• Sunday 2 March 2025
  • 2025/03/02 23:14:22
{بغداد : الفرات نيوز} اوصى رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مسؤولي المواكب الحسينية بالالتزام بمداليل الشعائر الحسينية التربوية والنفسية الاجتماعية والتقيد بعبادية العمل وقداسته ، واصفا مهددي المواكب الحسينية بـ " اليزيديين الجدد".
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة بمؤتمر مسؤولي المواكب الحسينية التاسع الذي اقيم في مكتب سماحته ببغداد " نقف على اعتاب شهر محرم الحرام ويتجدد المصاب واللوعة على ما جرى لسيد الشهداء الامام الحسين {ع} ، وندخل الى الشهر ونستذكر تلك الملاحم الحسينية والبطولات العلوية والمواقف الشامخة التي سطرها الحسين واهل بيته {ع} ، وكلما حل محرم اتممنا استعداداتنا لاستقباله لاستلهام الدروس والعبر من قضية وثورة الامام الحسين {ع} ، لان الامام {ع} هو مدرسة الحياة وليست الموت وقد علمتنا هذه المدرسة كيف نعيش ، وهي ايضا رسالة البناء والاعمار .. بناء واصلاح النفوس والبلاد ، لذلك كلما حل محرم كلما كانت هناك فرصة ان نجلس على مائدة الحسين {ع} ونتزود منها قوة وعلما وايثارا وتضحية وحياة " .
واضاف السيد عمار الحكيم ان " قضية الامام الحسين {ع} هي ليست تاريخية مرت وانتهت ، بل هي حياتية نعيشها في يومياتنا ، لذلك في كل سنة حينما ياتي شهر محرم يجلب لنا دروسا جديدة ومعارف وفهم جديد في اطار من الذي ينظم هذه العملية الواسعة في مدرسة الحسين {ع} ويوفر الفرصة المناسبة لياتي الناس وينهلوا منها ، وما هي الالية والادوات والاطار وكيف تتم العملية " .
واوضح السيد عمار الحكيم ان " الشعائر الحسينية هي الاطار الجامع والفضاء الذي يثقف من خلاله على نهج الامام الحسين {ع} ويوحد الجماعة للحفاظ على تماسكها .. الحج والصوم مثلا هي شعائر اسلامية عامة ومظاهر للوحدة والتماسك ، اذن الشعيرة هي موحدة جامعة تربط من يقيمها ويلتزم بها وتعزز الهوية والانتماء للمشروع الاسلامي العظيم وتتاصل فيمن يقيمونها " .
وبين السيد عمار الحكيم انه " كلما كانت العقيدة واحدة كان السلوك الخارجي هو للجميع ، والشعيرة تعبر ان قيمها ووجودها واستقلاليتها وتبرز من خلال سلوك خارجي وعمل تتعامل به ولا يتعامل به الاخرون ، وتحقق عملية التغيير والاصلاح في الجماعة وترسخ العقيدة من خلال تجسيد الفعل الخارجي " .
ومضى السيد عمار الحكيم الى انه " عندما يكون هناك ايمان وعقيدة صحيحة تتجسد في العمل الصالح ، وكلما كانت العقيدة اعمق كلما كان تجسيدها بالفعل الخارجي ، اذن القضية تكاملية وتحقق الاهداف المهمة والكبيرة لاقامة الشعائر الاسلامية التي تخلق حالة من العرف العام وتنظم السلوك وهذا هو الاثر التربوي ، اما الاثر الاجتماعي فهو بخلق روابط بين المشاركين فيها بتعاضدهم وتكاملهم ، والاثر السياسي هو في التعبير عن القوة والعزة والخلفيات الواحدة التي تربطنا جميعا ، والحشود الكبيرة التي تمارس شعائر الاسلام تعبر عن القوة والعزة والكرامة للمسلمين ، .. الاثر النفسي للشعائر الحسينية هو بالانتماء واتخاذ قرار وعدم التردد وحسم الامر والجدل وتدفع الانسان للتمسك بمبادئه ، .. الاثر الاعلامي هو في ان الرسالة تحقق الاهداف للجماعة والاخرين الذين يراقبون ، كما هو الحال في الحج الذي فيه بعد اعلامي وتعريفي واهداف كبيرة ونبيلة " .
وقال السيد عمار الحكيم مخاطبا مسؤولي المواكب الحسينية .. " هنيئا لكم ايها العاملون في المواكب الحسينية ببغداد ونحن نقدم الانفس من اجل احياء شعائر الامام الحسين {ع} ، مبينا ان الشعائر الحسينية فيها كل المداليل في نظيرتها الاسلامية العامة وتحقق الخطوط العريضة في التذكير والتفصيل لفهمنا الاسلامي الصحيح ورموزنا الاسلامية وعمق الرسالة المحمدية التي تجسدت في قضية الامام الحسين {ع} ، وهي محاولة للتعبير عن الانتماء والخصوصية لاهل البيت {ع} .. ، والانفتاح في البعد الانساني عبر العلاقات هو مسالة مهمة لكن على ان لا تفقد الخصوصية " .
واسترسل السيد عمار الحكيم ان " الشعائر الحسينية صممت لمحبي اهل البيت {ع} وفيها تعبير عن الانتماء لهوية اهل البيت {ع} ، وهي تعرف بقضية الامام الحسين {ع} وتعطي ثقافة وفكر لما جرى للامام {ع} " .
واضاف السيد عمار الحكيم انه " من خلال شعائرنا الحسينية في المجالس والزيارة والبكاءة تحصل حالة من التعاطف والتعبئة الروحية والاخلاقية والتفاعل الوجداني مع قضية الامام الحسين {ع} " .
وبين السيد عمار الحكيم ان " التربية الاخلاقية تتم من خلال ماذا وكم نتعلم في مدرسة الامام {ع} من مفاهيم العدل والايثار والعطاء والتضحية والثبات والاستقامة ، اما التربية الثقافية هي في كم نتعلم من المجالس الحسينية .. انها اوضح مصاديق الضخ الفكري والثقافي ، .. الحسينيون يمتلكون ببركة الشعائر والمجالس الحسينية ثقافة واسعة ومعرفة بكثير من التفاصيل ، والتربية السياسية الصحيحة هي حالة الالتزام بالعهود والمواثيق من خلال العهد الذي نقطعه للامام الحسين {ع} ، وموقف النصرة هو سياسي بحت والبيعة وقت الزيارة خط ومنهج واضح يجعل الحسينيون يبرزون مواقفهم على الاخرين وهذه تربية سياسية " .
وتابع السيد عمار الحكيم ان " قضية الامام الحسين {ع} هي ليست اهداف مرحلية بل دائمة ثابتة باقية على مدى الحياة ، كذلك الشعائر الحسينية باقية وتتجدد في كل زمان ومكان " .
وقال السيد عمار الحكيم ان " الامام الحسين {ع} يقتل في كل وقت لان قضيته متجددة .. لقد وضع يده {ع} على واحدة من اخطر التحديات التي تواجه الامم والشعوب وقدم معالجة نحتاجها دائما ، وكافة الجهود المعادية لم تستطع ايقاف الشعائر الحسينية لان هذه القضية تدفع الناس لان يكونوا مع الحق ضد الظلم والظلمة وقد تطورت ونمت واتسعت بنمو اتباع اهل البيت {ع} ، وقد كانت سابقا في مراكز الثقل فقط ، اما اليوم فان المجالس الحسينية تقام في كافة انحاء العالم " .
واوضح السيد عمار الحكيم ان " المواكب الحسينية هي واحدة من المناهج التي تحقق تعظيم الامام الحسين {ع} ، وان القيمة المعنوية لهذه الممارسات في الضوابط التي تنسجم مع اهداف الامام {ع} " .
وبين السيد عمار الحكيم انه " طالما ان المجتمعات تتغير وكذلك افكار ورؤى الناس ، لذلك يجب ان يكون هناك ابتكار في قضية ممارسة الشعائر الحسينية ، وذلك بالابتعاد عن الفرقة والتدافع خلال المجالس ومواكب العزاء والزيارة ، .. على من يمارس الشعائر ان يكبر على هذه الامور وان يكون فوق هذه الحساسيات ، مبينا ان السلوك والمظهر الخارجي في هذه الشعائر هو تعبير عن العزة والقوة من خلال الالتزام وعدم تقاطع الشعائر مع الواجبات وتعطيل حركة الناس ، لان الامام الحسين {ع} هو رحمة للناس ، لذلك يجب عدم قطع الطرقات واختيار الاماكن والتوقيتات الصحيحة ، والتقيد بعبادية العمل وقداسته وتهيئة البيئة المناسبة ، وتنظيم المسير وعدم التدافع بين المعزين لا سيما النساء ، كذلك الوقار والتوجه الى الله سبحانه وتعالى " .
وقال السيد عمار الحكيم ان " هذه الشعيرة تحقق التغيير والاصلاح ، اذن لا بد ان ندقق فيمن نختاره خطيبا ورادودا وخادما في ان يكون قدوة لغيره .. خدام الامام الحسين {ع} يجب ان يكونوا قدوة في كل شئ ، .. من يحمل وسام خدمة الامام الحسين {ع} يجب ان يكون من ذوي السمعة الطيبة ، وطالما ان الشعائر تعبر ان الهوية والانتماء فيجب ان تكون المواكب حاشدة من خلال الدعوة الى اعمار مجالس الامام الحسين {ع} ، وبما ان الشعائر لها ابعاد اجتماعية يجب ان ترسخ تقاليد العمل الجماعي من خلال التعاول واشراك اكبر عدد من الخدام والمعزين ، ويتجسد البعد الثقافي في الشعائر بتوفير الخطيب الذي يعطي المعلومة صحيحة وكذلك الرادود ، اما الانفتاح في الشعائر فيجب ان يكون من خلال استقبال الاخرين لاطلاععم على القضية الحسينية ، ولان الشعائر توفر حالة من التعبئة الروحية والمعنوية فلا بد من فتح المواكب امام الجميع بما فيهم الاطفال والنساء بتحضير اماكن مناسبة ومرتبة ومهياة " .
اخيرا لفت رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى القضية الامنية في البلاد وخاصة بالعاصمة بغداد حيث هناك الكثير من المشكلات ، لا سيما وان اعداء الله سبحانه وتعالي والامام الحسين {ع} .. اليزيديون الجدد يستعدون لاستهداف مجالس العزاء الحسيني والمواكب ، موضحا سماحته ان هؤلاء لا يعرفون من هم محبي الامام الحسين واتباع اهل البيت {ع} ولا يعرفون ان هناك اصرارا على احياء قضية الامام الحسين {ع} من خلال الشعائر ، مبينا ان التهديدات دائما ما كان لها تاثير عكسي ، .. وختم سماحته قائلا .. نحن واياكم امام مسؤولية شرعية في الحفاظ على ارواح الناس " . انتهى


اخبار ذات الصلة