{بغداد: الفرات نيوز} رأى القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، عادل عبد المهدي، ان انفتاح العلاقات بين طهران وواشنطن سيؤدي الى التهدئة الخارجية ويقلل من حدة الازمات الامر الذي ينعكس ايجابا على العراق.
وقال عبد المهدي في بيان تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الخميس، "لاشك ان السياسة الايرانية او الامريكية تخطىء وتصيب، لكن اقل ما يمكن ان يقال عنها انها سياسة جدية ملتزمة، لدول تمارس السياسة عبر المؤسسات والمصالح وليس وفق الاهواء، لكن عندما تطول فترة الصراع وتتقولب المفاهيم والشعارات والمواقف لتصبح تربية وقناعات متجذرة، ثم تبرز وقائع جديدة، وتظهر ضرورات جزئية او كلية تتطلب مواقف جديدة، واستدارة كبيرة عن المسارات الجارية، يأتي دور القيادات الشجاعة والمسؤولة لاتخاذ القرار التاريخي القادر على تحويل الازمة والتراجع الى مكاسب وانتصارات ".
واضاف ان " في الحرب العراقية الايرانية حارب الطرفان بكل ما لديهما من اجل كسب الحرب وكسر شوكة الاخر، لكن عندما تحولت لحرب خنادق، وازداد استخدام السلاح الكيمياوي، قال الامام "قدس سره" كلمته المشهورة في "تجرع السم"، والقبول بقرار الامم المتحدة لوقف اطلاق النار، فتغيرت الاولويات والمسارات، وانسحبت القوات كل الى حدوده، وبدأت عمليات تبادل الاسرى ورفات الضحايا، وكثرت الوفود الرسمية للطرفين وازداد حجم التجارة والزيارات،واتجهت العلاقات العراقية الايرانية الرسمية نحو التطبيع.. الخ ".
واستدرك عبد المهدي " تتواصل يومياً اللقاءات والتصريحات الايجابية بين ايران وامريكا، وتم اجتياز الحاجز الاصعب، وهو الحاجز النفسي، وسيبدأ الشيطان عمله عند التفاصيل، لكن الامر المطمئن ان اجتياز حاجز النوايا استغرق اكثر من ثلاثة عقود، وان الطرفين يعرفان الاستحقاقات الداخلية والخارجية لفشل المفاوضات او لنجاحها، وان كل صغيرة وكبيرة قد نوقشت في عقل واروقة كل منهما الاف المرات، فهذه مفاوضات جدية ".
واشار الى انه " في حال فشل هذه المفاوضات فسنشهد دورة جديدة للتدهور، وان نجحت، كما نتمنى، فستمثل تحولاً تاريخياً، ليس بين الطرفين فقط، بل للمنطقة عموماً والعراق خصوصاً، والايجابي في هذه المفاوضات ان الجميع يذهب اليها بمسؤولية، " لافتا الى ان " هذه الاجواء الايجابية ستتعزز بتحسين العلاقات بين ايران والسعودية ودول الخليج، وبتطوير العلاقات مع تركيا، مما سيساعد في حل سلسلة من الازمات ومنها الازمة السورية ".
وتابع ان " هذه ليست شؤون خارجية، بل هي في صلب شؤوننا الداخلية العراقية، فداخلنا في جزء رئيسي منه جوار وخارج، والعكس صحيح، لهذا دافعنا دائماً عن سياسة التهدئة وتغليب المشتركات وجعلها القاعدة لحل الخلافات، فالتهدئة الخارجية ستقود بالضرورة لتهدئة داخلية، والعكس صحيح، مما يوفر البيئة المناسبة امنياً واقتصادياً وسياسياً للانطلاق، فلقد دفعنا غالياً ثمن الحروب والصراعات، وآن الاوان ان تحظى شعوبنا باستحقاقات التعاون والسلام ".
وشهدت العلاقات بين طهران وواشنطن، انفتاحا ملحوظا في الاونة الاخيرة، عقب الاجتماع الذي كان قد عقد بنهاية ايلول الماضي، بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف في الأمم المتحدة بعد الاجتماع الموسع للدول الست الكبرى حول الملف النووي الإيراني، واجراء الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني الرئيس حسن روحاني، في نيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لأول مرة منذ عام 1979.انتهى م