وقال صالح، في مقابلة صحفية، إن "العراق أرض الحضارات ومنبع الأديان ومثوى الأئمة، مضيفا أن مختلف الأطياف عاشت في البلاد.
وأضاف أن "العراق اجتاز الكثير من العواصف والكراهية والحروب، لكن الثابت ظل قائما، وهو التعايش والتعددية، وزيارة البابا كانت تأكيدا لهذه المفاهيم".
وأردف أن "البابا فرانسيس كان فرحا للغاية عندما وصل إلى العراق ووجد استقبالا حافلا بالأغاني الشعبية والبهجة، فيما اقترن اسم العراق في الخارج بالعنف والمشاكل والموت".
وأشار صالح إلى أن "زيارة البابا قوبلت بتجاوب شعبي كبير، وهو ما أظهر أن الناس متشبثون بالحياة والتعايش" واصفاً "اللقاء الذي جمع البابا فرانسيس بالمرجع الديني الأعلى آية الله العظمىة السيد، علي السيستاني، بقمة الاعتدال والتسامح".
وأكد أن البابا فرانسيس والسيد السيستاني يمثلان منهجا في الوسطية والاعتدال والتحاور والتعايش، وهو ما سيكون له تأثير كبير على حوار الأديان.
وقال صالح إن البابا فرانسيس أثنى على السيد السيستاني ووصفه برجُل الله والحكيم، وأكد ضرورة التواصل معه من أجل خدمة الإنسانية.
وتحدث، عن الرمزية الكبيرة لزيارة البابا فرانسيس إلى مدينة الموصل التي كان يخطب بها زعيم داعش الإرهابي المقبور قبل سنوات قليلة، ثم أضحت محررة اليوم، فحل بها بابا الكنيسة الكاثوليكية.
وعندما سئل صالح عن عودة أهل الموصل إلى مدينتهم بعد خروج داعش، قال إن النازحين يعودون، معربا على أن تتم العودة بشكل أسرع.
وأقر بأن الظروف كانت صعبة جدا، فيما بدأ الرجوع بشكل أكثر تنظيما في الوقت الحالي، ففي سنجار التي تعرضت لدمار كبير، مثلا، زاد عدد من رجعوا.
وأشار إلى استمرار وجود مشاكل أمنية، قائلا إنه لا يريد أن يستخف بخطورة داعش التي تأتي أحيانا من الحدود السورية، إضافة إلى الخلايا النائمة التي ما زالت موجودة في الصحاري والبراري.
ورغم العقبات التي شابت إعادة الإعمار في العراق، وصف صالح المساعي الجارية لأجل تحقيق هذه الغاية بـ"الجدية".
وفي جوابه على سؤال بشأن إمكانية بناء العراق القوي في ظل وجود السلاح المنفلت، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة وضع الأمور في سياقها التاريخي، نظرا إلى عدم إمكانية قراءة ما يجري اليوم بمعزل عما حدث في الأمس.
واستحضر صالح، محطات مؤثرة في تاريخ العراق مثل سقوط الملكية ومجيء حزب البعث والحروب التي دارت طيلة عقود، قائلا إن البلاد عاشت عنفا كبيرا.
وقال إن العراق لن يستقر ما لم يكن ذا سيادة، أي دولة تستطيع فرض القانون، وحصر السلاح بيدها، إضافة على القدرة على حماية الحدود "هناك إجماع وطني متنام".