وقال بارزاني بمناسبة العام الميلادي الجديد، "أتقدم بالتهاني الی الكردستانيين كافة، الی العوائل الأبية للشهداء، الی شعب العراق وممثلي الدول والحلفاء في كردستان والعراق، والی العالم أجمع، أرجو أن تتجاوز كردستان والعراق والإنسانية كافة آلام ومصاعب السنة المنصرمة ووباء كوفيد-19 وآثاره، وينعموا بسنة حافلة بالأمان والسعادة والاستقرار، وتعود مياه الحياة إلى مجاريها".
واضاف "تأثر إقليم كردستان في السنة المنصرمة، كما تأثر العالم كله، بالتداعيات القاسية لتفشي فايروس كورونا، وأمسكت أوضاع صحية غير مرغوبة، وأخرى مالية واقتصادية صعبة، بخناق إقليم كردستان، فألقت بثقل كبير من كل الجهات على عواتق المواطنين. إذ فقدت مئات العوائل في كردستان أعزاءها وأحبتها بسبب الوباء، فأعزيهم وأشاركهم أحزانهم".
ونبه "قبل انتهاء العام 2020، كانت تصرفات القوى السياسية العراقية الرئيسة في مجلس النواب العراقي ظالمة جداً تجاه ٳقليم كردستان. فكانت سياسة متخمة بالعداء لإقليم كوردستان هدفها تعطيل الخدمات وتجويع شعب كردستان، فقد بذلت كل جهدها، من خلال قانون تمويل العجز المالي، وبكل السبل وتحت غطاء القانون، فحرمت الموظفين ومتقاضي الرواتب في إقليم كردستان من رواتبهم ومستحقاتهم المالية".
واشار الى إن "هذا السلوك مناف لروح المصير المشترك والتعايش، وعدم الشعور بأي مسؤولية تجاه جزء من موظفي الدولة العراقية، ما كان ينبغي رئيس الوزراء العراقي والحكومة الاتحادية وكل المؤسسات الرسمية في الدولة العراقية أن يقبلوا بهذا الظلم الواقع على الموظفين ومتقاضي الرواتب وشعب إقليم كردستان.. ينبغي أن تقوم الحكومة الاتحادية العراقية بتعويض إقليم كردستان عما حرم منه من استحقاقاته المالية لسنة 2020 والتي حددتها الاتفاقيات السابقة، ونتوقع من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومن شركائنا أن يمارسوا دورهم في حل المشاكل".
وبين ان "النفس الطويل لوفد إقليم كردستان المفاوض وبقاؤه أكثر من أسبوعين في بغداد وقطعه كل الأعذار التي تمنع الاتفاق، دليل على منتهى حسن النية والاستعداد عند إقليم كوردستان لحل المشاكل، لكن المؤسف أنه لا يوجد حتى الآن أي استجابة جيدة وعملية من الحكومة الاتحادية العراقية لأقل الحقوق المالية لإقليم كردستان".
وقال إن "هذا ليس أبداً استعداداً لحل المشاكل مع إقليم كوردستان، بل معاقبة لشعب كردستان، وهي ليست قانونية ولا دستورية بأي شكل من الأشكال، وهي بالضد من النظام الفدرالي، وتأتي فقط لأغراض سياسية ونتيجة لقرارات سياسية. نجدد التعبير عن استعدادنا ورغبتنا وإرادتنا للتوصل إلى حل واتفاق نهائي على أساس الدستور العراقي يضمن حقوق ومستحقات شعب كردستان والاستقرار لكل العراق".
وعلى الصعيد السياسي في إقليم كردستان، لفت بارزاني خلال رسالته انه "من المؤسف أن الخلافات السياسية بين الأطراف السياسية مستمرة، وتسببت معارك هابطة المستوى من خلال وسائل الاعلام الاجتماعي في تعكير الأحوال المعيشية والنفسية لشعب كردستان".
ومضى إن "الإكثار من تلك الخلافات السياسية، يضعف كثيراً القوة السياسية لإقليم كوردستان وسيتسبب في تشظية المجتمع لدرجة كبيرة، ما سيخرب الاستقرار الاجتماعي والأمن في إقليم كوردستان، ويجب إيقافه في أقرب وقت".
واكمل ان "واجب القوى السياسية الكردستانية كافة هو التفكير في الحفاظ على الحقوق والكيان الدستوري والسياسي لإقليم كردستان والنظام الفدرالي، وأن تعمل على هذا مجتمعة، لذا يجب إنهاء هذه الخلافات السياسية في الحال والاتفاق على حل مشاكلنا، وستكون رئاسة إقليم كوردستان كما هي دائماً المعين والداعم لتحقيق هذا وبكل الصور والطرق".
وتابع "وإلى جانب التعبير عن غاية شكرنا وتقديرنا وامتناننا لتفهم وتحمل وصمود مواطني كردستان، أتقدم بالشكر للبيشمركة الأبطال وجميع القوات الأمنية التي تحمي كردستان، كما أشكر الأطباء والممرضين وجميع كوادر القطاع الصحي الذين يقفون في الصف الأمامي للتصدي لفايروس كورونا".
وقال "سيبقى إقليم كردستان، كما هو دائماً، عامل أمان واستقرار في العراق والمنطقة. وسيعزز علاقاته مع الدول المجاورة والعالم على أساس المصالح المشتركة. وسيستمر في التعاون والتنسيق مع حلفائنا وشركائنا الذين لا يزال العراق وإقليم كوردستان بحاجة إلى استمرار مهامهم ودعمهم".
ولفت "معاً ومن خلال توحيد الصف والموقف نستطيع أن نذلل كل الصعاب والأزمات وننتصر عليها، ونحتل موقعاً ومكانة أفضل في العراق والمنطقة والعالم، ونحرك عجلة التنمية والتقدم في بلدنا. سنخطو جميعنا في كوردستان بوئام وتسامح وبقبول الآخر، وبأمل باتجاه مستقبل مشرق".