{بغداد: الفرات نيوز} تمر اليوم الذكرى 29 لتأسيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والذي انطلقت نواته الاولى في 17 تشرين الثاني عام 1982 .
اذ يحتفل انصار المجلس الأعلى الإسلامي في داخل العراق وخارجه بتأسيس هذا الكيان الذي يمثل ثقلا سياسيا كبيرا ومرحلة مهمة جدا في تاريخ العراق.
تأسيسه
مر العراق في السنوات التي تسلم بها البعث الصدامي الحكم بأصعب ظروف يمر بها شعب في المنطقة نتيجة سياسة الاضطهاد والتعسف والتهجير والاعدامات الجماعية التي مارسها بحق الشعب العراقي .
وكانت نتيجة هذه السياسة اعدام المرجع الديني والمفكر الامام محمد باقر الصدر رضوان الله عليه في التاسع من نيسان عام 1980 واخته العلوية والجميع يعلم ان للمرجع الديني طلبة ومناصرين عديدين.
البعض اعتقد بعد اعدام السيد الشهيد الصدر الاول ان الأمور اصبحت صعبة وان بصيص الأمل قد يكون في طلابه فانبرى في 17 تشرين الثاني شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ومجموعة قيادات لتأسيس المجلس الاعلى الذي كان الأمل لتكملة المشوار.
اذ يقول القيادي في المجلس الاعلى اكرم الحكيم ان"هذا الكيان الإسلامي الذي ضمّ في فترة التأسيس {1982 م} كل قوى الساحة الإسلامية العراقية مع ثقل خاص ومتميّز لتلاميذ وأتباع وأنصار مفجّر الثورة الاسلامية في العراق المرجع الديني المجدّد والمفكر الأمام السيد محمد باقر الصدر رضوان الله عليه والذي لم يمض على أستشهاده آنذاك على يد النظام البعثي البائد وقتذاك سوى عام وبضعة أشهر وهي الجريمة التي هزّت الشعب العراقي والعالم العربي والاسلامي, وعرفت القوى الوطنية الاسلامية المناضلة أن لامستقبل للوطن والشعب الاّ بأسقاط النظام البعثي الفاشي والعميل..وعرفت أن لاسبيل لتحقيق هذا الهدف الاّ بتظافر الجهود ورص الصفوف وتوحيد الرؤى والمواقف والقيادة..وكان الأتفاق على تأسيس وأنطلاقة المجلس الأعلى هو التعبير الأمثل آنذاك عن تلك القناعة".
وتابع "بعد ابحاث متعددة، ومداولات مستمرة بين جميع اطراف الساحة السياسية والعلمية العراقية، تم في النهاية تبني تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في شهر شوال 1402. وفي الاول من صفر 1403".
ففي {17تشرين الثاني 1982} اعلن آية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم {قدس سره} في مؤتمر صحفي موسع تشكيل المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، ليكون كيانا قياديا لادارة الثورة الاسلامية في العراق، يستمر في تحمل مسؤولياته حتى الاطاحة بالنظام الدكتاتوري الصدامي، ثم يترك الامر بعد ذلك للشعب العراقي في اختيار نظامه السياسي المناسب له من خلال الانتخاب الحر المباشر.
ويرى الناطق باسم المجلس الاعلى الاسلامي الشيخ حميد معلة الساعدي ان" موضوعة تأسيس المجلس الاعلى لم تكن فكرة وانما هي استجابة شرعية لواجب وهدف اسقاط الدكتاتورية التي جثمت على صدر العراق وهي آلية وطنية لإنقاذ الشعب العراقي المظلوم من براثن العصابة الصدامية وهي انطلاقة لملء الفراغ القيادي الذي تعانيه الساحة العراقية".
واضاف ان" الجميع اليوم ينظر الى تلك اللحظات الحاسمة التي انبثق فيها تشكيل المجلس الاعلى، على انها لحظات تاريخية جسدت الحرص والمسؤولية الذي حكم واقع الحركة الجهادية الإسلامية من اجل تحقيقي
هدف انقاذ العراق ارضا وشعبا من الظلم والتعسف والدكتاتورية وكذلك تحقيق حكم العدالة والمساواة ورفض التهميش".
ويتابع الشيخ معلة "حينما ننظر الى تلك الايام ندرك كم كان شهيد المحراب {قدس} والثلة الصالحة من المجاهدين معه كم كانوا على صواب وعلى دراية وعلى قدر هائل من المسؤولية والعزم فسلام على الشهداء من المؤسسين وتحية إجلال للذين ما زالوا يواصلون حمل الرسالة واداء الامانة".
زعامات المجلس الاعلى
يعد شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم مؤسس المجلس الاعلى الاسلامي وتشير سيرته الذاتية الى ان ولادته كانت في النجف الاشرف في 8 تموز عام 1939 ومارس التدريس في الحوزة العلمية في السطوح العالية، فدرس كفاية الاصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف، كما مارس التدريس منذ عام 1964م في كلية اصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن، وفي جامعة الامام الصادق لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الاصول.
كما اشترك مع السيد محمد باقر الصدر في مراجعة كتابيه {فلسفتنا، واقتصادنا} وقد وصفه الامام الصدر في مقدمة كتاب اقتصادنا بـ "العضد المفدى".
وفي إيران وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي المعارض لنظام صدام حسين، فانه أولى الدراسة الحوزوية اهتماماً يتناسب مع حجم انشغالاته السياسية، فدرس على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تقام في إيران، وتناولت بحوثه: التفسير، والفقه، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والفكر الإسلامي.
حتى عودته إلى العراق، كان يرأس المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضو هيئة أمناء جماعة المذاهب الإسلامية، كما كان يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لاهل البيت "ع" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت "ع"، وصدرت له كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الابحاث والكراسات، واهم كتبه المطبوعة.
وقد اغتالت الزمر الارهابية التكفيرية في 29 اب عام 2003 شهيد المحراب بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة.
وبعدها تسلم زعامة المجلس الاعلى الاسلامي السيد عبد العزيز الحكيم {عزيز العراق} وهو من مواليد 1950 أصغر أنجال زعيم الحوزة العلمية الامام محسن الحكيم وتربى في أحضانه وتفتح وعيه الديني والثقافي في ظل مرجعية والده، ومنذ صغره توجه نحو الدراسة في الحوزة العلمية في النجف، فدرس المقدمات في {مدرسة العلوم الإسلامية} التي أسسها والده في السنين الأخيرة من مرجعيته والتي كان يشرف عليها أخوه السيد محمد باقر الحكيم.
وبعدها تتلمذ على يد مجموعة من الأساتذة الأكفاء في الفقه والأصول مثل السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد الصاحب الحكيم والسيد محمود الهاشمي، وكان ذلك في بداية السبعينات من القرن العشرين، وبعد ذلك حضر دروس البحث الخارج {فقهاً وأصولاً} لدى الإمام محمد باقر الصدر وذلك عندما شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج علناً في مسجد الطوسي، كما حضر لدى المرجع الكبير الامام الخوئي وكان في هذه المرحلة قد كتب تقرير درس البحث الخارج للسيد الشهيد الصدر.
ومع انشغاله بالعمل الاجتماعي العام وتلقي الدروس الحوزوية بادر إلى العمل على تأليف {معجم اصطلاحات الفقه} وعمل عليه لمدة سنة كاملة وشجعه الإمام الصدر على إكماله، ولكنه توقف عن ذلك بسبب الظروف الصعبة التي مر بها الصدر بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وانتفاضة رجب وتفرغ عزيز العراق للعمل الاجتماعي والسياسي في مواجهة تلك الظروف.
وعندما بدأ الصدر بمشروعه في تنظيم الحوزة العلمية لبناء مشروع المرجعية الموضوعية اختاره ليكون عضواً في اللجنة الخاصة بذلك إلى جانب كل من السيد محمد باقر الحكيم والسيد كاظم الحائري والسيد محمود الهاشمي وهي لجنة كانت تسمى لجنة {المشورة} في ذلك المشروع.
وبعد احتجاز الإمام الصدر تفرغ لترتيب علاقته بالخارج، فكان حلقة الوصل بينه وبين الجمهور العراقي وتلاميذه في العراق وخارج العراق، وقد تحمل اخطاراً كبيرة هددت حياته في سبيل ذلك، لكنه استمر في تأمين الاتصال بطرق صعبة للغاية في تلك الظروف حتى استشهاد السيد الصدر حيث قرر الهجرة بعد ذلك إلى خارج العراق.
وكان لعزيز العراق دور كبير في تكوين العملية السياسية بعد سقوط النظام السابق ويعد ابرز الوجوه السياسية وتوفي في 26 اب عام 2009 بعد صراع مع المرض.
وبعدها تسلم السيد عمار الحكيم زعامة المجلس الاعلى الاسلامي وتشير سيرته الذاتية الى انه السيد عمار عبد العزيز محسن الحكيم من مواليد {1971} سياسي عراقي هو ابن السيد عبد العزيز الحكيم الرئيس السابق للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي والرئيس السابق لكتلة الائتلاف العراقي الموحد في البرلمان العراقي، كما أنه حفيد المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محسن الحكيم والمتوفي سنة 1970.
وترأس مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي. وتولى رئاسة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في 2009 بعد تراض جميع القيادات في المجلس الأعلى الإسلامي ومنظمة بدر .
ومن المؤمل ان تخرج الجماهير يوم غد للاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس المجلس في معظم المحافظات العراقية ابتهاجا بهذه الذكرى العزيزة على قلوبهم .انتهى
- الوقت : 2011/11/18 05:17:14
- قراءة : ٣٦٬٢٤٠ الاوقات