{بغداد: الفرات نيوز} أفرجت محكمة تحقيق الكرخ المختصة بنظر قضايا الإرهاب عن شاب ألماني الجنسية كان قد القي القبض عليه في أحد المنافذ الحدودية لاشتباه القوات الأمنية في انتمائه إلى التنظيمات الإرهابية.
وروى الشاب "دينس ميشيل" ألماني الجنسية قصته الى "القضاء" انه "يبلغ من العمر 26 عاما وغير متزوج، حاصل على شهادة الإعدادية ويعمل في احد الأندية الرياضية لكرة السلة بصفة معالج فيزيائي وهو ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي والمشهور بهواية التنقل عن طريق البر بين دول العالم من دون اموال".
كانت بداية الرحلة في ايلول الماضي بعد أن غادر بلده اول مرة متجها الى النمسا، كما يقول الشاب دينيس: "الوجهة الأولى هي عندما سافرت الى النمسا وتحديدا عاصمتها فينا ومكثت فيها يوما واحدا وفي اليوم التالي سافرت الى جمهورية هنغاريا وكانت رحلتي ليوم واحد ايضا، ومن ثم توجهت الى صربيا التي كان تواجدي فيها ليومين".
ويواصل "بعد صربيا ذلك كانت وجهتي الى جمهورية بلغاريا وبقيت فيها يومين"، لافتا إلى أن "سبب عدم بقائي بهذه الدول لمدة طويلة كونها دولا أوربية والاجواء تشبه أجواء بلدي".
وذكر دينيس "كانت الوجهة الجديدة هي تركيا التي أصبحت لي بوابة باتجاه الشرق والدول العربية واستمر تواجدي فيها لعدة ايام فقد مكثت في اسطنبول ثلاثة ايام وبعدها توجهت الى محافظة اخرى وهي ادنة في جنوب تركيا، والمحطة الثالثة فيها كانت منطقة سلفيا اججو وبها حاولت السفر الى جمهورية لبنان عن طريق البحر ولكن كان المانع هو عدم امتلاك مبلغ التكت".
وأضاف ميشيل "تغيرت وجهتي وقمت بالعودة الى محافظة ادنة ومن ثم الى انطاكيا وامضيت يومين فيها ومنها الى مدينة مالدين التي تشتهر بمعالمها السياحية الدينية وعندها تعرفت على "عبد الفتاح" احد الاشخاص الأتراك صغير السن حيث يبلغ قرابة العشر سنوات ويجيد اللغة الانكليزية وكوني أتحدث الانكليزية بالاضافة الى لغتي الام وهي الالمانية فقد كان التواصل سهلا معه".
استمر مشيل يروي قصته قائلا ان "عبد الفتاح الفتى التركي ساعدني واصطحبني الى احد المطاعم وهو مقر عمله وهيأ لي عملا في المكان نفسه، وكان بالقرب من جامع واستمر الحديث معه على مدى اليوم تقريبا وفي سياق الحديث عن الدين الاسلامي سألني هل تود اعتناق الاسلام ومن دون اي تفكير كان الجواب نعم وقام بتلقيني الشهادة بالاضافة الى تعليمي الوضوء والصلاة وأساسيات الإسلام".
واسترسل بالحديث "قلت لهم أن وجهتي القادمة هي العراق وأود الذهاب اليه فكان الجواب من كل المتواجدين بالمطعم لا تذهب، والاسباب متعلقة بالوضع الامني وهنا ازداد اصراري على الذهاب وبالفعل قمت بتهيئة نفسي للسفر وكانت الرحلة السفر عن طريق البر بواسطة باص الى محافظة اربيل وهذا كان بتاريخ 2018/9/18 بعد دخولي واخذ تأشيرة الدخول من المنفذ الحدودي بين العراق وتركيا".
واضاف مشيل "بدخولي اربيل توجهت مباشرة الى موقف السيارات للذهاب الى بغداد عن طريق احدى سيارات الاجرة نوع {GMC}، وأثناء الطريق كانت هناك نقاط تفتيش من قبل القوات الأمنية العراقية اذ قاموا بإنزالي وتدقيق جواز السفر الخاص بي وبعد التأكد منه سمح لنا بالمرور إلى أن وصلنا إلى بغداد وتحديدا في منطقة الكرادة وكان الوقت الساعة العاشرة صباحا".
واضاف "بعد الاتصال بأحد أصدقائي قام بتحويل مبلغ 50 يورو الى احدى الشركات {ويستر يونين} وعند الذهاب الى الشركة رفضوا تسليمي المبلغ والسبب انتهاء مدته وبالتالي لا يسمح لي استلام المبلغ حتى اقوم بتجديد الجواز وهنا وقعت في مأزق كبير كوني لا املك المال ولا اعرف احدا فذهبت الى احد المطاعم وطلبت منه العمل مقابل مأكلي ومنامي فرفض ذلك ولكن قام بتقديم الطعام لي دون مقابل".
وواصل ميشيل "حل الليل ولم يكن لي من مأوى فوجدت احد المباني قيد الانشاء واقدمت على النوم فيه وعند الصباح بحثت من خلال موقع الكوكل ايرث على مكان اذهب له واتجهت نحو احد الفنادق الخمس نجوم يسمى (فندق كورال) وطلبت منهم ان أقوم بالاستحمام وبالفعل ساعدوني بالاضافة الى إعطائي مبلغا من المال وتحدثوا مع القوات الأمنية حتى يساعدوني في الاستدلال على السفارة الألمانية".
واسترسل بالحديث قائلا ذهبت الى السفارة وقمت بتجديد الجواز وبعدها تجولت في بغداد وذهبت الى احد الفنادق بمنطقة الكرادة ايضا وقامت بمساعدتي والسماح لي بالاقامة وقدم لي الطعام والشراب الى ان جاء يوم جديد وعند الصباح قمت بالتجول داخل بغداد حتى اشاهد كيفية الحياة فيها وكان ما سمعته من اصدقائي الاتراك مغايرا لما رأيته فالحياة كانت تسير بشكل طبيعي لا تختلف كثيرا عن الأماكن التي زرتها.
استمر دينس بالحديث قائلا "عند تجوالي تعرفت على شاب يعمل سائق سيارة باص وكان يجيد اللغة الانكليزية تحدث الي وبعدها قام باصطحابي الى داره في منطقة الصالحية وقدم لي الطعام واستضافني في بيته حتى الصباح بعدها قام بإيصالي الى السفارة في منطقة المنصور وهناك طلبوا مني الحضور في اليوم التالي لان السفارة كانت مغلقة".
واستذكر "استمرت المراجعة في السفارة مايقارب ثلاثة ايام وانا اسكن في بيت الشاب واكل واشرب الى ان تم اصدار الجواز وبعدها قام بحجز تذكرة سفر لي الى الأردن عن طريق البر من احدى الشركات وبتاريخ 27/9/2018 توجهت بواسطة سيارة (GMC) ولدى وصولي الى الحدود عند منفذ طريبيل قامت القوات العراقية بمنعي من العبور".
ويذكر دينس ان "القوات الامنية قامت بالتدقيق بحاجاتي والجواز ومن ثم قاموا بالقاء القبض عليّ لشكهم بانتمائي الى المنظمات الإرهابية وبعدها اصطحبوني الى احد مقرات الاجهزة الامنية ومن بعدها تم عرضي امام قاضي التحقيق".
من جانبه قال قاضي التحقيق المختص بنظر قضايا الارهاب في محكمة استئناف الكرخ من خلال التحقيق ومفاتحة السفارة الالمانية والمنافذ الحدودية والتأكد من كل الكلام من خلال الشهود اتضح ان دينس دخل الى العراق بشكل اصولي وكان نشاطه السياحة كونه احد الهواة بالتعرف على الثقافات والدول وكان حديثه عما شهده من كرم الضيافة والمعاملة الايجابية من قبل الناس وتم الافراج عنه كونه لم يرتكب أي جريمة".انتهى