ووفق الاحصاءات العالمية التي أعدّتها منظمة الصحة، فقد تم تسجيل 465,319 إصابة السبت، مقابل 449,720 الجمعة و437,247 الخميس، إلا أن هذا العدد لا يعكس وحده فكرة دقيقة عن وضع الوباء ما دام يتأثر بتكثيف الفحوص في بعض الدول.
وحذّر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبيريسوس من أن النصف الشمالي من الكرة الأرضية يواجه "لحظة حاسمة" في مكافحة جائحة كوفيد-19، إذ يشهد عدد كبير من الدول تزايدا مطردا في أعداد الإصابات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن غيبيريسوس، قوله "نحن في لحظة حاسمة من الوباء، خصوصا في النصف الشمالي" من الكرة الأرضية.
وأضاف "الكثير من الدول تشهد تزايدا مطردا في إصابات كوفيد-19، وهذا يعني أن وحدات العناية المركزة توشك أن تبلغ طاقة استيعابها القصوى، أو أنها بلغتها بالفعل مع أننا ما زلنا في أكتوبر".
وحذّر من أن "الأشهر القليلة المقبلة ستكون صعبة جدا وبعض الدول في مسار خطير".
ومع اقتراب فصل الشتاء تزداد مخاوف الإدارات الصحية في مختلفة دول العالم من تفاقم تفشي فيروس كورونا، الذي قتل حتى الآن أكثر من مليون و100 ألف شخصا حول العالم، بحسب تقرير نشرته مجلة "نيتشر العلمية".
هذه المخاوف تأتي من عدة عوامل تتعلق بسلوك الناس خلال هذا الفصل، وخصائص الفيروس التي ستنشط أكثر في الظروف الجوية الباردة.
ديفيد ريلمان، عالم متخصص بالأحياء الدقيقة في جامعة ستانفورد، قال إن تفشي الفيروس سيشهد ذروته خلال الشتاء، مشيرا إلى أننا مقبلون على أشهر صعبة.
ورغم أن العلماء أشاروا إلى أن فيروس كورونا ليس موسميا، إلا أنهم متأكدون من ذروته ستكون في فصل الشتاء، والذي تكثر فيه عدوى فيروسات وأمراض الجهاز التنفسي خاصة في أوقات انخفاض دراجات الحرارة وبرودة الجو.
وريسيو سنتيانا، عالم متخصص بالرياضيات في كلية الطب بجامعة هارفارد، أوضح أن الناس خلال الشتاء على عكس ما هو دارج في الصيف، سيتفاعلون بشكل أكبر في الأماكن المغلقة، والتي يسير فيها الهواء ضمن دورة دائرية مغلقة للحفاظ على الحرارة في المباني والمنشآت المختلفة.
راشيل بيكر، عالمة أوبئة في جامعة برينستون، تقول إنه حتى لو كان هناك تأثير موسمي قليل لكورونا، إلا وجود عدد هائل من الأشخاص المعرضين للإصابة يبقى المحرك الرئيس لانتشار الفيروس.
عالمة الأوبئة في كلية لندن للطب، كاثلين أورايلي، تقول إن الإنفلونزا موجودة منذ مئات السنين، ولكن أسباب حدوث ذروتها في الشتاء لا تزال غير مفهومة بشكل علمي دقيق، والتي لا نجد لها تفسيرا سوى برودة الطقس.
وأشارت إلى أن العامل الأكبر الذي سيحد من الانتشار فقط التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات في الأماكن الداخلية والخارجية.
العديد من التجارب العلمية ضمن بيئة المختبرات أثبتت أن الظروف في الشتاء مواتية بشكل كبير لانتشار الفيروس، خاصة وأن الحرارة داخل المنازل والمنشآت المختلفة تكون بمعدل 20 درجة مئوية، بما يعني أنها أكثر دفئا ورطوبة عن الأجواء في الخارج.
وفي نيسان الماضي، قال تقرير صادر عن "الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بأميركا" إن هناك 10 أوبئة انفلونزا في السنوات الـ250 الماضية، اثنان تفشيا في شتاء نصف الكرة الأرضية الشمالي، وثلاثة في الربيع واثنان في الصيف وثلاثة في الخريف، وفي جميع الحالات كانت هناك موجة ثانية بعد حوالي ستة أشهر من ظهور الفيروس لأول مرة، بغض النظر عن وقت التفشي لأول مرة.
عمار المسعودي