• Wednesday 26 February 2025
  • 2025/02/26 17:50:57
{بغداد: الفرات نوز} اعربت الولايات المتحدة الامريكية عن قلقها ازاء استهداف الاقليات في العراق، من مكونات الشبك، والايزيديين، والتركمان، في الموصل وطوز خورماتو، من جانبها اقرت وزارة حقوق الانسان العراقية، ان الوصف القانوني لمعنى الابادة الجماعية متحقق بالنسبة للأقليات للطوائف الايزيدية والتركمان والشبك .
وذكرت وزارة حقوق الانسان في بيان تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم السبت، ان "وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني قد التقى سفير الولايات المتحدة الأميركية في العراق روبرت ستيفن بيكروفت، وجرى خلال اللقاء بحث استعراض واقع حقوق الانسان في العراق".

واوضح ان "السفير الأمريكي أبدى تقيمه لعمل الوزارة والدعم الكبير الذي تقدمه لحقوق الإنسان في إطار عملها، واصفا إياها ومن خلال خبرته الطويلة في العمل بهذا المجال التي تمتد لعشرين سنة، بانها أفضل بكثير من عمل كثير من مؤسسات دول المنطقة وبعض دول العالم الاخرى، مبديا رغبته في مناقشة موضوعين، أولهما موضوع الاتجار بالبشر سيما وان العراق قام بتمرير قانون جيد حول مكافحة الاتجار بالبشر، بانتظار تفعيل هذا القانون لكي يتم تنفيذه، طالبا إي معلومات حول هذا الموضوع، وكيف يمكنه مساعدة العراق في هذا الجانب؟ وثانيهما إبداء قلقه مما يحصل للطائفة الايزيدية والشبك في الموصل والتركمان في طوزخرماتو من تهجير وقتل من قبل الإرهابيين بسبب فرق الدين، مرجحا ان هناك امرين مهمين لحماية الاقليات هما مساعدة ضحايا هذه العمليات لكي يستأنفوا حياتهم، وان تقوم الحكومة بحفظ الامن دون وقوع مخالفات لحقوق الانسان لمواطنيها ".

ونقل البيان عن وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني القول " ان مساهمة الولايات المتحدة في إزالة النظام الدكتاتوري في العراق وبدء عملية ديمقراطية وسياسية كانت احد الاسباب التي دفعت شعوب المنطقة الى طلب التغيير وللأسف كانت ايضا سببا لجلب العداء للعراق من قبل بعض دول المنطقة المحكومة بالانطمة الوراثية والعائلية، الامر الذي دفع هذه القوى الاقليمة ازاء محاولات محمومة لإيذاء العراق ولعدم استقراره وهذا ما يحصل يوميا من جرائم الإرهاب التي نعتقد انها التحدي الأول لحقوق الإنسان".

وتابع بالقول "حسب رؤيتنا كوزارة والتي تستند على معطيات ميدانية وتقارير رصد، حيث إعداد الشهداء والجرحى والمعاقين والنساء الأرامل والأيتام ترتفع بشكل كبير اذ ان هناك استهداف ممنهج من قبل المجاميع الإرهابية لجميع مكونات الشعب العراقي محاولين إيقاع الفتنة بين نسيج المجتمع العراقي".

واضاف ان "هناك عدة مكونات مذهبية وقومية عاشت منذ الاف السنين بشكل متجانس و تنتشر في كل محافظات العراق كنائس واماكن عبادة للمسيحيين والصابئة والايزيديين، وعلى مستوى الاسلام فالسنة والشيعة بينهم نسبة مصاهرة اكثر مّما هو موجود في الدول المجاورة " مبينا ان " الوزارة تعمل قدر الامكان على تخفيف الاثار السلبية من خلال رصد هذا الواقع والعمل مع مؤسسات الدولة الاخرى لتأمين او انصاف الضحايا ماديا ومعنويا وفي نفس الوقت نقدر طبيعة الهجمة الشرسة على المجتمع العراقي، ونحرص على تطبيق معايير حقوق الانسان في مجال مكافحة الارهاب ".

واوضح ان " الوزارة لديها جهد وتمثيل دولي في كثير من المحافل العالمية، وقدمت التقرير الوطني الاول في عام 2010 في جنيف وتعمل حاليا على تقديم التقرير الثاني، وتستعد منظمات المجتمع المدني لكتابة التقرير الظل لحقوق الانسان، وان ملاكات الوزارة اكملت خلال هذا العام كتابة كافة التقارير للاتفاقيات الدولية التي كان العراق طرف فيها وارسلت الى الامم المتحدة من المؤمل ان نناقش اول تقرير وهو تقرير {سيداو} في شباط 2014 وحتى الاتفاقيات الأخيرة مثل مناهضة التعذيب والاختفاء ألقسري، كما انها تعمل متابعة التقارير التي تصدرها وزارة الخارجية الامريكية والبريطانية وتقرير الامم المتحدة وتقارير المنظمات الدولية مثل هيومن رايتس ".

وابدى السوداني " حرصه على ان يكون هناك نوع من التعاون قبل إصدار هذه التقارير وتوضيح بعض التفاصيل من وجهة نظر حكومية لكي يكون التقرير متكاملا لان معلومات التقارير التي تصدر من هذه الجهات هي موجودة في تقارير رسمية للوزارة، كما ان للوزارة عمل ضخم في نشر ثقافة وفكر حقوق الانسان من خلال مركز متخصص للتدريب والتوعية الذي يشهد إقبالا كبيرا من قبل مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، والوزارات المعنية بالملفات الإنسانية التي تتعلق بالمفقودين سواء كان خلال الحرب العراقية الإيرانية او الحرب التي جرت بالكويت ".

واشار الى ان " للعراق ممثل في اللجنة المركزية المختصة في مكافحة الاتجار بالبشر وانه اضاف مشكلة التسول لهذا القانون، لان البعض يتاجر بالاطفال والنساء لاستخدامهم في التسول، وان العراق هو البلد الوحيد الذي اضاف هذه الفقرة لانها من الجرائم التي نص عليها القانون العراقي ويعاقب عليها، الا انه من خلال متابعات الوزارة وتقاريرها فان هذه المشكلة لم تصل الى حد الظاهرة لكنها اشرت في اوقات انعدام الامن وغياب الاجهزة الامنية، وان الوزارة تتعامل مع اي معلومة او تقرير او خبر يردها من المنظمات الدولية او وسائل الاعلام مثمنا جهد السفارة الامريكية عام 2011 حيث كان هناك تقرير من اجل وضع العراق في التصنيف الخاص بحقوق الانسان قبل اصدار هذا القانون، والتصنيف يتضمن ارقام {1 و2 و3}، والتصنيف الثالث يكون للدولة الأسوأ، وكان العراق في المرتبة الثانية اي من الدول التي تكون في خانة المراقبة والرصد ".

واكد على ان " الوصف القانوني لمعنى الابادة الجماعية متحقق بالنسبة للأقليات للطوائف الايزيدية والتركمان في طوزخورماتو والشبك والمناطق الشعبية المأهولة بالسكان داخل بغداد، وهذا ما صرحت به مؤخرا منظمة هيومن رايتس ومنظمة العفو الدولية " منوها الى ان " جزء من مكافحة الارهاب يقع على عاتق المجتمع الدولي حيث سبق وان اقرت الامم المتحدة، الإستراتيجية العالمية لمكافحة الارهاب التي تتضمن تدابير واجراءات في هذا المجال على كافة الجوانب ".

واستطرد " لقد بات واضحا لنا كمسؤولين و حتى للمواطن البسيط من هي الدول التي تدعم الارهاب باليات متنوعة منها فتاوى علماء التكفير والمؤسسات التي تروج للعنف إعلاميا وأيدلوجيا، ويعلم الجميع جيدا اين يتم تدريب المسلحين ومن اي دولة يدخلون للعراق، وهو ليس سرا او تقارير تذكرها معلومات استخباراتية، وهنا يتسائل المواطنون من أبناء الشعب العراقي من خلال لقائنا معهم ومن خلال قنوات الاتصال العديدة عن اسباب سكوت المجتمع الدولي وما هو دوره تجاه تلك الالتزامات والقرارات الدوليه " .

وتابع السوداني ان " الوضع خطير جدا وانه حان الوقت لوقفة جادة والابتعاد عن مجاملة اية دولة، فهذه دماء لمواطنين ابرياء عزل، ومصداقية الامم المتحدة والمجتمع الدولي على المحك في ممارسة دورها الإنساني والقانوني فيما يتعرض له العراق من هجمات ارهابية ".

من جانبه أكد السفير بيكروفت ان " بلاده تشارك العراق في معاناة المواطنين الذين يدفعون ثمن العمليات الإرهابية لأنها من أسوأ المخالفات لحقوق الإنسان " مؤكدا إن " المنطقة تشهد جملة من التغييرات والعنف والفوضى، الى ان العراق نجح في تشكيل حكومة وانتخابات خصوصا الانتخابات المحلية في وسط العراق وجنوبه ونجح العراق في الكثير من المجالات الديمقراطية أكثر من إي بلد أخر وبشكل متزايد ".

واوضح انه " وزملائه في الغرب والولايات المتحدة ينظرون الى العراق على انه في موقع متقدم لكي يقود العالم العربي ويقدم دور قيادي ليس في العالم العربي فقط وإنما في المنطقة بشكل عام و في العالم، لان العراق بخلاف كل الدول في المنطقة بحوزته الكثير من المميزات والموهلات والعوامل المهمة والضرورية للدور القيادي التي يفتقدها منافسوه ".

واشار الى " اننا نطمح الى الاستثمار في العراق من اجل إنجاحه شريطة ان يستمر العراق بالتزامه بالحوار المشترك مع الولايات المتحدة وان كانا مختلفين بالرأي في قضايا معينة وان يلتزم العراق بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان ويساهم في ازدهار اقتصاده وتصدير نفطه الى دول العالم بالإضافة الى استمراره في محاربة القاعدة والإرهاب ". انتهى م


اخبار ذات الصلة