• Sunday 15 September 2024
  • 2024/09/15 03:14:52
{سياسة:الفرات نيوز} دعا رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد الحكيم، اليوم الخميس، الى التحول تحو العملية الاقتصادية، فيما حذر من "تسونامي" خطير على العراقيين.

المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام  .. للاشتراك اضغط هنا

وقال السيد الحكيم في خطبتي عيد الأضحى المبارك التي أقيمت بمكتبه في بغداد، ان :"الحكومة والبرلمان والقوى السیاسیة مدعوون للالتزام بمنهج الوحدة والتآلف، وعلى الشباب عدم السماح للنوايا الخبيثة باستهداف مستقبلهم".
واضاف ان "الموازنة الثلاثية مقبلة بادارة مختلفة وأن جزءاً مهماً من الـموازنـة قـد تـم إعداده لـمشاریـع اسـتثماریـة، ولا قيمة لأي عمل سياسي أو حكومي لا يؤمن مصالح الشعب"، مبينا ان "نظامنا السياسي تمكن من الصمود رغم الهزات العنيفة، وآن الـتحول نـحو الـعملیة الاقـتصادیـة".
وشدد السيد الحكيم، على "ضرورة ان تكون برامجنا السياسية والانتخابية اقتصادية"، مستدركاً ان "التحديات والمخاطر الاقتصادیة المقبلة ستكون كبیرة ومؤثرة، والعراق ليس فقيراً بفرصه بل يحتاج الى فرص استثمارية"، منوها الى "التوظيف الحكومي جعلنا امام قنبلة مالية موقوتة"، محذراً من" "تسونامي" مالي خطير يهدد العراقيين"، مستنكراً "حرق المصحف الشريف والسلوك المنحرف"، داعياً الغرب الى "مراجعة المفاهيم المغلوطة باسم الحرية".

فيما يلي نص خطبتي عيد الاضحى المبارك:
إن حج الإنسان الخالص لا ینتھـي عـند إكمال شعیرته المفروضة، بل یبدأ حین رجوعه من مكة إلى داره و وطـنه وبـین أھله ومجتمعه، وھنا یـبدأ الأثـر الـمعنوي الـحقیقي الـمترتـب على تـلك الـشعیرة التي تمثل ركناً أساسياً مـن أركان الإسلام، بكل ماتحمله من عبر ودروس كبیرة وعظیمة.
وهنا يتوجب عـلینا أن نسـتلھم مـن ھـذا الشھـر الـفضیل ومـن ھـذه الـشعیرة الـعظیمة مـسارات جوھریة في مفھوم الإصلاح والتدبیر والبناء المجتمعي بما یخـدم بـلدانـنا الإسـلامـیة ویـحقق الغرض الـمنشود لنكون مصداقاً لتلك الأمة التي تدعـو إلى الخیر والفلاح في الدنیا والآخرة. 
وإن من أبرز ھذه المسارات والدروس العظيمة مايأتي :
أولا/ الوحدة والتآلف.. والصبر والتراحم
إن ھـذه الرباعیة في السلوك من أھـم وأبرز مكونات التماسـك المجتمعي وفي غيابها تحل الشحناء والبغضاء والفُرقة والتناحر.. ویسود الخلاف بین الأخ وأخیه في الوطن الواحد.
وإننا في العراق نعي ھـذه المسألة جیداً.. ونعرف آثار التناحر والاختلاف بین أبناء الوطـن الواحد.. ونعمل جاھـدین في كل حراكنا السـیاسـي على تأكيد أهمية ھـذه الرباعـیة ودورها في تعزیـز الوحدة الوطـنیة والتآلـف المجتمعي، فـھما مـفتاح الإعـمار والـبناء والاسـتقرار فـي بـلد مـثل الـعراق یـتمیز بـتعدد الأعـراق والـقومـیات والـمذاھـب والأديان والمشارب.
إن الحكومة والبرلمان والقوى السیاسیة مدعوون للالتزام بمنهج الوحدة والتآلف والصبر والتراحم، فكلما حل الخلاف بیننا، كلما تراجعنا عن تطوير البلد وتعزیز استقراره وازدھاره، فحینما نتوحد في الكلمة والموقف، فلن نسمح للخارج أن یتحكم فینا 
وحینما نتآلف بقلوبنا قبل عقولنا.. فلن یكون للخلاف سبیل بیننا
وحینما نصبر على التحدیات والمصاعب.. سنقوى أكثر وسننتصر
وحینما نتراحم ونتعاون.. ستشملنا الرحمة والبركة
وحینھا سوف نبني مجتمعاً صالحاً وشعباً قویاً.. لا تھزه العواصف العابرة.
وھنا أوجه رسالتي إلى أھلي وإخواني وأخص الشباب منھم..  
لا تستمعوا إلى خطاب الفرقة والتناحر..
ولا تسمحوا لأقاویل الفتنة و التخویف أن تحل بینكم..
ولا تركنوا إلى الذین ظلموا بفسادھم ونقضھم للعهود والمواثیق..
ازرعوا الأمل والتفاؤل أینما حللتم..
وواجھوا التحدیات والمصاعب بقوة الإرادة والعزم وحب الوطن..
انـصروا إخوانكم وأبـناء وطـنكم بالـنصیحة وتقديم الـنموذج الصالح .. ولا تـسمحوا لـلنوایـا الـخبیثة أن تـعبث بأمن بلدكم ومستقبلكم..
العراق لكم.. ومستقبله بأيديكم.. وأمنه وسیادته ووحدته أمانة في أعناقكم.. فكونوا أھلا للعراق كما ھو أهل لكم.
ثانیا/ الأولویة الاقتصادیة في العمل السیاسي
لـقد تـم إقـرار مـوازنـة الـبلد لـثلاثة أعوام مـقبلة.. وھـي بـادرة مـختلفة عـن جـمیع الـموازنـات الـسابـقة.. وقـد اتـفقت الـقوى السـیاسـیة عـلى ھـذه الخـطوة دعـما مـنھا لاسـتقرار الـحكومـة وتـمكنھا مـن الـمضي قـدمـا نـحو الـمسار الإصـلاحـي الاقـتصادي لـلبلد .. لاسـیما وأن جزءاً مهماً من الـموازنـة قـد تـم إعداده لـمشاریـع اسـتثماریـة تسعى في أغـلبها لاستكمال المشاریع المتلكئة .. وھي فرصة كبیرة للحكومة یجب استثمارھا بأفضل مايمكن.
وحيث أنـه لا یـمكن الـبناء والإصـلاح مـن دون اسـتقرار سـیاسـي ومـالـي مـعاً.. فكـذلـك لا قـیمة لأي عـمل سـیاسـي أو حكومي إذا لم یؤُمن مصالح الشعب ویحقق لھم حیاة كریمة تلیق بھم، والیوم .. بعد أن قطعنا أشواطا طویلة في بناء وإدامة عملیة سیاسیة تراعي كلياً حیثیات المجتمع العراقي و أولوياته.  
وتمكن نـظامـنا السـیاسـي رغـم الھـزات الـعنیفة الـتي تـعرض لـھا .. مـن الـصمود والـمضي نـحو استكمال وبـناء نظام دیمقراطي اتحادي یسوده القانون والاحتكام إلى الدستور..
وقد آن الـتحول نـحو الـعملیة الاقـتصادیـة وتـركـیز الـجھود السـیاسـیة والـتنفیذیـة لإنجاح ھـذه الـعملیة الإصلاحیة الكبرى وتعمیمھا في مؤسسات الدولة.
یجب أن تكون سیاستنا الخارجیة منطلقة من أھداف وثوابت العملیة الاقتصادیة..
ویجب أن تكون برامجنا السیاسیة والإنتخابیة منطلقة من أسس العملیة الاقتصادیة وآفاقها ومدياتها.
ویجب أن تكون معایير التقییم الحكومي والبرلماني قائمة على منجزات العملیة الاقتصادیة وخططها السليمة.
فأولويتنا یجب أن تكون اقتصادیة..  
وخططنا یجب أن تكون اقتصادیة..
وبرامجنا یجب أن تكون اقتصادیة..  
لأن التحديات والمخاطر الاقتصادیة المقبلة ستكون كبیرة ومؤثرة، ولن نستطیع مواجھتھا من دون التھیؤ المسبق لتداعـیاتھا والقدرة على تـحویـل الـمخاطـر إلـى فـرص حـقیقیة قـابـلة للاستثمار والنجاح.
قد نختلف فـي طبیعة الخطط وفي آلیات تـنفیذھـا .. لكن المھم هو الاتفاق على جعل العملیة الاقتصادیة ھي المنطلق وهي الأولویة في حراكنا وفي عملنا الحكومي والبرلماني.
وعلى الرغم من التحدیات الجسيمة.. إلا أن لدینا فرصاً كبیرة في الاستثمار والبناء الاقتصادي..
فلدینا فرص الاستثمار الزراعي..
ولدینا الأیادي العاملة..
لدینا الخبرات الصناعیة المتراكمة..
ولدينا الفرص الواعدة في السياحة الدينية والأثرية والثقافية
ولدينا فرص كبيرة قادرة على جذب المستثمرين والمال الخارجي لصالح بلدنا
ولدینا القدرة على رفع الإنتاج النفطي والاستثمار الغازي وزیادة المدخولات النقدیة..
لسنا بلداً فقیراً في فرصه.. وكل مـا نـحتاجـه ھـو المضي قدما بلا تـوقـف أو تـردد فـي اسـتثمار تـلك الـفرص المهمة والمواتية.. ومواجھة التحدیات بآلیات سلیمة و رؤية واقعية منتجة للحلول.
أكثر من (600) ألـف طـالـب یـؤدون امـتحانـات السادس الاعدادي..مما یعني أنـھم سـیتوجـھون بعد أسابيع إلى الالتحاق بالـكلیات والجامـعات.. وخلال أربع سـنوات سـیكون أمـامـنا أكـثر مـن نـصف مـلیون شـاب یـنتظر فرصة عمل تلیق به وبأحلامه وطموحه .. وھذا العدد في تصاعد كل عام، فهل نتعامل مع ھذه الأعداد بالتوظـیف الحكومي الذي أغرق الحكومـة العراقـیة وأثقل كاهل الدولة وجـعلنا أمـام قـنبلة مـالـیة موقوتة..؟
وھل نتعامل مع ھذه الطاقات الكبیرة برواتب الرعایة الاجتماعیة..؟
إننا اذا لـم نـبدأ بـتلك الـعملیة الاقـتصادیـة الـشامـلة والـقادرة عـلى صـنع فـرص الـعمل واسـتیعاب قـدرات شـبابـنا.. فإننا سنكون بمواجهة تسونامي مالي واقتصادي خطیر على العراقیین جمیعا.
إن إيلاء الاهتمام والأولوية بالجانب الاقتصادي لا يلغي الأهمية البالغة للجانب الثقافي والمجتمعي ومواجهة الفكر الخاطئ والسلوك المنحرف والظواهر السلبية الخطيرة كالمخدرات وانتشارها المخيف وتأثيراتها الكارثية على الواقع الاجتماعي والأخلاقي لشبابنا وأبنائنا الذين يستحقون الأفضل.
ثالثا/ التعاون الإسلامي والتكامل الاقلیمي  
إن دیـننا الإسـلامـي یدعـو دوماً إلى التكامـل ويعظم قيم الـتآخـي والـتعاون.. كما یـدعـو إلـى احـترام الآخـریـن والاعـتراف بھم من خلال الحوار والالتزام بالعھود والمواثیق.
إن أمـتنا الإسـلامـیة والـعربـیة وشـعوب مـنطقتنا بـأمـس الـحاجـة الـیوم إلـى اعـتماد تـلك الـقیم والـمبادئ الـسامـیة فـي سیاستھا الدولیة وعلاقاتها.
فالمصالـح الحقیقیة هي تلك التي تتلاقـى مـع مصالح بـاقـي الـشعوب والـدول ولا تـتقاطـع مـعھا.. إذ لایـمكن بـناء مـصلحة دولـة ، على حساب دولة أخرى.. فالمصالح الأحادیة لا تدوم ولا یمكن أن تستمر.
نحن عرب ومسلمون.. وعلینا أن نتمسك بتلك الجذور السامیة في تعاملنا مع الآخر..  
لقد استبشرنا خیرا بعودة الجمھوریة العربیة السوریة إلى موقعها الطبيعي في الجامعة العربیة..
وكـذلـك اسـتبشرنـا خـیرا بـعودة الـعلاقـات بـین الجارتين المسلمتين الجـمھوریـة الإسـلامـیة الإيرانية والـمملكة الـعربـیة السعودیة..
ولابد من الإشادة بـالانـفتاح والـتواصـل الـبناء بـین الـعراق ومـحیطه الـعربـي والإسـلامـي فـي الآونـة الأخـیرة.. ومـا اسـتتبع ذلـك من توقیع مذكرات تفاھم ومشاریع إستراتیجیة بین العراق والعدید من دول المنطقة.
إن ھـذا الـمناخ الإیـجابـي فـي طـبیعة الـعلاقـة الـدولـیة فـي مـنطقتنا تـعد مـن أبـرز الـفرص الـتاریـخیة الـتي یـجب أن نستثمرھا الیوم لتأسيس إستراتیجیة إقلیمیة بعیدة المدى تصب في مصالح شعوب المنطقة جميعاً.
ولا ننسـى أن الـعراق كـان لـه الـدور الأكـبر فـي تـقریـب وجـھات الـنظر الـمتقاطـعة.. وھـو دوره المعهود والنوعي الـذي یـجب أن یبقى محافظا علیه، فالمصلحة العراقیة تقتضي تحقيق الاستقرار الإقلیمي.. والتعاون والتكامل الإقلیمي.
وھـنا ندعـو الى إتـباع سياسة خـارجـیة حـكیمة ومدروسة تسعى إلى استثمار الطاقـات الوطـنیة والدولیة باتجاه تحشـید دولي واقـلیمي یـؤسـس إلى شراكات إستراتـیجیة بـین الـعراق وأشـقائـه فـي مجـلس الـتعاون الخـلیجي من جھة.. وبينه وبين دول الجوار والدول الأساسیة في المنطقة من جھة أخرى.  
إن ھـذه الشـراكـات تـحقق فرص نجاح كـبیرة لجمیع دول المنطقة وشـعوبـھا ، وقـد آن الأوان لطي سجـل الـماضـي والنظر بعین إستراتیجیة نحو المستقبل ومواجھة تلك التحدیات بلغة الوحدة وأسلوب التعاون وروح التكامل.

لقد تلقينا بألم وأسف الأخبار عن منح رخصة لشخص مريض نفسيا وعقليا ينوي حرق المصحف الشريف في يوم عيد الأضحى في أحدى الدول الأوربية، إننا ندين ونستنكر بأشد وأوضح العبارات ليس حرق المصحف فقط من قبل هذا الشخص إنما ندين هذا الفهم المغلوط والمعوج الذي يتيح فرصة الإساءة للمعتقدات والمقدسات وجرح مشاعر مليار وأربعمائة مسلم في العالم تحت يافطة أكذوبة الحرية .
حمى ﷲ العراق وشعبه وشعوب المنطقة والعالم من كل سوء..  
وحفظ الله مراجعنا العظام ولاسيما المرجع الأعلى الإمام السيستاني (دام ظله الوارف) وقواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي و رحم الله شهدائنا الأبرار وقادة الانتصار وجعل منطقتنا العربیة والإسلامیة آمنة مستقرة ومزدھرة..
إنه نعم المولى ونعم النصیر.. والسلام علیكم ورحمة ﷲ وبركاته.

 

اخبار ذات الصلة