• Friday 22 November 2024
  • 2024/11/22 14:44:27
{بغداد: الفرات نيوز} على الرغم من مرور 10 سنوات منذ أن أعلنت الحكومة عن وضع حجر الأساس لميناء الفاو الكبير في جنوب العراق، إلا أن المشروع لا يزال بعيدًا عن الاكتمال، بسبب مشكلات كثيرة بعضها يتعلق بالتمويل وأخرى بسبب الضغوط الخارجية.

وكان وزير النقل ناصر حسين بندر أعلن في 16 آب الجاري، أن وزارته تخطط لتوقيع عقد مع شركة هانوا الكورية الجنوبية لاستئناف مشروع الفاو، ومن المقرر أن تشمل هذه المرحلة إنشاء خمسة أرصفة، وتعميق القناة الشراعية للميناء، من 19 إلى 21 متراً، وإنشاء البنية التحتية لخمسة أرصفة، كما تشمل المرحلة إنشاء نفق يربط بين ميناء خور الزبير وطريق استراتيجي يربط الحدود العراقية بالكويت.
ومع ذلك، هذا لا يعني أن الميناء سيكون جاهزًا في المستقبل القريب؛ لأنه في حين أن الكثير من التأخير يتعلق بالتمويل، فإن جزءًا من المشكلة يتعلق أيضًا بالنزاعات الحدودية بين العراق وجيرانه، بحسب موقع مونيتور.
وكانت لجنة الخدمات والاعمار في مجلس النواب قد بينت وجود عراقيل تعترض مشروع ميناء الفاو من قبل بعض الدول، وقال عضو اللجنة مضر السلمان في تصريح صحفي، إن "مشروع ميناء الفاو الكبير خطوة مهمة جداً في عملية تغيير محاور اللعبة التجارية، لأنه يعد مركزا تجاريا ليس للعراق فحسب وإنما للمنطقة" مضيفاً، أن "هذا المشروع في حال اكتماله سينقل البلد بشكل كبير ونوعي".
وأكد الموقع الامريكي أن العراق يحاول التوصل إلى اتفاقات مع إيران والكويت والسعودية لحل هذه الخلافات، وتعتبر هذه خطوة مهمة لاستكمال المشروع، مما يمنح العراق القدرة على استضافة سفن بحرية عملاقة، إلا أن جيران العراق قد يرون أن استكمال الميناء لا يخدم مصلحتهم.
ويوجد في محافظة البصرة أربعة موانئ رئيسية أخرى، بما في ذلك أبو فلوس وخور الزبير والمقل وأم قصر، إلا أن أعماق المياه وطوال أرصفتها محدودة ولا يمكنها استيعاب صادرات كبيرة، ما يجعل الفاو مهمًا لأنه قادر على استضافة سفن عملاقة.
وتم تصميم مشروع الفاو لاستقبال السفن التي تزيد حمولتها عن 100 ألف طن، والتي تحتاج إلى أعماق مائية أكبر وأرصفة ميناء أكثر مما هو متاح في موانئ البصرة الحالية، وإذا تم بناء ميناء الفاو كما هو مخطط له، فسيكون واحدًا من أكبر 12 ميناء في العالم، كما يعد الميناء العراقي الوحيد على البحر المفتوح.
من جانبه، ذكر أسعد الرشيد مدير مشروع ميناء الفاو، أنه الأخير سيساهم في تنمية الاقتصاد العراقي وزيادة الحركة التجارية وهو ما سيحقق أربعة أضعاف ما يجمعه العراق ماليا من الموانئ الأخرى مجتمعة، مضيفا أن الغرض الأساسي من الميناء هو تحميل وتفريغ الحاويات، كما يضم الميناء عشرات المراسي لتلبية الطلب المحلي على مدى الثلاثين عاما القادمة، بالإضافة إلى ذلك، ستشمل محطات الحاويات بالميناء أرصفة للبضائع السائبة وأرصفة للبضائع العامة .
وتضمنت أولى خطوات المشروع بناء كاسر الأمواج الشرقي، وعلى الرغم من إحراز الكثير من التقدم في إنشاء حواجز الأمواج ، إلا أن المشروع بشكل عام قد توقف تقريبًا بسبب الصعوبات المالية، وقال راشد للموقع الأميركي: "كانت خطتنا الأولية هي استكمال المرحلة الأولى من الميناء بحلول عام 2024 في حال سارت الأمور على ما يرام وسلاسة" ، مشيرًا إلى وجود عجز مالي يتراوح بين 3 مليارات و 4 مليارات دولار.
بدوره، كشف موظف حكومي يعمل في وزارة النقل، شريطة عدم الكشف عن هويته للموقع، أن دولا مجاورة ضغطت على الحكومة العراقية لوقف المشروع أو على الأقل جعل العمل يسير ببطء، وأكد أن أعذار الحكومة بشأن التمويل "واهية"، وقال: "إذا كان هذا هو الحال حقًا، فلماذا لا تسعى الحكومة للحصول على تمويل من الشركات الكبرى التي لديها مصلحة في تنفيذ المشروع".
واختلف رشيد مع فكرة أن التدخل الخارجي أثر على استمرارية المشروع، وأكد أن ما أخر العمل هو في الغالب أمور داخلية، وأشار إلى أنه نظراً لكون الفاو ميناءً عراقياً، فلا داعي لعقد صفقة مع أي دولة أخرى للمضي قدماً في تطويره. 
وأضاف: "كان العمل يسير ببطء لأسباب مختلفة التربة غير المستقرة، والنقص المالي والوضع الأمني عام 2014 عندما غزت داعش شمال غرب العراق".
ومن المقرر أن تشمل خطة ميناء الفاو العديد من المشاريع الأخرى التي من شأنها تعزيز اقتصاد البصرة وتحسين الحياة اليومية لأهالي المحافظة، وإنشاء محطات ومصانع للطاقة والمياه.
يذكر ان هذا المشروع العملاق من المشاريع المهمة في البلد حيث سيساهم في تنشيط الجانب الاقتصادي العراقي وسيكون رابطا مهما في نقل البضائع والسلع من موانئ أم قصر وخور الزبير والفاو مرورا بالقناة الجافة التي ستربط قارتي آسيا وأوروبا معا عبر الاراضي العراقية.
عمار المسعودي

اخبار ذات الصلة