• Sunday 24 November 2024
  • 2024/11/24 18:53:52
{دولية: الفرات نيوز} رغم أن الموت قد يكون الحدث الأكثر وقوعاً، إبان الحرب التي تدور رحاها، منذ قرابة الـ10 أعوام  في سوريا،  إلا أنه رغم ذلك لا تزال القبور ليست البضاعة الأكثر رواجاً، في العاصمة دمشق، التي اعتاد الأهالي فيها على دفن موتاهم في المقابر المعروفة في المدينة، لغرض زيارة الخميس المعتادة.

معظم أهالي دمشق يحاولون حجز قبور لهم قبل حدوث الوفاة، لضمان كرامة جسدهم بعد الموت، وعدم لجوء ذويهم لدفنهم في مقابر الضواحي التابعة لدمشق.
ليس ارتفاع أسعار القبور في دمشق فقط ما يعيق دفن الموتى في مقابرها المعروفة، إنما التأخير في القبول والتأخر في الحصول على قبر للميت الذي لن يستطيع أهله إبقاءه طويلاً فوق الأرض، كما قام مكتب دفن الموتى في الحكومة السورية برفع رسوم دفن الموتى لتترواح ما بين 30 إلى 50  ألف ليرة سورية.
وقال الطيار الدمشقي الذي يعمل في إحدى شركات الطيران في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، علاء وانلي لشبكة رووداو الإعلامية: "نعم تجاوزت القبور وسط دمشق في أسعارها الخيال، فسعر القبر قد يصل من 4 ملايين إلى 7 في بعض الأحيان، لقد توفي عمي قبل مدة قصيرة، ورغم إننا نمتلك مقبرتنا الخاصة في قلب إحدى المقابر الرئيسية في دمشق إلا أننا تكلفنا 200 ألف ليرة سورية لدفن المتوفى".
الارتفاع الجنوني في سعر الصرف للدولار مقابل الليرة السورية، حيث وصل سعر الدولار الواحد لـ1200 ل.س، يرفع معه الأسعار في كل شئ ومنها العقار، والقبر في سوريا هو عبارة عن معاملة شراء لعقار، مما جعل سكان دمشق التي حولت الحرب معظمهم لفقراء أو متوسطي دخل، يلجئون لشراء القبور في الضواحي.
وأضاف علاء: "يلجأ الدمشقيون لشراء القبور في مناطق متاخمة لدمشق، مثل مقبرة معربا التي تعد بعيدة كما أن المناطق المتاخمة ليس آمنة دائمة ".
وتحولت معظم القبور إلى طابقين أو أكثر بسبب الازدحام الشديد، وعدم توفّر مساحات فارغة في مقابر دمشق الأشهر.
و يتم دفن الموتى فوق القبور التي مضى 5 سنوات على ردمها بشريطة أن يكون الشخص المدفون من نفس عائلة الموتى السابقين، وفي السابق قبل حالة الاكتظاظ الحالية كان يتم الدفن فوق القبر الموجود بعد 10 سنوات، أما الآن فمضي عامين على الدفن كي تكون الجثة قد تحللت، يعطي الحق بدفن متوفى جديد.
ويصل سعر القبر الواحد في مقبرة الدحداح الشهيرة الواقعة قرب شارع بغداد وسط العاصمة دمشق، بين 7ملايين إلى 4 ملايين  ليرة سورية.
في حين يتراوح سعر القبر الواحد في مقبرة باب شرقي بنحو مليون و200 ألف ليرة سورية للقبر الكامل، و250 ألف ليرة سورية للدرج الواحد في المدفن.
أما ثمن القبر الواحد في مقبرة باب صغير يترواح ما بين 700 ألف ليرة سورية إلى مليون ونصف المليون ليرة سورية.
وقال تاجر قبور دمشقي، والذي يعمل في بيع وشراء القبور إلى جانب تجارته ويعرف باسم عبدو، في تصريح خاص لشبكة رووداو الإعلامية: "أستطيع توفير قبر لمن يود الشراء في مدة قصيرة، الدمشقيون يتواصلون معنا من كل مكان لحجز القبور، قبل نفاذها أو ارتفاع سعرها أكثر، ويتم إرسال البيانات المطلوبة عبر شبكة الإنترنت، وبالشحن السريع".
وتابع عبدو تاجر القبور: "أسعار القبور المتواجدة في مقابر دمشق المعروفة تتراوح بين 4 إلى 7 ملايين بحسب المساحة والهيئة التي يكون عليها القبر، أنا عاجز عن تأمين قبر في مقابر دمشق الشهيرة، لكني أبيع وأشتري القبور في منطقة معربا المتاخمة لدمشق".
ومعربا هي قرية تتبع لمنطقة التل في محافظة ريف دمشق، إعمارها قديم، وفيها قبور وقناة مائية من العصر الروماني تقع على جانب جبل قاسيون، ازداد عدد الوافدين اليها بعد عام 2011 حتى بلغ سكانها 6 أضعاف ما كانوا عليه بسبب أنها من المناطق القليلة الآمنة التي لم تطلها النيران.
يذكر أن عدد القبور الموجودة ضمن مدينة دمشق بحسب أرقام محافظة دمشق يبلغ نحو 130 ألف قبر، حيث إن المساحة الحالية لم تعد تتسع للمزيد، مما يضطر القائمين على مدافن العاصمة إلى إزاحة القبور الطابقية عن بعضها البعض بمقدار 50 سنتيمترًا كي تتسع للمزيد من الموتى.
ويكلف بناء طابق ثان مبالغ كبيرة أيضاً، فرسوم تعمير الطابق الثاني  في الدحداح مثلاً مع كلفة تغيير الشاهدة يكلف ٢٤٩ ألف ل.س عدا عن تكلفة الرخام التي تهبط وتصعد على إيقاع الدولار حسب بلد الصنع ومساحة القبر.
قبل عام ٢٠١١ كانت الطقوس الدينية المتعلقة بدفن الموتى ومراسيم العزاء للمسلمين والمسيحيين تتم بأقل كلفة، وكانوا أكثر قدرة على تحمل نفقاتها الشاملة، إلا أنها غدت بعد هذا العام أكثر إيلاماً و “ترفاً” يصعب على الفقراء والطبقة الاجتماعية المتوسطة تحمل تكاليفه، في المقابل أصبحت تجارة الموت المربحة في دمشق في أيدي الأغنياء وحديثي النعمة.انتهى
 

اخبار ذات الصلة