{بغداد:الفرات نيوز} حمل مرصد الحريات الصحفية الأجهزة الأمنية والعسكرية في مدينة الموصل مسؤولية إستهداف الصحفيين والإعلاميين الذي تصاعد منذ أكثر شهرين بأساليب منظمة على أيدي جهات مسلحة مجهولة بالتزامن مع استهداف مماثل تقوم به أجهزة أمنية عبر عمليات اعتقال وتضييق ومنع من التغطية ومصادرة المعدات الصحفية .
وطالب المرصد في بيان صحفي تلقت وكالة{الفرات نيوز} نسخة منه اليوم الاثنين ان " الحكومة الاتحادية مطالبة بالقيام بإجراءات سريعة والتحقيق في الحوادث المتكررة التي تطال الصحفيين ووسائل الإعلام في المدينة التي باتت تخلو من العاملين في وسائل الاعلام الذين غادر بعضهم الى مدن اكثر امنا او في طريقهم الى الهجرة من البلاد تفاديا للقتل والتهديد المتصاعد ضدهم ".
واضاف البيان ان" مرصد الحريات الصحفية تلقى بأسف وصدمة خبر قيام مسلحين مجهولين بإغتيال المصور الصحفي علاء أدور، أمس الأحد، في حي المجموعة الثقافية بمدينة الموصل ضمن مسلسل استهداف يتكرر منذ عدة أسابيع وراح ضحيته 5 صحفيين لحد الان، في وقت تكتفي السلطات الأمنية والسياسية في المحافظة بالتفرج وعدم اتخاذ اي إجراء للحد من ذلك ".
وقال الصحفي أوس حسو إسحق ، وهو زميل مقرب للمصور الصحفي علاء ادورد، لمرصد الحريات الصحفية ان" "مسلحين مجهولين إستهدفوا علاء عندما كان بالقرب من منزله وأصابوه بثلاثة أطلاقات نارية واحدة برأسه واثنتين استقرتا في منطقتي الصدر والبطن ما أدى إلى مقتله في الحال".
وتابع اسحق وهو صحفي معروف في مدينة الموصل، بالقول "دائما ما يكون الصحفيون هم الهدف الأسهل للجماعات المسلحة، وعلاء ليس الأول ولن يكون الأخير ما لم تقم القوات الأمنية بأداء واجباتها تجاه حماية أمن وسلامة الصحفيين"، مضيفا " أنا استغرب كيف يتحول مقتل صحفي كعلاء أدور أو أي صحفي أخر إلى مجرد تصريح من مصدر طلب عدم الكشف عن اسمه بالنسبة للقوات الأمنية".
ويبلغ أدور من العمر{ 41 } عاما، وهو مهندس زراعي، وعمل في مجال التصوير التلفزيوني منذ العام 1999 في تلفزيون جمهورية العراق لصالح تلفزيون نينوى المحلي وتحديدا برنامج رسالة أم الربيعين. وانتقل بعدها للعمل كمصور حر مع قنوات عدة أبرزها قناة الجزيرة الفضائية، ليستقر بعد ذلك بالعمل مع قناة الرشيد التي تركها قبل أسابيع منتقلا إلى قناة نينوى الغد ".
وكان المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحفية زياد العجيلي قد دعا السلطات الأمنية والحكومة العراقية إلى التعامل بجدية مع إستهداف الصحفيين والتهديدات التي يتعرضون لها، وأن لاتهوِّن من خطورتها.
ويأتي ذلك بعد التهديدات الموثقة التي تعرض لها صحفيون في مدينة الموصل، حيث وجدت القوات الأمنية هناك قائمة "تصفية" تضم أسماء {44 } صحفياً ومصوراً محلياً، في عمليات دهم لمقرات الجماعات المسلحة، فيما شكا صحفيين في بغداد من تهديدات مباشرة تعرضوا لها تهددهم بالتصفية الجسدية.
وبحسب مؤشرات مرصد الحريات الصحفية، فان مدينة الموصل تعد الأخطر على الصحفيين، حيث شهدت المدينة منذ الغزو الأمريكي للبلاد مصرع{ 49} صحفياً واعلامياً منضمنهم الزميل ادورد ".
وبحسب المسح الذي أجراه مرصد الحريات الصحفية، الشهر الماضي، إن مايقرب من{ 40 } صحفياً وإعلامياً قاموا بهجرة جماعية من المدينة، بعد سلسلة الإغتيالات التي شهدتها المحافظة، حيث غادر{ 12 } صحفياً البلاد متوجهين إلى تركيا، فيما غادر{ 6 } أخرون إلى إقليم كردستان، بينما توجه مايقارب من{ 20} صحفاً للاقضية والنواحي والقرى الواقعة تحت سيطرة إقليم كردستان، والتي تعدُ اكثر استقراراً.انتهى