• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 08:47:27
{بغداد: الفرات نيوز} بين فترةٍ وأخرى، يعاني العالم من أوبئة وجائحات على مختلف الأصعدة من الكوليرا والطاعون، مروراً بالانفلونزا الاسبانية، حتى أنتهى المطاف بفيروس مُهمل وموجود فقط على أوراق كلية الطب ولا يقرأه الطلاب نظراً لكونهِ "ما يجي بالامتحان" على حد تعبيرهم.

الشعوب تختلف في كيفية أخذ الاحترازات من هذه الاوبئة الطارئة، فمثلاً في قرى اسبانيا قد فرض حظر التجوال من قبل المواطنين ثم بعدها اصدرت الدولة القرار نفسه، لكن اطرف المواجهات تحدث مع العراقيين، حيث أن التكافل الاجتماعي الذي يعيشه العراقيون منذ القدم يُمثل أعلى تجلٍّ للانسانية التي فقدتها مجتمعات اوروبا وامريكا بعد هذه الازمة.
كما وأظهرت هذه الأزمة حقيقة زيف الطبقات الاجتماعية، فالغني والفقير كلاهما يعاني من الحظر والحجر المنزلي مما يدفع الناس لإيجاد الحلول البديلة هذه العزلة المفاجئة كمشاهدة المسلسلات التلفزيونية والافلام او قراءة الكتب، او لعب البوبجي، وتعلم طرائق جديدة للطبخ وغيرها من الاشياء التي قد تخفف من وطأة هذا الوضع.
وفي سياق هذا، تصدر موضوع " الكرش" على منصات التواصل الاجتماعي حيث أن المكوث في المنزل والمهرب الوحيد من هذه العزلة هو المطبخ، أدى الى ان نقع في أزمة " كرشية" لتضاف الى قائمة الازمات التي يمر بها العراق، من تشكيل الحكومة، حتى انخفاض سعر النفط ارتفاع سعر الكحول الطبي.
وفي حديثٍ مع بعض الشبّان جرى في احدى المناطق الشعبية في بغداد، يقول محمد كريم: لم يكن عندي كرشاً او وزناً اضافياً في اي فترة من فترات حياتي، ولكن الحجر المنزلي، والخوف من كورونا يجعل الانسان أكثر شهيةً للأكل ولإعمال اخرى لكي "يُلهي" بها نفسه ويشغل تفكيره كذلك.
أما عن صاحب اسواق غذائية، يقول مصطفى أحمد: إن الاقبال على شراء المواد الغذائية لم نشهد مثله حتى في الايام الاولى للمظاهرات، والناس لا يتبضعون الاشياء الضرورية فحسب، بل وحتى اشياء قد تبدو غير مهمة في ظل هكذا أزمة مما يدل على أن الناس يحاولون اظهار مهاراتهم في الطبخ او تعلم بعض الطبخات الجديدة.
كل هذا يدل على نهجٍ يتبعه العراقيون للحد من الخوف والقلق الذي أصاب العالم جرّاء هذا الفايروس، لأنها وفي دراسات أخيرة قالت: إن الخوف الزائد يكون سبباً في تضعيف المناعة، ولهذا السبب واجه العراقيون هذا الفايروس بعبارات مثل " يكبر الكرش، ولا يزيد الخوف".انتهى

محمد المرسومي

اخبار ذات الصلة