• Thursday 6 March 2025
  • 2025/03/06 15:56:51
{سياسية: الفرات نيوز} أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد الحكيم، ان التنوع المذهبي والقومي، يمثل نقطة قوة للعراق.

وقال السيد الحكيم في كلمة بمناسبة اليوم الوطني للتسامح :"لقد تمكن عراقنا بعراقته و أصالته و حضارته العتيدة و شعبه الكريم بصفاته وسماته وجذوره السامية وقواعده الفكرية و الثقافية أن يرسم ملامح نموذج استثنائي في الشرق الأوسط مفاده أن التعدد والتنوع القومي والديني والمذهبي فيه ليس إلا نقطة قوة تجمع أبناء البلد باختلاف مشاربهم واتجاهاتهم ، في إطار وطن واحد ضمن نمط حياة تقوم على التسامح والسلام".

وأضاف إن "الإرهاب و التشدد والتطرف والتعصب والتحيز والتمييز تمثل مفاهيم وسلوكيات مدمرة وخاطئة وخطيرة لا تتم معالجتها بالنصوص القانونية او الاجراءات الحكومية الأمنية فحسب ، لأنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بنمط حياة واسلوب تفكير و ثقافة المجتمعات الإنسانية وتجاربها ، فكلما كانت تلك المجتمعات أكثر تماسكا وتفاهما في بناها الاجتماعية و الثقافية كلما كانت أكثر حصانة ومناعة أمام المفاهيم الخاطئة والسلوكيات المدمرة".

وأشار الى ان "تحصين المجتمعات عبر ترسيخ قيم  السلام والتسامح والتراحم والتضامن وغيرها من القيم الإنسانية ، بحاجة الى مقدمات ضرورية ينتج عنها منظومة قيمية اجتماعية متكاملة ومتماسكة ، وقناعات متجذرة في الوجدان والعقول ، تكون في نهاية المطاف سمة ملازمة و متوارثة في المجتمع بجميع أجياله".

وأوضح إن "مفهوم التسامح يعني الصفح والعفو والاحسان ، وتجاوز الأخطاء الاجتماعية المتبادلة وصولا الى حالات السلم والاستقرار الدائمين ، ويعني أيضاً إدراك أهمية التنوع والتعدد الاجتماعي و التعامل الأمثل مع هذا التنوع عبر احترام الآخر بكل ما يحمله من تعدد ديني ومذهبي وقومي وثقافي وسياسي ومناطقي ، وهو يمثل قيمة أساسية في المنظومة الأخلاقية و سبيلا واضحاً للوصول الى التعايش و الوئام المجتمعي".

ولفت السيد الحكيم الى إن "التأكيد على المنظومة الأخلاقية و ترابط المفاهيم فيها ، وفي مقدمتها مفهوم التسامح ، يأتي بناء على حقيقة مفادها أن القيم النبيلة متداخلة مع بعضها وتمهد الواحدة منها للأخرى ، و لايمكن أن نتوقع رسوخ بعضها بمعزل عن الأخريات".

وتابع "عندما نتحدث عن التسامح فإننا يجب أن نشير الى مفاهيم الشهامة والشجاعة والعزيمة والعدالة والمساواة والانصاف والتحلي بالمروءة والحلم و الصبر وسعة الصدر ، فكلها مفاهيم مترابطة ، تشير نصوصنا الدينية في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) اليها تحت عنوان (جنود العقل) في قبالة (جنود الجهل) التي تتناقض وتتقاطع تماماً مع تلك القيم الإنسانية العليا".

وأوضح السيد الحكيم ان "حديث جنود العقل الوارد في كتاب أصول الكافي للمرحوم الكليني و الذي يشير الى (75) قيمة أخلاقية في قبالة (75) مفهوماً مناقضاً لها ، إذ يرد الحديث على لسان الإمام الصادق (عليه السلام) في تمجيد العقل ومكانته من منظور ديني و إنساني ، وهو مصداق واضح للإستدلال على ضرورة اشاعة نمط التعقل والتدبر والعقلانية في مجتمعاتنا كافة".

ونوه الى إن "عالمنا اليوم يقدر عالياً ويحترم العقلانية والتعقل في مختلف الأرجاء والمساحات وهو ما ينسجم مع ثوابتنا الدينية التي تحث على اتخاذ العقل أساسا في ترسيخ المفاهيم الإنسانية والقيم الأخلاقية وإشاعتها كالتسامح والتعايش والتضامن".

واستطرد بالقول "لقد حاولت و تحاول العديد من الأجندات والمخططات و الأيادي الخبيثة التلاعب بهذه المنظومة القيمية المترابطة ، ولكنها فشلت وستفشل دوماً بإذن الله ، مادمنا نتخذ من العقلانية الراشدة ومن فطرتنا السليمة أساساً ومن هويتنا الوطنية و ثوابتنا الدينية القويمة سبيلا للتعايش و التسامح و التكاتف".

وشدد السيد الحكيم "على ضرورة تكاتف جميع القوى الخيرة في البلاد من مؤسسات الدولة والقوى السياسية والمنظمات الاجتماعية ، والعمل على ترسيخ هذه المفاهيم وتنشئة الأجيال على أساسها وإشاعة ثقافة التسامح وتكريسها في كافة أرجاء الوطن الحبيب ، ليكون العراق محصنا من كيد الأعداء ونموذجا للاعتدال والتسامح في المنطقة والعالم".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات الصلة