمقراطيون استدعاء كبير موظفي البيت الأبيض ومستشار الأمن القومي السابق أملا في أن تدفع شهادتيهما نحو تغيير موقف بعض الأعضاء الجمهوريين، بما يعرفانه عن تفاصيل أزمة أوكرانيا.
ولم يُقدم الديمقراطيون على ذلك أثناء تحقيقات مجلس النواب خوفا من الاحتكام للقضاء، وهي الجهة التي لم تكن لتنهي مداولاتها قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
8- هل هناك زمن محدد للانتهاء من المحاكمة؟
ترك الدستور الإجراءات المتعلقة بالمحاكمة دون تفصيل، من هنا يتحكم مجلس الشيوخ في وضع الإجراءات التي تحدد زمن المحاكمة طبقا لتفضيلات أغلبية الأعضاء، وفي الحالة الحالية يسيطر الجمهوريون على الإجراءات، ويريدونها محاكمة سريعة وقصيرة.
ويأمل الرئيس ترامب انتهاء المحكمة قبل الموعد المحدد لإلقاء خطاب حالة الاتحاد المقرر له الرابع من الشهر القادم.
9- ما مسوغات الديمقراطيين؟
يؤمن الديمقراطيون بأن ما جاء في مكالمة ترامب ورئيس أوكرانيا -إضافة إلى ما أقر به بعض المسؤولين ممن قدموا شهاداتهم حتى الآن- يمثل جرائم خطيرة تهدد الأمن القومي الأميركي وتدفع لعزل الرئيس ترامب، كما يعتقدون أن ترامب لا يتمتع بالصلاحية أو الثقة كي يستمر رئيسا للولايات المتحدة.
10- ما مسوغات الجمهوريين؟
يرى الجمهوريون أن هناك حملة منظمة ضد الرئيس ترامب بدأت مع وصوله للحكم على خلفية رفضهم رئيسا غير تقليدي وغير سياسي يصل صوته للناخب الجمهوري المهمش من نخب واشنطن. ويستدعي الجمهوريون تحقيقات روبرت موللر حول تدخل روسيا، ويرون قضية أوكرانيا حلقة جديدة معادية لترامب، الذي ربما قد يكون ارتكب مخالفات، لكنها في أسوأ الأحوال لا تستدعي عزله. كما يعتمد الجمهوريون أن هناك انتخابات رئاسية بعد أشهر، وعلى الكونغرس ترك الشعب يقول كلمته حول مستقبل ترامب.
11- ما موقف الشعب الأميركي من المحاكمة؟
هناك انقسام غير مسبوق، واستقطاب بين أنصار الرئيس ترامب وخصومه، مما أدى إلى وجود نسب متقاربة مع المحاكمة ضدها. وتشير استطلاعات الرأي المتكررة عن رغبة شعبية في أنهاء محاكمة ترامب والالتفات للقضايا الحقيقية التي تواجهها الولايات المتحدة.
12- هل يمكن أن يصوت أي سيناتور جمهوري مع الديمقراطيين؟
من الصعوبة أن يقدم أحد أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على التصويت بإدانة ترامب وعزله. تكلفة الإقدام على هذه الخطوة كبيرة، خاصة مع خوض 25 من الأعضاء الجمهوريين انتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، ويحتاجون فيها بشدة دعم الرئيس، خاصة في الولايات التي يتمتع فيها ترامب بشعبية طاغية، مثل حالة السيناتور سوزان كولين من ولاية ماين.
وتحدث البعض عن أعضاء ممن لن يخوضوا انتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني، مثل السيناتور سارة ماركوتسكي من ولاية ألاسكا، والسيناتور ميت رومني من ولاية يوتا، إلا أنهم لا يريدون أيضا استعداء قاعدة شعبية داعمة لترامب، إضافة إلى رغبة بعضهم في تبوء مناصب رفيعة في إدارة ترامب في حال إعادة انتخابه.
13- ما تأثيرات المحاكمة على فرص إعادة انتخاب الرئيس ترامب لفترة جديدة؟
من المبكر الحكم على فرص ترامب، لكن التاريخ يشهد أنه في محاولات العزل الفاشلة يكسب الرئيس تعاطفا شعبيا واسعا، لكن في حالة الاستقطاب الحاد الحالية من الصعوبة التكهن بنتائج الانتخابات وتأثير المحاكمة على فرص انتخاب ترامب.
14- ماذا يحدث في حال تبرئة ترامب أو إدانته في مجلس الشيوخ؟
نظريا، في حالة حدوث مفاجآت من العيار الثقيل، ونتج عن التصويت النهائي موافقة أغلبية تزيد على ثلثي أعضاء المجلس ضد ترامب؛ يعزل الرئيس، ويصبح نائب الرئيس مايك بنس رئيسا للولايات المتحدة، لكن لا أحد يتصور حدوث مثل هذا السيناريو.انتهى