{دولية:الفرات نيوز} كثيرا ما نسمع عن تجارب جديدة وأشخاص يتطوعون من أجل اختبارها، ولكن في تجربة نادرة من نوعها تبرعت امرأة بجسدها بعد وفاتها لتصبح جثة رقمية.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كانت سوزان كريستينا فيتشيل، البالغة من العمر 87 عام، تعيش في ألمانيا في الحقبة النازية، ثم هاجرت إلى مدينة "نيويورك" الأمريكية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتزوجت بشاب يدعى "هاري بوتر" في عام 1956.
وعانت "سو" من مرض السكر وسرطان الجلد، بالإضافة لإصابتها بسرطان الثدي، ما استلزم العديد من العمليات الجراحية، وأخبرها الأطباء بأنه لديها سنة واحدة فقط نظرا لحالتها المتأخرة.
وفي عام 2000 قرأت مقالة عن مشروع محاكاه الانسان بجامعة "كولورادو" ومشروعها البشري، حيث قامت الجامعة بتحنيط وتجميد جثة "جوزيف بول" وكان محكوما عليه بالإعدام، وامرأة مريضة بالقلب، وتم تقسيم الجثث بعد تجميدها، وتحوليها إلى جثث رقمية بهدف تثقيف طلاب الطب.
وأرادت "سو" أن تكون أول انسان حي يتطوع بجسده ليصبح جثة رقمية وخالدة، بعدما تخلى عنها ابنتيها ولم يسألوا عنها ووفاة زوجها.
وتم تجميد "سو" بالفعل في عام 2000 وتوفيت بسبب الالتهاب الرئوي في عام 2015، ثم بعد وفاتها تم تقسيم جسدها إلى 27 ألف قطعة رقيقة، مع الحفاظ عليها بعناية لمدة ثلاث سنوات، ثم تم تحوليها لشرائح رقمية لتعليم الطلاب.
وسجلت "سو" قبل وفاتها كل شيء عن حياتها ومشاعرها وآلامها حتى يتمكن الطلاب من فهم الحالة الصحية للمرأة التي يدرسونها، وطلبت قبل تجميدها رؤية المنشار الذى سيقطعها والثلاجة التي ستحفظ فيها، بالإضافة إلى سائل "البولي فينيل" الذى سيساهم في تجمديها.
وقال الدكتور" فيك سبيتزر" مدير مشروع التجميد، إن الأمر كان معقدا نظرا لإصابة "سو" بالسرطان ولكنها حققت المعجزة وظلت على قيد الحياه لمدة 15 عاما، بعدما اعتقدنا أن المشروع سيستغرق عام واحد.
وأكد "فيك" أنها كانت شخصية مرحة وكانت تحب رؤية الطلاب الذين سيقومون بتشريح جثتها، وأجرت اتصالات يومية به لتطمئن على سير المشروع، واشترطت أن يتم تقطيعها مع وجود موسيقى كلاسيكية، وأن تكون محاطة بالورود.
وبعد نجاح المشروع، تواصل الدكتور"فيك" مع مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" ليتم نشر التجربة العلمية الأولى في العالم كله في يناير القادم.انتهى