• Tuesday 5 November 2024
  • 2024/11/05 14:33:57
{بغداد:الفرات نيوز} أكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ان البلاد تمر بأزمة سياسية قد تكون هي الاصعب والاخطر طيلة السنوات التسعة الماضية . وقال السيد عمار الحكيم خلال كلمة له في الاحتفالية التي اقامها بمكتبه ببغداد بمناسبة مولد الائمة الاطهار عليهم السلام ان " هذه الازمة دخلت في نفق مظلم وتراكمت بشكل يصعب حلها يوما بعد اخر وان الاخطر في هذه الازمة هو محاولة نقلها الى الشارع والتخندق الطائفي الذي سيدفع ضريبته الجميع" . وأضاف "انني بدأت اسأل نفسي ماذا اقول لابناء شعبي خلال حديثي بيوم الاربعاء بشأن الازمة الراهنة وقد فقدت الكلمات تأثيرها لكننا نقدم الحلول وعلى الاخرين الاخذ بها اذا ارادوا انهاء تلك الازمة ". واوضح ان " الرجال يختبرون بالمواقف وليس المواقف تختبر بالرجال ونحن بأمس الحاجة الى اختبار حقيقي للطبقة الحاكمة بكل اتجاهتها وتياراتها ". وأشار الى ان " الكتل السياسية عليها ان تصارح الشعب بشأن الازمة الراهنة وتبيين اتجاهها له مؤكدا ان" الامور لاتصلح الا اذا كانت هناك تنازلات متبادلة من قبل الجميع وان يتم تقديم الحق العام على الحقوق الخاصة ". وبين انه لا حل للازمة السياسية بالكلمات الفضفاضة بل بالخطوات الجريئة لانهاء الازمة والتوجه نحوم تحقيق ما يبتغيه الشعب من الخدمات  "، منوها الى ان " الجميع يتحدث عن الالتزام بالدستور غير ان البعض يتجاوز عليه من خلال ابرام الصفقات السرية والبعض يتحدث عن الوطنية بينما هو يغلب مصلحته الخاصة على مصلحته العامة ". وذكر السيد عمار الحكيم اننا نحترم الاجراءات الدستورية لكن لا نرى ان سحب الثقة والانتقاص من الحكومة  يمثل حلا للازمة ". وتابع كما اننا لا نرى ان الانتقاص من البرلمان الذي يمثل السلطة التشريعية هو امر صحيح "، منتقدا "الدعوات لسحب الثقة عن رئيس مجلس النواب معتبرا انها ناتجة من التفاعل مع الازمة بصورة منفعلة. وتساءل في حديثه "هل نحن نعيش في ازمة سحب الثقة اذ حدث خلاف مع قائد معين تكون ردة الفعل بان يتم سحب الثقة من الطرف المقابل ". واشار الى ان "سحب الثقة لايشكل حلا للازمة بل انه سيضيف صراعا اخر للصراعات الاخرى في المشهد السياسي ولن يعالج المشاكل التي يعاني منها البلد". ودعا رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي "الاطراف السياسية التي تريد استبدال رئيس الحكومة العودة الى نفس الطاولة التي تم من خلالها ترشيحه وتشكيل الحكومة". وأكد ان "من اراد ان يغيير رئيس الوزراء فعليه ان يعود لنفس الطاولة التي تم فيها ترشيح رئيس الوزراء". واضاف ان" الكتل السياسية اجتمعت سابقا ورشحت رئيس الوزراء واذ ارادت ان تستبدله فعليها الرجوع لنفس الطاولة التي من خلالها تم ترشيحه وتطرح المشاكل التي تم تشخيصها امام بقية الاطراف" . ولفت الى ان " المشكلة الاساسية هي تصدع الثقة ما بين الكتل السياسية لذا فعلى الجميع مغادرة لغة المجاملات والركون الى اسلوب المصارحة والمكاشفة لوضع الحلول للازمات السياسية "، منوها الى ان " لغة التشكيك والتخوين لن تساعد على تعزيز الثقة وتعمق من الفجوة بين الكتل السياسية ". ورفض رئيس المجلس الاعلى " اجراء انتخابات مبكرة وعد هذه الدعوات بانها هروبا من المشاكل "، مؤكدا ان ""هذه الدعوات لاجراء انتخابات مبكرة ليست حلا للازمة بالرغم من اننا اكثر المستفيدين لاصلاح ما لحق بنا من غبن خلال الانتخابات الماضية". واضاف ان" هذا الاسلوب يمثل هروبا من المشاكل التي تواجه العملية السياسية وهناك مشاكل فنية تعيق اجراء الانتخابات اذ ان مفوضية الانتخابات تقر بصعوبة اجراء انتخابات لمجالس المحافظات في اذار من العام المقبل كما ان هذا المطلب يحتاج الى مشاورات مع اطراف سياسية لتوفير الاغلبية النيابية لحل البرلمان ". واكد "اننا لا نرى ان هذه اللغة هي الطريق الصحيح لحل الازمة الراهنة لكننا في الوقت ذاته نرى ان هناك اخطاء صغيرة وكبيرة من الحكومة يجب معالجتها وعدم السماح بتكرارها في المستقبل ". ودعا "رئيس الوزراء نوري المالكي الى اجراء اتصالات باطراف الازمة السياسية للتوصل الى حل بشأنها"، مشددا على " ضرورة اجراء رئيس الوزراء اتصالات باطراف الازمة السياسية باعتباره رئيسا لمجلس وزراء العراق وقائدا عاما للقوات المسلحة وهذه العناوين تفرض عليه اجراء مثل هكذا اتصالات من اجل حل الازمة". واضاف ان "هذا الامر سيحسب للمالكي لا ان يحسب عليه" . ولفت الى ان " هناك من يراهن على الوقت لحل الازمة مشيرا الى ان انتهاج اسلوب زحزحة الازمة لن يأتي بنتيجة وان اتى فأن العواقب ستكون وخيمة ". واوضح ان " الازمة التي نعيشها ليس فيها ملائكة وشياطين وانما قادة وسياسيون يمارسون العمل السياسي في ظل ظرف صعب وقد يخطأون بل انهم اخطأوا فيما مضى وعليهم مراجعة اخطائهم ". وشدد السيد عمار الحكيم على اننا لا نشجع اي قيادي في العراق بانه قادر على ان ينهي معاركه بوثيقة استسلام من الطرف المقابل إذ ان قدرنا ان نعيش معا "، داعيا الى اخذ الدروس والعبر من التأريخ قبل ن ان نكون درسا للاخرين ".وبين اننا بامس الحاجة للوقوف مع الذات بلحظة صدق حقيقية للخروج من هذه الازمة. انتهى

اخبار ذات الصلة