{دولية:الفرات نيوز} أثارت قضية الفتاة الفلسطينية إسراء غرّيب، التي توفيت في مدينة بيت لحم بظروف غامضة، وتعدد الروايات حول ذلك، الرأي العام الفلسطيني، كما استفزت مشاهير العرب للحديث عن القضية.
وأطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، منذ أمس الجمعة، هاشتاغ: ”كلنا إسراء غريب“، للمطالبة بكشف تفاصيل وفاتها، وسط اتهامات للعائلة بقتل إسراء بسبب التقائها بشاب تقدم لخطبتها.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن قضية إسراء أصبحت قضية مجتمع، مشدداً على ضرورة تعزيز منظومة التشريعات الحامية للمرأة الفلسطينية.
وأضاف اشتية، في تعقيبه على القضية عبر ”فيسبوك“: ”مع التزامنا الكامل بأحكام القانون الفلسطيني، وسرية التحقيقات، وعدم الاستعجال في إطلاق الأحكام المسبقة، احتراماً لروح الفقيدة ولمشاعر ذويها، إلا أنه صار لزاماً علينا من موضع مسؤوليتنا تعزيز منظومة التشريعات الحامية للمرأة.
وأكد اشتية، على أنه ”لا يحق لأي شخص أخذ القانون بيده“ مستطرداً: ”سنتخذ كل إجراء قانوني لازم؛ لإيقاع أقصى العقوبة على كل من تورط في قتل أي إنسان، ونحن بانتظار نتائج التحقيق في قضية إسراء غريب“.
من ناحيتها، علقت وزارة الصحة الفلسطينية على القضية بالقول: ”إن ملف إسراء لدى النيابة العامة التي استلمت كامل الملف الخاص بفترة علاجها والمتعلق بالحالة النفسية والصحية لها“.
وأضاف الناطق باسم الوزارة، أسامة النجار ”إسراء عانت من عدة كسور في جسديها والتقارير التي سُلمت للنيابة توضح طبيعة حالتها بالتفصيل“، مشيراً إلى أن النيابة العامة هي الجهة المخولة بالحديث عن القضية.
وتابع النجار: ”رئيس الوزراء محمد اشتية شخصياً يتابع القضية، خاصة وأنها تناقش في أعلى المستويات، وأصدر تعليماته المباشرة لمتابعة الملف ومعرفة التفاصيل“.
وأكدت النيابة العامة، في وقت سابق، أنها باشرت التحقيق في القضية، مشيرةً إلى أنه ”صدر قرار بإحالة جثمان الفتاة للطب الشرعي؛ لإجراء التشريح عليه وفق الأصول“.
وأوضحت النيابة، في بيان صحفي، أنه ”تم سماع إفادات الشهود، وجمع الأدلة والبينات الأولية والتحقيق، وفقاً للوقائع والملابسات“، مشددةً على أن التحقيقات في القضية ”لا زالت جارية، وتقرير الطب الشرعي لم يصدر بعد“.
وأكد المتحدث باسم العائلة محمد صافي، زوج شقيقة إسراء وأحد المتهمين بالقضية، أن الفتاة توفيت نتيجة إصابتها بجلطة دماغية مجهولة السبب.
وأوضح صافي، أن الفيديو الخاص بصراخ الفتاة حمل نوعاً من التضليل وغير دقيق، مضيفاً: ”الأخبار استقت من صفحة في ”فيسبوك“ تابعة لأشخاص مجهولين، وقدمنا شكوى ضدها، والأمر يحتاج لمراسلات دولية حتى يتم إغلاقها“.
وأضاف صافي: ”الصفحة قائم عليها أشخاص من داخل وخارج الوطن، يخدمون مصالح خارجية، والتي تناولت معلومات بأنه تم تعذيب إسراء وثم قتلها، وهي لا تمت للمصداقية بصلة“.
ونفى صافي وجود شبهة جنائية بوفاة إسراء، أو أي كدمات على جسدها أو تضرر في أحد الأعضاء، مؤكداً أن العائلة تريد معرفة سبب الجلطة
وتابع: ”أرسلنا تقرير طبي للأردن لمعرفة سبب الجلطة خاصة وأنه لا يوجد إمكانيات بمستشفيات الضفة الغربية، وسيتم معرفة أسباب الجلطة الخميس المقبل“.
وفيما يتعلق بالتسجيل الصوتي الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر به صوت صراخ إسراء، أوضح صافي، أن ”وزارة الصحة الفلسطينية، هي من تتحمل مسؤوليته“، مبيناً أن ”التسجيل صدر في أول يوم لإسراء بالمستشفى“.
وقال صافي: ”في مستشفى الحسين، يمنع مرافقة الرجال، حيث كانت والدتها برفقتها، حيث تم إعطاء إسراء إبرة مخدر، حتى تستطيع النوم لمدة عشر ساعات، وغادرنا إلى منازلنا بعد أن اطمأنا عليها“.
وأكمل: ”سبب صراخ إسراء، أنها كانت تطالب بحضور الشرطة، لأنها كانت خائفة من وجود التمريض أمامها، فهذه الحالة مخيفة، حيث أن لديها حالة غير طبيعية، وبالتالي فإن المستشفى، سمح بمرافقتها بعدد لا يقل عن أربعة أشخاص“.
وحسب صافي، فإن دائرة الرقية الشرعية في بيت لحم، أصدرت كتاباً وجهته للنيابة العامة، يفيد بأن ”إسراء كانت تعاني من ”لبس جان“، وأنها استيقظت وشرعت بالصراخ، وكانت تقول إن هناك أشخاصاً يضربونها، وهذا من أعراض اللبس، ووالدتها أُغمي عليها في اللحظة التي صرخت فيها إسراء“.
هذا وعلق عدد من مشاهير العرب على قضية إسراء غريب، معبرين عن استنكارهم للقتل على خلفية الشرف، ومنددين بجريمة قتل إسراء.
وقالت الفنانة بلقيس عبر حسابها على ”تويتر“: ”أنت يا عزيزي الرجل الشرقي لما تكتشف أن أختك خرجت سراً مع رجل غريب، وتؤدبها بالبيت، تفهمها أنه خطاً وليس من عاداتنا، وتستر عليها أفضل من أنك تقتلها وتفضحها والدنيا كلها تتفرج، وتعرف الموضوع، وتخلد اسمها بقصة تمت للشرف والعادات، وإن كانت القصة تحتمل أوجه كثيرة الله أعلم بها“.
كما وعلقت الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم، عبر حسابها الخاص على ”تويتر“، قائلة: ”ما في شي اسمه جريمة شرف، والجاني بطل (هيدا تخلّف)، في شي اسمه جريمة قتل، والجاني قاتل و(ملعون) بكل الأديان، الله يرحم روحك يا إسراء، والله ينتقم من كل شخص بيقهر أو بيعذّب إمرأة“.
وقالت الفنانة اللبنانية، ماغي بو غصن، عبر صفحتها الشخصية على ”انستغرام“: ”بغض النظر عن القضية وتفاصيلها، قصة إسراء غريب بتكسر القلب، مش مسموح أبداً صبية تنضرب حتى تموت لأنها ضهرت تتعرف على خطيبها بمكان عام وأخواتها شكّوا فيها“.
وأضافت: ”شرفَك مش عند أختك ولا بنتك ولا زوجتك، شرفك بأخلاقك بضميرك بجسمك وحدك، شرفك بتصونو لما تكون فعلاً رجّال، والله يرحم روحك اللي كلا حياة واللي بتشبهك، وإن شاء الله حقك بيتاخد بعدالة القضاء عالأرض قبل“.
بدورها، علقت الإعلامية علا الفارس، حول الحادثة عبر ”تويتر“، قائلة: ”لم أستطع النوم هذه الليلة، صوت صراخها في المستشفى في الفيديو المتداول لا يِفارقني“.
وتابعت: ”إسراء غريب الله يرحمها، تؤكد بعض الجهات انها تعرضت للضرب المفضي للموت، أرفض الظلم والإضطهاد بكل أشكاله، كيف عندما يُمارس على امرأة، والله ينتقم من كل ساقط يمارس تخلفه وجهله وتسلطه على امرأة“.
يذكر أن إسراء غريب، أثارت الرأي العام الفلسطيني، وذلك بعد انتشار مقطع فيديو لصراخها داخل مستشفى ببيت لحم، على إثر ما قيل إنه محاولات قتلها من جانب عائلتها.
وطالب الشارع الفلسطيني وعدد من مشاهير العرب ومؤسسات حقوقية، بالتحقيق العادل في قضية إسراء ومحاسبة الجناة، رافضين ما يسمى بـ ”القتل على خلفية الشرف“.انتهى