وفقا للدكتور لانغ، تنتشر المخاوف حاليا أكثر من أي وقت مضى. ويعود السبب إلى حجم المعلومات الذي يحيط بنا يوميا. فالأخبار السلبية والمخاوف المرتبطة بها يربطها الناس بأنفسهم. وقد اتضح من الخبرة العملية أن الخوف من الشعور بالوحدة يحتل المرتبة الأولى من بين المخاوف الشائعة.
ويقول، "أحد أكثر الرهاب انتشارا هو الشعور بالوحدة وخاصة بين النساء. وكذلك الخوف من عدم القدرة على الإنجاب، وعدم وجود شخص محبوب بجانبها، هي أكثر المخاوف انتشارا. هذه المخاوف تعكر صفو الحياة. وقد زاد في السنوات الأخيرة عدد العوانس، ما يجعلهن لا يثقن حتى بأنفسهن ويركزن على أن القطار يفوتهن".
ويشير الدكتور، إلى أن الرهاب الثاني المنتشر هو فقدان العمل، الذي انتشر كثيرا بسبب الجائحة. وهذا يعني أن الناس يخافون من احتمال تسريحهم من العمل. ويؤكد على أن مثل هذا الرهاب لا يؤثر سلبًا على الصحة فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى انخفاض القدرة على العمل، حيث يبدأ الشخص يرتكب خلال عمله أخطاء سخيفة في بعض الأحيان.
ويحتل رهاب الطيران المرتبة الثالثة في الانتشار. وقد ازداد انتشاره، بسبب كثرة الأخبار عن الكوارث الجوية.
ويقول الدكتور، "الناس الذين يخافون من الطيران أو حتى صعود الطائرة، يحرمون أنفسهم من الرحلات البعيدة، ويختارون السفر بالقطارات أو السيارات. وعدد هؤلاء بدأ يزداد بصورة طردية مؤخرا. ويحدث هذا نتيجة تكرار الأخبار عن الكوارث الجوية، التي تترسخ في أذهان الناس. لأن الإنسان يعتبر كل مشكلة تعنيه شخصيا، ما يرهقه ويمنعه من العيش بهدوء. لذلك على الشخص الذي يعاني من رهاب الطيران، قبل الصعود إلى الطائرة، تخيل كيف سيطير إلى المكان المطلوب وكيف سيغادر الطائرة ويستريح أو يفعل ما يشاء، وليس التفكير بأن الطائرة ستسقط ويقضي نحبه".
وينصح لانغ، بمكافحة الرهاب وجها لوجه. أي على الإنسان السعي رغم كل شيء لعمل ما يخاف منه. لأن جسم الإنسان مبني على التكيف مع الوسط المحيط، وهذا يشمل جميع مجالات حياتنا.
رغد دحام