{بغداد:الفرات نيوز} تقرير .. احمد خلف .. بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد والتي قاربت الـ 40 مْ شهدت ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية في العاصمة بغداد والمحافظات نقصا حادا إذ بلغ عدد ساعات نحو 6-8 ساعة يوميا وبصورة متذبذبة بعد ان كانت تصل الى 18 ساعة يوميا خلال الشهر الماضي مما اثار امتعاض المواطنين بشكل كبير لا سيما بعد الوعود و التصريحات التي ادلى بها المسؤولون التنفذيون بزيادة ارتفاع معدل تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية خلال الشهر الجاري والمقبل كما اعلنوا ان الصيف الحالي سيكون افضل من الصيف الماضي بتجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية فيما سيكون نهاية عام 2013 انتهاء ازمة الكهرباء بشكل نهائي وبعدها يقوم العراق بتصدير الكهرباء الى الخارج. مواطنون عبروا عن استيائهم البالغ من قلة تجهيزهم بالكهرباء وهم على مشارف استقبال فصل الصيف الذي يمتاز بالحرارة الشديدة ، المواطن عمران خميس وهو مدرس ويبلغ من العمر 34 عاما يقول ان " ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية هذه الايام تناقصت بشكل كبير تزامنا مع اول موجة حر تضرب البلاد مما سبب احباطا في نفوسنا من ان الصيف المقبل لن يكون مختلفا عن سوابقه بالرغم من التصريحات الحكومية بزيادة وحدات الطاقة التوليدية للمحطات الكهربائية ". واضاف " يبدو ان مشكلة الكهرباء في البلاد ستكون ازلية لاننا لم نلحظ طيلة السنوات الماضية اي تحسن في زيادة ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية بل على العكس نرى ان هناك انحادرا في مستوى الطاقة الكهربائية بشكل يجعل المواطن العادي يستغرب من تصريحات المسؤولين التنفذيين ووعودهم المتعاقبة بتحسن الطاقة الكهربائية دون ان يكون اي تطبيق على ارض الواقع ". وأعلن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني في الشهر الماضي إن "وزارة الكهرباء ستواصل انتاجها للكهرباء الى تسعة الاف ميكاواط"، مؤكدا ان "وزارة الكهرباء قدمت وعودا بان يكون انتاج هذا الصيف هو افضل من الصيف الماضي"، مبينا ان "العراق سيصل انتاجه من الطاقة الكهربائية في نهاية عام عام 2013 الى {15} الف ميكاواط" . كما اعلنت وزارة الكهرباء،في شباط الماضي، أن أزمة الكهرباء سيقضى عليها بشكل كبير خلال العامين المقبلين، فيما أكدت أن واقع الطاقة سيشهد تحسناً ملموساً الصيف المقبل . من جهته عبر المواطن علي عبد الرضا عن استيائه الكبير من خيبة الامل جراء تراجع عدد ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية مبينا ان " الايام الماضية شهدت تحسنا ملحوظا في معدل التجهيز بالكهرباء رافقتها تصريحات للمسؤولين الحكوميين بوجود تحسن كبير سيلمسه المواطن وان مشكلة الكهرباء سيقضى عليها بشكل نهائي في العام المقبل وان العراق سيصدر الكهرباء لدول الجوار غير ان هذه الايام كشفت ان هذه الوعود كسابقاتها من الوعود التي كانت تبشر بنهاية مشكلة الكهرباء في الاعوام الماضية غير ان شيئا من هذا لم يحدث بل على العكس كان واقع الكهرباء يتدهور من سيء الى أسوأ ". وتعهد رئيس الوزراء نوري المالكي في اوائل العام الماضي، بإنهاء أزمة الكهرباء في البلاد خلال مدة لا تزيد عن 15 شهراً غير ان شيئا من هذا لم يحدث . واوضح عبد الرضا ان " الشعب العراقي مل وسأم من عدم ايجاد الحلول الناجعة لمشكلة الكهرباء بالرغم من صرف الاموال الطائلة على قطاع الكهرباء دون ان يلحظ اي تحسن ايجابي على الواقع الكهربائي "، مشيرا الى ان " الاموال التي صرفت والتي تقدر بـ27 مليار دولار تناقض بشكل كبير ما يتم تجهيز الشعب العراقي به من الطاقة الكهربائية مما يعني وجود فساد مالي كبير في هذا المجال ويدفع ثمن هذا الفساد الشعب العراقي ". وكشفت وزارة المالية عن انفاق 27 مليار دولار اميركي على قطاع الكهرباء منذ العام 2003 ولغاية العام 2011 دون ان يكون هانا تحسنا ملموسا في واقع الكهرباء . ابو ستار موظف متقاعد انبعثت من انفاسه حسرة كبيرة وامتزجت المرارة باليأس عند جوابه عن سؤال لوكالتنا بخصوص بواقع الكهرباء مبينا ان " الطاقة الكهربائية تتدهور في البلاد عندما يكون المواطن بامس الحاجة اليها خلال فصلي الشتاء والصيف وفي الايام المعتدلة تراها جيدة بصورة نسبية وكأن المسؤولين عن الكهرباء يستمتعون بمعاناة المواطنين ويستساغون اهاتهم ومعاناتهم جراء الحر الشديد والبرد القارص ". وتابع "لا اعرف متى تنتهي معانتنا من الكهرباء فقد طال امد هذه المشكلة بشكل عجيب فمن غير الطبيعي ان نبقى نرزح تحت وطأة قلة ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية ، ان على المسؤولين ان يجدوا حلا لهذه المشكلة وان يشعروا بمعاناة الشعب العراقي جراء نقص الكهرباء لا ان يبقوا غير مبالين بهذه المعاناة "، موضحا ان " لا مبالاة المسؤولين بمشكلة الكهرباء ناجمة عن عدم تعرضهم لتردي واقع الكهرباء بسبب عدم شمولهم بالقطع المبرمج او توفر مولدات كهربائية ممولة من اموال الدولة والتي هي اموال الشعب العراقي فلو انهم شملوا بالقطع المبرمج لكان واقع الكهرباء غير الذي نعيشه الان ". بدوره ابدى القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي الشيخ جلال الدين الصغير استغرابه من تصريحات المسؤولين عن قطاع الكهرباء بتحسن الكهرباء خلال الفترة المقبلة وتصديرها خارج العراق مستقبلا. وقال في تصريح صحفي ان" هناك تصريحات صدرت من البعض بان العراق سوف يقوم بتصدير الكهرباء خارج العراق خلال الفترة المقبلة ونحن نستغرب مثل هكذا تصريحات بالرغم من امنياتنا بان تكون صحيحة". واضاف "ان من يرى وضع الكهرباء منذ عدة سنوات والوعود التي اطلقت فانه لايصدق مثل هكذا وعود كما ان البلد يشهد حاليا فترة ربيع ولايوجد تشغيل لاجهزة التبريد والاجهزة الاخرى وساعات القطع تتزايد فكيف عندما يشتد الحر اذ ان من المتوقع ان يكون هذا الصيف فيه حرا شديدا". ودعا الى "عدم اطلاق الوعود في قضية الكهرباء ونتمنى ان يصدق هؤلاء المسؤولين بوعودهم لان من لم يستطيع ان يفعل شيء عليه ان لايطلق الوعود ". من جهتها عزت عضو لجنة الطاقة النيابية سوزان السعد، ازمة الطاقة الكهربائية في البلد الى شبكتي نقل الطاقة وتوزيعها، مؤكدة انه بدون تحسين الشبكتين بالرغم من زيادة الانتاج فأنه لن يتحسن واقع الكهرباء، مستبعدة أن تتحسن الكهرباء خلال هذا الصيف قياسا بصيف العام المنصرم. وقالت النائبة السعد، في تصريح لوكالة {الفرات نيوز} ان "رغبت وزارة الكهرباء بتحسين واقع الطاقة فعليها تنفيذ مشاريع لشبكتي نقل وتوزيع الطاقة بالاضافة الى انجاز محطات انتاج الطاقة التي هي قيد الانشاء". واضافت السعد، ان "شبكات النقل والتوزيع تعاني من ترهل وقدم والوزارة منذ عام 2003 ولغاية الان تركز فقط على مشاريع انتاج الطاقة". وتابعت ان "هذا الامر طرحناه مرارا وتكرارا والان بدأت الوزارة تعمل على تنفيذ مشاريع لهاتين الشبكتين".مستبعدة "تحسن واقع الطاقة خلال الصيف المقبل". ويعاني البلد ازمة حادة في واقع الكهرباء ومنذ العام 1990 غير ان هذه الازمة تفاقمت بعد العام 2003 ولم يتمكن الوزراء المتعاقبون من حلها بالرغم من التخصيصات الكبيرة التي رصدت لهذا القطاع.انتهى
- الوقت : 2012/04/11 19:38:59
- قراءة : ١٩٬٢٧٢ الاوقات