زوار الاربعين يتدفقون بقوة نحو كربلاء الشهادة رغم الخروقات وفشل الخطط الامنية

ولم تثنِ التفجيرات الارهابية عزيمة السائرين صوب كربلاء الفداء بل زادت اعداد المعزين بذكرى الاربعين ، ولوحظ انتشار كثيف للمواكب الحسينية التي تقدم الخدمة لاعداد الزائرين الكبيرة التي جاءت لتأدية مراسم الزيارة متحدية مفخخات الارهاب واحزمته وعبواته الناسفة.
وفيما تتواصل المسيرة المليونية للزائرين بالزحف نحو كربلاء التضحية تشهد المنافذ الحدودية في جنوب ووسط البلد توافد المئات من قوافل الزائرين من مختلف الجنسيات، لاداء زيارة اربعين الامام الحسين{عليه السلام} ، اذ شهد منفذ الشيب الحدودي في محافظة ميسان، توافد اكثر من سبعة الاف زائر، فما شهد منفذ سفوان والشلامجة في البصرة دخول اكثر من {170} الف زائرا، ومن المؤمل ان تزايد اعداد الوافدين خلال الايام القليلة المقبلة.
وتعد زيارة الأربعين الذي يصادف العشرون من صفر من أهم المناسبات عند اتباع اهل البيت والمحبين لهم حيث تخرج الالاف من مواكب العزاء في مثل هذا اليوم ويتوافد الملايين من كافة أنحاء العالم إلى أرض كربلاء لزيارة مرقد الامام الحسين {عليه السلام}، مشياً على الأقدام حاملين الرايات تعبيراً عن النُصرة ويقوم أهالي المدن والقرى المحاذية لطريق الزائرين بنصب سرادقات عزاء أو يفتحون بيوتهم لاستراحة الزوّار وإطعامهم .
وفي هذا السياق قال القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير ان"حركة الشبهات ضد الشعائر مستمرة منذ سنين بانتقاد المراسم وباعذار سخيفة متناسين ان زيادة الاقبال من قبل بقية الدول هي من صناعة الشعب العراقي".
واكد امام جمعة مسجد براثا الشيخ الصغير في خطبة صلاة الجمعة الماضية ان" الزيارة الاربعينية تعد الحدث الابرز التي يجب ان يستأثر بتحاليل معمقة لطبيعة الذي جرى بعيدا عن ضوضاء اهل السياسة ".
وبين ان"الاجراءات الامنية المتبعة لحماية زوار اربعينية الامام الحسين {ع} تطمئننا ولكن نتمنى ان تكون الجدية في العمل الامني مستمرة لاخر يوم".
واعلن قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي عن بدء الصفحة الثانية من الخطة الامنية للزيارة الاربعينية للإمام الحسين {عليه السلام}.

وقال ان" الخطة الامنية في صفحتها الثانية بدأت في التاسع من صفر ولغاية التاسع عشر منه اي ستنتهي صفحتها الثانية حال دخول الجموع الملوينية الى كربلاء لتبدأ شعيرة زيارة الاربعين للامام الحسين {عليه السلام} وهذه الصفحة تميزت بوصول كل قطعات التعزيز ومسك الارض وبدء الاسناد الجوي السمتي المسلح واستمرار العمليات الاستباقية وتهيأة خطوط التفتيش المباشرة وبدات القطعات اعمالها باستقطاب الجموع المليونية الزاحفة الى كربلاء".

فيما قررت قيادة عمليات بغداد منع سير حركة مركبات الحمل من خمسة طن فما فوق اعتبار من يوم غد ولنهاية زيارة اربعينية الامام الحسين {عليه السلام}.

وذكر الناطق باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان صحفي ان" قيادة العمليات قررت منع حركة المركبات ذات الحمولة خمسة طن فما فوق، اعتبارا من اليوم الخميس ولغاية انتهاء مراسيم زيارة أربعينية الامام الحسين "عليه السلام".

كما قررت قيادة عمليات بغداد منع الزائرين المتوجهين سيرا الى مدينة كربلاء المقدسة لاحياء ذكرى اربعينية الامام الحسين {عليه السلام} استخدام العصي بمختلف أنواعها، ودخول ساريات الإعلام في مناطق سير الزائرين لضمان سلامتهم، محذرة الزائرين من" علب قشطة لونا المفخخة".

ولضمان سلامة الزائرين قررت قيادة عمليات بغداد منع حمل الأسلحة بمختلف أنواعها من قبل المواطنين وتناول الأطعمة والمشروبات من الأشخاص والجهات غير المعروفة وحمل الحقائب الكبيرة بمختلف أنواعها واستخدام العصي بمختلف أنواعها، وكذلك يمنع دخول ساريات الإعلام في مناطق سير الزائرين، على أن تحمل الأعلام على الأكتاف دون سارية".

‌كما قررت القيادة منع حركة الدراجات النارية والعربات بمختلف أنواعها اعتبارا من يوم 17 كانون الأول 2013 وحتى انتهاء مراسم الزيارة واستخدام مرشات المياه، {الرذاذ} لأغراض التبريد والتجاوز على الطرق المخصصة لمسير الزائرين من قبل أصحاب المواكب وانتشار الباعة المتجولين، وأصحاب البسطات على طرق الزائرين"، بالاضافة الى عدم تصديق الشائعات المغرضة أو الترويج لها والتي من شأنها إثارة الهلع بين المواطنين وإخبار الأجهزة الأمنية عن العناصر المشبوهة، أو المندسين بين المواكب، أو الأجسام الغريبة والسير في الطرق المؤمَّنة من قبل الأجهزة الأمنية والمحافظة على الهدوء وفسح المجال أمام الأجهزة الأمنية والتعاون معها عند حدوث أي ظرف طارئ وتحذير القائمين على التفتيش من الأساليب المبتكرة من قبل الزمر الإرهابية"، محذرا من" نوع جديد من الأحزمة الناسفة وهو على شكل حزام طبي رياضي، بالإضافة إلى تفخيخ قدور الطهي، وكذلك العلب المعدنية لبعض الأطعمة ومنها علبة قشطة {لونا}، وكذلك بعض الكتب الدينية المفخخة والتي تقدم كهدايا للزائرين.

وعن آلية نقل الزائرين من المحافظات الى كربلاء المقدسة اعلنت وزارة النقل عن اطلاق جميع اساطيل وسائط النقل من اجل نقل الزائرين من والى محافظة كربلاء المقدسة لاداء زيارة اربعينية الامام الحسين {عليه السلام} .

وقال ممثل وزارة النقل ومعاون مدير عام الشركة العامة للنقل البري عبد الامير المحمداوي لوكالة {الفرات نيوز} ان " الوزارة هيأت كل اساطيل وسائط النقل لنقل الزائرين من والى كربلاء "، مشيرا الى ان " عدد القطارات المستخدمة بلغ تسعة قطارات يوميا ".

واضاف ان " هناك {300 } حافلة طابقين تستخدم لاول مرة، وكل اسطول النقل البري من الشاحنات الكبيرة، مع اكثر من {900 } سيارة باص كبير وسيارة كوستر من قطاع الشركة العامة للنقل الخاص ".

وتشهد محافظة كربلاء المقدسة توافد قوافل الزائرين من كل حدب وصوب، سيرا على الاقدام لاداء زيارة اربعين الامام الحسين {عليه السلام}، التي تعد من اكثر المناسبات التي تشهد مشاركة من قبل المؤمنين من العراق وعدد من الدول، اذ يتوجه الملايين من المؤمنين سيرا على الاقدام للوصول الى ضريح الامام الحسين {ع} في كربلاء بتقليد لعودة سبايا ال البيت {عليهم السلام} من الشام الى كربلاء سيرا على الاقدام.

فيما أعلن مجلس كربلاء، اليوم الاثنين، عن مشاركة أكثر من {3} آلاف مركبة في خطتها لنقل زوار أربعينية الإمام الحسين {عليه السلام} مرجحة أن يصل عددهم إلى نحو {20} مليون زائر من داخل العراق و خارجه.

وقال رئيس مجلس المحافظة، نصيف الخطابي إن "الزيارة الأربعينية ستصل ذروتها خلال الأيام القليلة المقبلة حيث يؤمل أن يدخل كربلاء نحو 20 مليون زائر بينهم مليون عربي وأجنبي"، مشيراً إلى أن "الخطة الأمنية المطبقة في كربلاء فاعلة وتوفر انسيابية عالية لدخول الزوار وخروجهم".

وأضاف الخطابي أن "الخطة الخدمية جارية على قدم وساق في المحافظة بمشاركة الدوائر الخدمية والعتبتين المقدستين وأصحاب المواكب الحسينية من أهالي كربلاء والمحافظات الأخرى"، مبيناً أن "المحافظة أصبحت تمتلك خبرة كبيرة في إدارة ملف الزيارات المليونية بنحو فاعل".

وأوضح رئيس مجلس المحافظة، أن هنالك "خطة لنقل الزائرين من مداخل مدينة كربلاء إلى مركزها وبالعكس، يشرف عليها وزير النقل، بالتنسيق مع عدد من الوزارات الاتحادية والعتبتين المقدستين".

واعلنت العتبة الحسينية المقدسة عن توفر اكثر من {400} عجلة لنقل الزائرين اذ وضع قسم الشؤون الخدمية في العتبة الحسينية المقدسة خطة خاصة لزيارة اربعينية الامام الحسين {عليه السلام} من اجل تقديم افضل الخدمات لزوار سيد الشهداء {عليه السلام} لموسم الاربعين لهذا العام.

وقال رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة الحسينية المقدسة محمد عباس ابو دكة ان" استعدادت كبيرة قام بها القسم منها مايتعلق بتوزيع الصحيات المتنقلة في الطرق الخارجية وعلى ثلاث محاور الاول طريق النجف- كربلاء وطريق بابل-كربلاء وطريق بغداد - كربلاء ، اذ تم تزويد تلك المنشئات الصحية الخدمية بالماء طيلة ايام الزيارة"، مضيفا ان" عمل القسم لايقتصر على الطرق الخارجية بل حتى مركز المدينة التي وزعت فيها هي الاخرى عدد من الصحيات المتنقلة التي تم تجهيزها بمتطلباتها كافة لتفي باعداد الزائرين الضخمة لاسيما بعد ان تم التعاقد مع شركات لجلب خمسين صحية متنقلة واضافتها للخدمة".

وعن السيارات الحوضية فقد بين ابو دكة بانه" تم تجهيز عدد من السيارات لنقل الماء على اصحاب الهيئات والمواكب الحسينية المتواجدة في كربلاء زيادة على سيارات اخرى لجمع وكبس النفايات ونقلها خارج المدينة بعمل يستمر لمدة اربعة وعشرين ساعة"، لافتا الى ان" شعبة السجاد والبطانيات فتحت مراكز جديدة لتوزيع البطانيات على الزائين منها مركز في صحن العقيلة زينب {عليها السلام} ومراكز اخرى فرعية منتشرة قرب الحرم الشريف تسهم ايضا بتقديم الخدمات الى الزائرين".

من جانبها أعلنت دائرة صحة كربلاء عن وضع خطة طبية متكاملة لتأمين متطلبات زيارة الأربعينية في المحافظة .
وقال مدير إعلام دائرة صحة كربلاء سليم كاظم ان" الخطة الطبية الخاصة بالزيارة الاربعينية تم استكمالها من خلال مشاركة العشرات من المفارز الطبية التي انتشرت في مركز المدينة ومداخلها الثلاثة الى جانب {50} سيارة اسعاف والتنسيق مع المحافظات المجاورة لابداء الدعم في الحالات الطارئة وأن اﻟﻮزارة ﺗﺘﺎﺑﻊ ﺗﻨﻔﯿﺬ اﻟﺨﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﻛﺰ ﻋﻤﻠﯿﺎت اﻟﻮزارة عن طريق اﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ وﻣﯿﺪاﻧﯿﺎ ".

وأضاف " الى جانب ذلك سيتم نشر فرق وقائية جوالة مهمتها فحص الاغذية المقدمة للزائرين " مشيرا الى " تطبيق نظام الاخلاء في خمس مستشفيات في المحافظة ووضع جهود مجمع {سفير الحسين} الطبي التابع للعتبة الحسينية المقدسة ومصرف الدم تحت تصرف دائرة الصحة وأن الدائرة تسعى لان تشمل الخطة عموم الرقعة الجغرافية في الوقت الذي يحتشد فيه الزائرون في مركز المدينة المحيط بالمرقدين المقدسين، وذلك لتفادي أي طارئ، بالإضافة لتقديم الخدمات المتنوعة لعموم الزائرين ".انتهى2 م