ويأمل مطورو البرمجيات الافتراضية أن توفر التكنولوجيا بديلا فعالا للمسلمين الراغبين في الحج.
ووفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"“ الأمريكية، يرى البعض في هذه الظروف فرصة لتطوير برامج الحج الافتراضية، في حين يتساءل البعض الآخر عما إذا كان من الممكن تكرار تجربة الحج المقدس افتراضيا.
وقال محمد الشربي مؤسس شركة "سنتينليون إنك"، وهي شركة تقدم المشورة للشركات التي تتوسع في الشرق الأوسط: ”لسوء الحظ، كان قبول التكنولوجيا في العالم الإسلامي قد أبطأ قليلا من طموحاتنا، حيث لم تر بعض الفئات الفائدة المستقبلية التي يمكن أن يوفرها الحج الافتراضي، وبالتركيز فقط على الإزعاج المصاحب للوباء، يغفل الكثيرون منا عن رؤية الفرص المذهلة التي تنتظرنا“.
وحتى دون هذا الوباء، لا يستطيع عدد كبير من المسلمين السفر إلى مكة لأسباب مالية أو طبية، وهي حاجة يقول الشربي إن تقنية الحج الافتراضية ستسدها من خلال السماح لهم بالتجول افتراضيا.
وسبق أن أطلقت شركة iUmrah.World تطبيقا يسمح للمسلمين بأداء العمرة في أي وقت من السنة، وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، أحمد الحداد، إن التطبيق يتيح للمستخدمين العثور على وكلاء في السعودية يمكنهم تقاضي أجر مقابل إكمال العمرة نيابة عنهم بموجب الشريعة الإسلامية، ويبث الوكلاء رحلتهم والمناسك مباشرة إلى عملاء iUmrah.
وقال الحداد" إنه نموذج يشبه أوبر، ففي العادة إذا لم تتمكن من السفر إلى مكة المكرمة، كنت تبحث عن شخص في دائرة معارفك ليذهب نيابة عنك، ونحن ندعم هذا الجهد بالتكنولوجيا…".
وشرح الحداد أنه يأمل أن يتم إطلاق منتج مماثل يسمى "أي حاج"، العام المقبل، والذي سيستخدم تقنية الجيل الخامس لبث تجربة الحج مباشرة طوال الموسم، وهو تحديث من الجيل الرابع الذي تستخدمه الآن لبث ما بين ساعة و3 ساعات من العمرة في اليوم.
من جانبه، قال خبير السياسة والاقتصاد في الشرق الأوسط، علي الشهابي، إنه من المفترض أن يعاني الحجاج من انزعاج السفر، وأن يلتقوا بمسلمين آخرين في مكة المكرمة، ولا توفر التجربة الافتراضية أيا من هذين الأمرين إذا كنت جالسا في غرفة المعيشة على جهاز الكمبيوتر.
وقال جوناثان ويلسون، أستاذ الإستراتيجية والثقافة في جامعة ريجنت في لندن، الذي سافر إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة في عام 2009، إن القواعد العديدة المرتبطة بطقوس الحج مثل الملابس المخصصة وعدم تقليم الأظافر، لا تقل أهمية عن الرحلة نفسها، وأوضح" سيكون الأمر أشبه بتجربة سباحة افتراضية، والتي لا يمكن أن تتطابق أبدا مع السباحة في البحر".
ومع ذلك، قال ويلسون إن تكنولوجيا الحج الافتراضية قد توفر دفعة روحية للمسلمين الذين يريدون أن يشعروا بأنهم أقرب إلى الله، ومن خلال تقديم نظرة لغير المسلمين داخل مكان لا يسمح لهم بدخوله جسديا، كما يمكن استخدام التكنولوجيا للاستعداد للحج الحقيقي.
وفي نفس السياق، تسمح Muslim 3D، وهي لعبة فيديو يتم تطويرها في ألمانيا من قبل شركة Bigitec GmbH، للمستخدمين باستكشاف أماكن العبادة الإسلامية في محاكاة ثلاثية الأبعاد، والتدرب على الحج كصورة رمزية أثناء القراءة عن تاريخ وغرض طقوسه، من بين طقوس الإيمان الأخرى.
وقال بلال شبيب، المؤسس المشارك لبيجتك: ”يمكن أن تصبح الأمور فوضوية بعض الشيء عند زيارة مكة لأول مرة، ويسعى الحاج جاهدا لعدم فعل أي شيء خاطئ أثناء وجوده هناك حتى لا يبطل حجه“.
ولذلك، صممت شركة Labbaik VR Ltd أداة تدريب قائمة على الواقع الافتراضي للحجاج المسلمين، ولكن مع تعطل طقوس الحج هذا العام، حولت الشركة تركيزها إلى منتج جديد، وهو WUZU، الذي يتيح للناس استكشاف نسخة افتراضية ثلاثية الأبعاد لمكة على هواتفهم الذكية.
وأوضح شبيب قائلا" لا نعتقد أنه يمكن أن يكون هناك بديل لتجربة الحج الشخصية، ولكن إذا استطعنا أن نجلب قدرا من السلام الروحي والعاطفي للمسلمين في جميع أنحاء العالم خلال هذه الأوقات الصعبة، سنكون عندئذ قد حققنا أهدافنا".
كما أكد الحداد أنه واثق في أن الحج أو العمرة الافتراضية سيعتبران في يوم من الأيام شرعيين كالتجربة الحقيقية، كما تقوم الشركة، التي يأمل الحداد في الإعلان عنها عام 2022، بتطوير منتج iVatican الذي وفر فرصة التجول في الفاتيكان افتراضيا للمسيحيين.
وقال الحداد" نعم من الأفضل أن تذهب شخصيا، ولكنني أعتقد أنه يمكنك الحصول على نفس التجربة من خلال تجربة الحج الافتراضية".انتهى
وفاء الفتلاوي