• Saturday 23 November 2024
  • 2024/11/23 19:07:20
{الانبار: الفرات نيوز} لو أغمضت عينيك ساعتين وأنت تستقل سيارة من العاصمة بغداد باتجاه محافظة الأنبار غربي العراق، ولم تفتحهما إلا في منطقة الحسنية، إحدى القرى التابعة لقضاء هيت، لن تصدق أنك ما زلت داخل الأراضي العراقية، فالهواء النقي والطبيعة الخلابة والمروج الخضراء التي تعكس مدى الاهتمام بها تشكّل لوحة فنية أبدع الخالق في تصويرها، لتصبح جنات ممتدة على ضفتي نهر الفرات.
منطقة الحسنية على بعد 160 كلم من بغداد، هي إحدى أجمل القرى التي تغفو على ضفاف الفرات، فهي تمتاز بمزارعها وبساتينها وأجوائها الخلابة، ورغم أنها أملاك خاصة لمزارعين من أهالي مدينة هيت أو القرى المجاورة لها، فإنها تستقبل العائلات الراغبة في قضاء أوقات جميلة بعيدا عن ضجيج المدن.
الحاج ياسين ورغم انتقال عائلته للسكن وسط هيت، فإنه يواظب يوميا على العمل في مزرعته التي تحتوي على عدد كبير من البساتين وخاصة من النخيل، فهو لا يسعى مقابل جهده هذا إلى مكسب مادي فقط، وإنما تمثل له هذه البساتين مصدر خلوته الخاصة وراحته.
وهو يحمل معوله ويسير بين شجيرات النخيل التي انتهى قبل يومين من تطعيمهما، يعبّر الحاج ياسين عن سعادته ويصف منطقة الحسنية بواحة من الجنة، "كنا وما زلنا نستقبل السياح هنا في هذه المناطق لأنها مناظر طبيعية وهادئة وآمنة، إضافة إلى أنها تمتاز بما تمنحه من خصوصية للعائلات التي تسعى إلى قضاء أوقات جميلة وهادئة".
ويضيف أن الفرحة وشعورا بالفخر يغمرانه وبقية أصحاب الأراضي في الحسنية عندما تزور العائلات من مختلف محافظات العراق منطقتهم وكأنهم في مهرجان للفرح والأعياد، مشيرا إلى أنه عادة ما يقدم للزوار الخبز وكل ما يحتاجونه على اعتبار أنهم ضيوف والواجب التقليدي يحتم إكرامهم.
ويقول عبد الله الهيتي أحد السكان المحليين بمنطقة الحسنية "نعتني بأرضنا ونسقيها وندفع عنها الأمراض ليس لأنها مورد اقتصادي لنا، لكننا أصبحنا في هذه الأرض وجهة لأصدقائنا ومعارفنا وأقاربنا، فهم يأتون إلينا لقضاء أوقات جميلة".
مقصد سياحي
محافظة الأنبار وما تمتاز به من طبيعة تتنوع بين الهضاب والصحاري والمساحات الخضراء على امتداد نهر الفرات، جعل من مدنها لاسيما مدينة حديثة والبغدادي -التي لا تقل جمالا عن منطقة الحسنية- مقصدا سياحيا مهما.
عن ذلك يقول عضو المجلس المحلي لمدينة هيت سعد محمود للجزيرة نت "لا شك في أن الاهتمام بالمرافق السياحية والتاريخية يعكس الصورة الإيجابية وحالة الاستقرار التي ننعم بها، إلا أن قلة التخصيصات المالية ووقوع هذه المناطق إن كانت سياحية أو تاريخية ضمن الأملاك الخاصة للمواطنين، يعيقان عملية الاستثمار فيها أو تطويرها".
قد تكون الطبيعة الجغرافية والمكانة التاريخية هي ما أكسبت مدن المحافظة هذه الأهمية وهذا التميز، ولو تمكنت الحكومة المحلية والمركزية من الاهتمام بها لأصبحت مرفقا سياحيا وعامل جذب للعائلات، التي تنفق آلاف الدولارات للسياحة خارج البلاد.
فوزي الهيتي أحد المؤرخين والمهتمين بتاريخ مدينة هيت، يشير إلى أن هيت خصوصا ومحافظة الأنبار عموما تمثل وجهة تاريخية وسياحية غاية في الأهمية.
وأضاف أن الأنبار تمتلك من المميزات ما يجعلها في الصفوف الأولى للجذب السياحي، فهي تحتوي على عدد كبير من الآثار والشواخص الأثرية، إضافة إلى المناظر الطبيعية والجميلة التي أعطت لونا وطابعا مميزا لكل مدينة وقرية في المحافظة، وقرية الحسنية مثال بسيط على جمال الطبيعة في الأنبار غربي العراق.انتهى

اخبار ذات الصلة