ووصف السكان المحليون هذه الظاهرة بأنها "ساحرة" و"مقلقة"، وقد تم التقاط الصور الأولى لها قبل ساعات فقط من وصول العاصفة من الفئة الثالثة إلى اليابسة.
كما شوهدت السماء الأرجوانية في جميع أنحاء الولاية، بما في ذلك "بالم بيتش" و"فورت مايرز"، أثناء وبعد العاصفة أيضا.
وقد تبدو هذه الظاهرة وكأنها غير طبيعية، لكنها نتاج الطبيعة حقا. ويحدث هذا الأمر عندما تكون الظروف الجوية مناسبة تماما، وعادة ما تتزامن هذه الظاهرة مع الأعاصير.
ولفهم سبب ظهور هذا اللون الأرجواني في السماء العاصفة، ينبغي معرفة كيفية تفاعل الجسيمات الجوية مع الضوء لإنتاج ألوان مختلفة.
تصدر الشمس إشعاعات قصيرة الموجة ضمن طيف الضوء المرئي (الجزء من الطيف الكهرومغناطيسي الذي يمكن للعين البشرية رؤيته). وعندما تصل جسيمات الضوء المرئي إلى الغلاف الجوي للأرض، تخضع لعملية تُعرف باسم تشتت Rayleigh، تحدث عندما تتفاعل جسيمات الإشعاع مع جسيمات الغلاف الجوي التي تكون أصغر منها بكثير، حيث تتناثر الأطوال الموجية القصيرة، مثل اللونين الأزرق والأرجواني، بسهولة أكبر من الأطوال الموجية الأطول.
وقال عالم الأرصاد الجوية في AccuWeather، بريت روسيو: "هذا هو السبب في أن السماء تبدو زرقاء في يوم مشمس لطيف".
وعندما تغرب الشمس، تتغير زاوية سقوط الضوء على الغلاف الجوي، ما يؤدي إلى تغيير لون السماء إلى الوردي والأرجواني والبرتقالي والأحمر والأصفر.
ولكن السماء الأرجوانية التي شوهدت قبل وصول إعصار "ميلتون" إلى فلوريدا، لم تكن بسبب زاوية الشمس، بل بسبب زيادة كمية بخار الماء في الغلاف الجوي نتيجة للعاصفة.
وأوضح روسيو أن وجود المزيد من بخار الماء يعني المزيد من الجسيمات، ما يؤدي إلى مزيد من تشتت الضوء. وعند حدوث هذا التشتت في وقت الغسق، يمكن أن يخلق لونا ورديا يتداخل مع السماء الزرقاء الداكنة.
جدير بالذكر أن إعصار "ميلتون" ليس الإعصار الوحيد الذي أنتج سماء أرجوانية، إذ تسبب إعصار "فلورنسا" من الفئة الأولى وإعصار "مايكل" من الفئة الخامسة، وكلاهما ضرب الولايات المتحدة في عام 2018، في هذا التأثير أيضا.
يذكر أن إعصار ميلتون، الذي ضرب فلوريدا في 9 أكتوبر 2024، تراجع إلى عاصفة من الفئة الثالثة عند وصوله اليابسة بالقرب من ساراسوتا. وتسبب في أضرار واسعة، مع انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع عدد الوفيات بسبب الأعاصير المصاحبة له.