• Friday 17 January 2025
  • 2025/01/17 08:53:49
{بغداد : الفرات نيوز} اشاد امام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير بموقف العشائر الداعم للقوات الامنية ، فيما دعا اعضاء البرلمان المنسحبين منه الى العودة اليه.
وقال الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة التي اقيمت اليوم بجامع براثا في العاصمة حضرها مراسل وكالة {الفرات نيوز} " بحمد الله سطر ابناء شيعة امير المؤمنين علي بن ابي طالب {ع} صورة جديدة رائعة كروعة صورتهم في زيارة الاربعين ، وذلك من خلال الزيارة المليونية لقبر سيد الوصيين وامام المتقين {ع} وتعزيته بشهادة رسول الله محمد بن عبد الله {ص} ، هذه الزيارة التي شهدت توافد اكثر من 3 ملايين على محافظة النجف الاشرف وتمت بنجاح امني تام ووفق القائمون عليها ، لا سيما العتبة العلوية المطهرة والدوائر البلدية الخدمية والصحية في المحافظة ، على الرغم من ان وفاة الرسول {ص} او شهادته مرت والمسلمون سائرون بعيدا تماما عنها وكان شيئا لم يحصل ، حيث لا عزاء او استذكار او اعتبار او عظة ، وحدهم شيعة ال البيت عليهم السلام احيوا هذه الذكرى على الرغم من الظروف الامنية والجوية القاسية وهذا مصدر فخر وكرامة لهذا الشعب " .
وتابع الشيخ الصغير " في هذا الوقت ايضا جرت احداث محافظة الانبار والكلام هنا يطول على الرغم من ان محاولات عديدة جرت من هذا الطرف او ذاك لتحريف الصورة التي كان عليها مشهد هذه الاحداث ، وكنت اتمنى ان تتجه الحكومة وقواتها الامنية الى محاربة القاعدة وملاحقة فلولها وجرذانها المختبئة في وادي حوران وغيره ، وان لا تنجر الى الدخول داخل المدن لانه سيؤدي الى مضاعفات كثيرة فيها الكثير من الخطر على المواطنين والقوات الامنية في نفس الوقت ، وفيها الكثير من القدرة للتكفيريين في ان يتسللوا وسط الناس ويهيجوهم ويحققوا مشروعهم ، لكن الخطا وقع وما كنت احسب ان ساحات الاعتصام على الرغم من الملاحظات التي نعرفها عنها وطبيعة الخطاب الطائفي المقيت الذي يسيطر عليها بل وحتى وجود العديد من العناصر الارهابية داخلها ، الا ان امرها قد تم نسيانه ، حيث كانت قبل سنة امرا كبيرا ومجلجلا لكنها نسيت مع الايام واندثر صوتها وباتت حدثا يوميا لا يلتفت اليه غالبية الناس ، لكن حصل الذي حصل وسمعنا اتجاهات متعددة من الحديث التي لا تزرع الا الكراهية ولا تزيد الا الغلة في القلوب ، على الرغم من وجود مقدرة كبيرة للرد على المتقولين ، وهنا اتساءل .. ما الذي سيبقى في الوطن اذا كان الجميع ينعت الجميع بالعمالة والتآمر ، وبعيدا عن تبريرات هذا وذاك وحينما تتداخل القضايا سيكون لكل واحد لسان عريض ، وبالعودة خطوة الى الوراء يمكن ان نتساءل كيف نريد العراق وقد يكون هذا السؤال غريبا ، لا شك ان الجميع يريد العراق عزيزا كريما مصانا بعيدا عن الشعارات ، واذا اردنا ان نكون جديين في التعامل مع هذا السؤال ، فالعراق فيه مكونات متعددة من شيعة وسنة وعرب وتركمان وكرد ومسلمين ومسيحيين ويجب ان نوجد منهجا في التعامل مع هذه الاختلافات وهذا المنهاج لا يخرج عن واحد من اتجاهين اما بالفصل الكلي بين المكونات ، او باخذ كل فئة او مكون مناطقه ، ولا اعتقد ان احدا يتحدث بهذا المنطق على الاقل من الناحية العملية " .
ومضى الى القول ان " الجميع يحتاج الجميع ، وان اي مكون ليس له القدرة الاستغناء او العيش من دون الاخر ، اذن فالخيار اما بالقتال بين الجميع وشحذ كافة اسلحة الفتنة والقتل والحقد والغل والكراهية وما الى ذلك ، لذلك ستكون الشعارات التي تطلق طبيعية وسط هذا الخيار ، او بان نعيش العراق كعراق وناكل من لقمته ونحيا في ارضه ، وهنا نحتاج الى لغة ووسائل عمل وطبيعة اخرى ، لا شك ولا ريب ان هذا المنهج لا يقول ان لا حد ان يكون غيره فالجميع لهم خصائص وميزات وهوية تختلف لكن هذا الاختلاف ان نظرنا اليه ضمن الابعاد العقائدية غايته العظمى ان يطلق احدنا على الاخر كافرا ، وفي البقعة الواحدة حيث يتعايش الكافر مع المسلم والمسيحي واليهودي مع المسلم فان الدولة هي التي تحكم الجميع وتنظم العلاقة بينهم على اساس المصالح والحقوق والواجبات " .
واضاف ان " ما جرى في محافظة الانبار لو اخذناه بعيدا عن الدعايات الانتخابية وللاسف الشديد ان غالبية ما تم انما جرى لاغراض الدعاية الانتخابية لكن لو عزلناه عن هذه القضية سنجد ان اتجاهين حاولا تازيم الاوضاع من اجل مكاسب سياسية وليس من اجل مصالح المكونات ، فهناك جناح طائفي موتور مستعد دائما لاشعال نار الفتنة اهدافه معلنة في هذا الاتجاه واساليبه معروفة ولم تعد خافية على احد واي حادثة يمكن ان تعطي لهؤلاء ذريعة للتحرك ، في المقابل هناك لعبة الانتخابات والتي يراد بها كسب الاصوات بطريقة او باخرى ، والقضايا من الان فصاعدا لا تخرج عن هذا الاطار اطلاقا ، فالجميع يريد مكسبا للانتخابات المقبلة " .
واوضح انه " في وقت سقطت الانبار بيد المسحلين وقيل ان القاعدة قد سيطرت ، كانت هناك صورة اخرى فيها تتحرك وهي ان الذين نزلوا من رجال العشائر لم يكونوا قاعدة ، على الرغم من ان هذه الاخيرة قد استغلت وحاولت ان تؤسس لها وجودا ، لكن السؤال الذي يجب ان نقف عنده بشكل دقيق هو لماذا تمكن رجال العشائر من اعادة فتح كافة مراكز الشرطة ومطالبتهم الحثيثة كي تكون هناك دولة وامن تابع لها؟ " .
واسترسل ان " اهل الانبار هم من قاتل القاعدة لفترة طويلة وبعض التكفريين والطائفيين تمادوا والتقت اجندات معينة وتلاحمت مع اخطاء ارتكبت من بغداد ، بالنتيجة بتنا في هذا التازم ، والتعايش لا يحل بالتازم والدولة لا تبنى كذلك ، ولا يمكن لنا من اجل كسب اصوات ان نعيش حالة الازمة بحيث نخرج من ازمة لندخل في اخرى ، الانتخابات تذهب لكن الشعب باق ، وهنا اوجه نداءي الى جميع الاطراف .. اذا كان القرار بالعيش في بلاد واحدة اذن عليكم ان تنزعوا لغة الكراهية والغل والحقد من السن الجميع ولا استثني احدا ، اذا كنتم تريدون عراقا واحدا احفظوا هيبة القوى الامنية والمؤسسة العسكرية ، كما اشدد على ان السياسات الامنية لا بد ان تضع في اولى حساباتها كيفية حفظ هيبة القوى الامنية ، والذي جرى فيه الكثير من الالم ازاء طبيعة ادارة هذا الملف ، اذا كان الكثير من قواتنا التي ذهبت الى الانبار تم الحفاظ عليها من قبل شيوخ العشائر ، والكثير من القوى الامنية ونتيجة للهياج الذي حصل وعدم وجود صورة واضحة لدى رجال العشائر لم تجد نفسها الا محاصرة والذين حموها هم ابناء العشائر الذين اتخذوا موقفا جديا وباتت القضية من اوضح واضحات المشهد ، واعتقد ان بادرة النوايا الحسنة حينما تقدم بهذه الصورة يجب ان تقابل بالصورة المقابلة وترعى وتنمو مثل هذه الحالات لان طريقنا لانقاذ العراق هي هذه الحالات ، اما طريق التازيم ولغة العنجهية في التعامل مع القضايا ، حيث في ظرف اسبوع واحد صار الجيمع عملاء ومتآمرين وتابعين وينفذون اجندات ، اذا وصف الجميع بالتآمر والعمالة فمن بقي للعراق " .
وقال " اتمنى ان تدار الامور بطريقة اكثر حكمة في التعامل مع هذه القضايا بالالتفات الى الوقائع على الارض ، حيث ان القاعدة والضاري والاجندة الخارجية لها مشروع تخريبي تدميري ولم تعد هذه القضايا خفية على احد ، ويجب عدم اعطاء الفرصة لهؤلاء او الذريعة للتدخل وبث الفرقة واثارة النعرات ، وذلك بتعاون الجميع ولان التجربة اثبتت ان هؤلاء اعداؤنا جميعا ، وشدد قائلا .. خلط الامور خطيئة كبيرة " .
ولفت الى ان " على الاعلام تبديل اللهجة وكذلك على اعضاء البرلمان المنسحبين العودة لان ليس هناك ملجأ اخر غير مجلس النواب والجهد السياسي ، على الرغم من اشتراك عوامل عديد لتضعيف البرلمان ، لان الانبار هدات من خلال جهود سياسية ما خلا احداث في بعض المناطق وستنتهي مع الايام ، وان الحل السياسي هو الذي يجب ان يكون متسيدا للموقف ، وذلك بالعودة للعقول والنبرة والخطاب الهادئ والنظر الى العراق بعنوانه {للجميع} " .
وشدد قائلا " تعسا للانتخابات التي تاتي من وراء دماء الناس ، فماذا بعد الحصول على المقاعد النيابية ، على الناس حسم الخيارات في ساحة الانتخابات مع من تراه يقدم لها ما هو مناسبا " .
واوضح ان " بلادا موازنتها المالية 174 مليار دينار وفيها نسب كبيرة من الفقر ،لا بد ان تتغير ويوجد هذا الشعب نكهة جديدة لمطالباته ، الجميع مسؤول عما يجري وما سيكون " .
وختم امام جامع براثا الشيخ جلال الدين الصغير بالقول " الامور تتجه باتجاه الحلول ، واؤكد ضرورة عدم اهانة القوى الامنية من خلال الوقوف بوجهها او زجها في معارك ليس معاركها وقضايا واغراض ليست اغراضها "، موضحا ان " اسقاط هيبة الجيش توجد الميليشيات" ، مشددا على ان " القوات الامنية هي للجميع وعليها ان تبين انها متنمية للشعب لا الى هذا السياسي او ذاك ، لان السياسة ان دخلت الامن تخربه العكس صحيح ، نحتاج الى امن يصوغ امان العراقيين " " . انتهى 1


اخبار ذات الصلة