{بغداد : الفرات نيوز} بحث رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم مع وفد اتحاد القوى الوطنية برئاسة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري خطوات تشكيل الحكومة الجديدة ، واكد حساسية المرحلة الحالية وضرورة التازر والتلاحم الوطني .
وذكر بيان للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ان السيد عمار الحكيم استقبل في مكتبه ببغداد وبحضور القيادي في المجلس عادل عبد المهدي والنائب باقر جبر الزبيدي والقيادية في المجلس ليلى الخفاجي ، استقبل سماحته رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ووفد اتحاد القوى الوطنية المكون من النواب محمد تميم وجمال الكربولي واحمد المساري ، وبحث الجانبان اوضاع البلاد والتحديات التي تعصف بها وخطوات تشكيل الحكومة الجديدة " .
واضاف انه " في نهاية اللقاء عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا قال فيه السيد عمار الحكيم " لقد كان لقاء ممتعا ومعمقا ومطولا تداولنا فيه مجمل المسارات السياسية في تشكيل الحكومة ، وناقشنا الاوراق التي تعد للبرنامج الحكومي المرتقب ، وايضا القاعدة والضوابط التي نعتمدها في توزيع الحقائب الوزارية بما يضمن الحضور والمساهمة الفاعلة من كافة الاطراف في الحكومة المقبلة ، وما لمسناه الايجابية الكبيرة والروح الوطنية والرغبة بسرعة تشكيل الحكومة وتفهم الظروف القائمة اليوم وان نصل الى رؤية جامعة قادرة على ان تحقق عملية التشكيل ضمن برنامج وزاري متوازن مطمئن لجميع العراقيين وضمن تشكيلة وزارية تضم جميع اطياف الشعب بفاعلية وحضور مؤثر ، .. وشكرنا لدولة رئيس مجلس النواب والاخوة الكرام هذه الروح الوطنية التي يتمعتون بها والرغبة في العمل المشترك ، .. ليس للعراقيين الا بعضهم ، لا سيما في هذا الظرف الامني العصيب والضغوط التي نتعرض لها من المجموعات الارهابية والداعشية والهيمنة على مناطق واسعة من بلادنا ما يتطلب تظافر الجهود والاسراع بتشكيل الحكومة وان نقف صفا ويدا واحدة ندافع عن مصالح العراقيين جميعا ونعيد الارض العراقية الطاهرة الى اهلها في كل مكان ، ولا شك ان ابناء كل منطقة هم الاجدر والاقدر على حماية مناطقهم والوقوف بوجه الارهاب ، وسندعم بقوة ابناء الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى في ان يقفوا ويدافعوا عن مناطقهم ونحن معهم والى جانبهم مساندين وداعمين لتحرير هذه الاراضي الطاهرة من العصابات الداعشية والارهابية ، لذلك في مسار سياسي مطمئن وخطوات جريئة وسريعة وتضامن وتعاون حقيقي بين القوى العراقية سنقدم صورة يطمئن لها ابناء شعبنا باذن الله تعالى " .
رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قال في المؤتمر الصحفي " كان لنا الشرف ان نزور السيد عمار الحكيم ونلتقي وفد المجلس الاعلى للتباحث في قضايا اساسية واستراتيجية تهم المجتمع العراقي ، لا سيما تشكيل الحكومة ، وكانت هناك ارادة حقيقية لتظافر الجهود في سبيل ان ينجز اتمام الحكومة وتشكلها خلال الفترة الدستورية التي تم تحديدها ، .. هناك ارادة لدى الاطراف السياسية في ان تكون هذه الحكومة منسجمة وتضم كافة القوى والتيارات السياسية والاجتماعية ، ورغبة حقيقة ببناء البلاد على اسس صحيحة قائمة على احترام مؤسسات الدولة سواء كانت التشريعية او التنفيذية وحتى القضائية ، واصلاح ما نعتقد انه ضروري وواجب للاصلاح ، وكانت هناك رغبة جادة في بحث ملفات تتعلق بالامن والاستقرار ، وبطبيعة الحال لا يمكن ان نفكر ان اصلاح الواقع الامني بمجرد ان يتصدى له طرف سياسي بعينه ، وانما الكل على قدم المسؤولية ، الجميع كما ان له الرغبة في ان تكون له حقوق لا بد ان تكون عليه مسؤوليات في سبيل حفظ امن واستقرار البلاد ، وبطبيعة الحال نحن نرقب الاطراف المفاوضة في سبيل ازالة كافة العقبات الموجودة ، .. كل الاطراف ترغب في ان يكون لها حضورا فاعلا ومؤثرا في القرار الامني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي ، وقد لمسنا من سماحة السيد تفهما كبيرا لطبيعة المطالب التي قدمت من قبل الاطراف السياسية اجمع ، واذا كان هناك ما يستوجب ان تتدخل بعض الاطراف السياسية والوطنية في سبيل ان يلتام الصف وان نزيل كافة الاشكالات القائمة ، فان سماحة السيد ابدى هذا الدور ورغبته الجادة في اتمام عملية المفاوضات بالطريقة التي نبني بها البلاد ونشكل الحكومة المقبلة على الاسس الصحيحة التي يرغب بها الجميع " .
وعاد السيد عمار الحكيم للصحفيين ان " البرنامج الذي يقدمه مرشح التحالف الوطني رئيس الورزاء المكلف د. حيدر العبادي هو يضع الملامح والصورة العامة لادارة الدولة بكافة مرافقها بما يخدم كافة العراقيين ، وكما دابت الكتل السياسية في كل مرحلة تاتي بالعديد من المطاليب للمناطق التي تمثلها والهواجس والمخاوف القائمة في هذه المنطقة او تلك فان هذه المطاليب تضمن في الرؤية الشاملة التي تقدم بالبرنامج الحكومي ليكون مطمئنا لجميع العراقيين وضامنا لحقوقهم ومطاليبهم ، وفيما يخص الترشيحات الوزارية فهناك لجنة مختصة في التحالف الوطني واخريات مشابهات في الكتل السياسية الاخرى ويتم التداول فيما يرتبط بالحقائب الوزارية والاسماء المطروحة ضمن هذه اللجان ، لكن المتفق عليه بين كافة الاطراف ان تكون هذه الترشيحات كفوءة ونزيهة وقوية وصولا للفريق القوي المنسجم وحكومة قادرة على ان تفي بواجباتها على اكمل وجه وتقدم الخدمة للمواطنين في الظرف الحساس والاستثنائي الذي تمر به البلاد " .
ومضى السيد عمار الحكيم قائلا " اعتقد اذا ما انتهينا من البرنامج الحكومي وهو وشيك جدا ، واليوم هناك رؤية وتداول فيما يرتبط بحزمة الحقائب الوزارية التي يمكن ان يتصدى لادارتها الشركاء السياسيين وكل طرف من الاطراف يمتلك عددا من الاسماء التي حضرها لتكون متصدية لمواقع الخدمة ، واعتقد اذا وضعنا البناءات فان مسالة الترشيحات وتصدي الاكفاء لهذه المواقع سوف لن تاخذ الكثير من الوقت ويمكن ان نشهد انبثاق الحكومة الجديدة والتصويت عليها في مجلس النواب بغضون ايام قليلة جدا " .
وفي سؤال لاحد الصحفيين قال سليم الجبوري " بطبيعة الحال لا يمكن ان نتحدث اليوم عن حكومة ينشؤها طرف وتعبية لاطراف اخرى ، نحن نتحدث عن حكومة الجميع يسهم فيها الكل ويكون له قدر متساو من صنع القرار وتحمل المسؤولية والحقوق والالتزامات الحاصلة الموجودة ، وعليه فان طرفا ما سيشكل الحكومة ويرتضي لنفسه ان ينفرد بالقرارات ويجعل الاطراف الاخرى انما هي مشاركة بصروة شكلية ، هذا الامر لا يمكن القبول به من قبل الجميع ، والتحالف الوطني لا يرضى قبل غيره بهذه الصيغة ، انما نعتقد ان الحكومة المقبلة هي للجميع وللشراكة التي تضم الكل ويصنع فيها الجميع القرار ، وبالتالي فان الرؤية الاستراتيجية وصنع القرار الامني والسياسي والاقتصادي هو مطلب الكل ، مثلما ان الكل يريد حقوقا فالكل مستعد لان يتحمل الالتزامات ، وهذا هو النهج التفاوضي الغالب ، .. هي ليست مفاوضات مغالبة بين طرف واخر ، وانما مفاوضات لغرض المشاركة ولرؤية موحدة في بناء الدولة العراقية " .
وقال السيد عمار الحكيم في معرض رده على سؤال لصحفي اخر " نعتقد ان أي خطوة دستورية في تسليح القوات الامنية ومنها البيشمركة في مواجهة الارهاب ضمن السياقات القانونية والدستورية هي امر مشروع وصحيح ، ونحن ندعم توفير مستلزمات القتال لكافة القوى المقاتلة في هذه المعركة من الجيش والحرس الوطني والبيشمركة والقوى العشائرية الوطنية التي تقف وتذب وتدافع عن مناطقها ، .. يجب ان تقوم الحكومة بعملية التسليح والدعم الاسناد لها لان مواجهة داعش تتطلب هذا التضامن والتعاون الواسع والعريض وصولا الى تحرير كافة الاراضي العراقية من هذه العصابات الارهابية " .
الجبوري اوضح قائلا " ننطلق في كل شيء من احترامنا للدستور لانه هو الحاكم في امرنا وبالتالي ما يترتب على النصوص الدستوري هي واجبة الاحترام من قبل الجميع ، وقد كان للبيشمركة دور كبير في بعض المناطق بدحر الارهاب ومواجهة التحديات الامنية ، وهذا الامر ينبغي ان يؤشر ويشار له بكل احترام واعتزاز ، وينبغي ان لا ننكر ايضا في ذات الوقت ان هناك بعض المعانات الموجودة من قبل المدنيين سواء ما تعلق منها بممارسات المجاميع الارهابية وداعش والطريقة التي تم التعامل بها مع اؤلئك المدنيين ، ونامل بان تنتهي وتزول العمليات العسكرية ، والحل الطبيعي هو بزوال الارهاب بتكاتف الجميع والممارسة الشاملة التي تكون مرعية من قبل الدولة على وجه الخصوص حتى لا يكون هناك مبرر لمنازعات مسلحة يمكن ان يكون ضحيتها الناس الابرياء " .
وزاد الجبوري " نحن نحترم دعوات المرجعية التي دللت على مدى السنوات الماضية انها دعوات حكيمة تضع اولويات لمواجهة التحديات الموجودة ، وعلى اثر هذا الامر فان مجلس النواب وضع ضمن اولوياته تشريع قانون المحكمة الاتحادية ومجلس الاتحاد والان لجان مؤقتة قبل تشكيل اللجان الدائمة بهذا الخصوص جعل مسالة النازحين هي ضمن الاولويات وشكلت لجان مختصة وكانت هناك زيارات متعلقة بهذا الجانب ، .. بعض العمليات الاجرامية التي اصابت الشعب منها ما حصل في سبايكر وديالى ومناطق مختلفة هي محل اهتمامنا وشكلت لجان تحقيقية في هذا الجانب ، وعلى العموم نحن ننتظر تشكيل اللجان الدائمة التي ستكون خلال هذا الاسبوع وسننطلق بتشريعات للقوانين الاساسية التي نبني بها الدولة العراقية " .
وفي جوابه على سؤال لصحفي قال السيد عمار الحكيم " سبق واشرنا الى ان مبدا الترشيق هو صحيح من حيث اختزال الكثير من الامكانات والامتيازات والميزانيات والدرجات الخاصة والانفاقات الهائلة التي تتم في كل وزارة من الوزارات ، وهذا الترشيق يساعد على تخفيض هذه النفقات ، ولا سيما واننا في ظروف حرب وهناك انفاقات اضطرارية واستثنائية نتيجة الوضع الامني ووضع النازحين والوضع الانساني ، فهذا الترشيق مفيد من هذه الناحية ، ومن ناحية اخرى فان أي وزارة حينما نرشقها سيعني اضافة مهام وصلاحيات جديدة للمحافظات والحكومات المحلية وهذا ايضا دور مهم حينما نشعر الحكومات المحلية بدورها الكبير وصلاحياتها الواسعة في ادارة الشؤون ذات الصلة بواقع المحافظات وابنائها ، ولكن العقبات القانونية والفنية والسياسية وكيفية انجاز عملية الترشيق في ظل الرغبة الجانحة لسرعة تشكيل الحكومة واشراك اكبر عدد من القوى السياسية في هذه الحكومة لتكون قوية وفاعلة وقادرة على مواجهة الارهاب ، .. هذا التوازن الدقيق تركناه للجان في ان تنظر فيه وتحسمه ونحن معهم فيما يحسمون من موقف ، .. دعواتنا لكافة القوى والكتل السياسية الكريمة ان نسرع ونتعامل بمرونة وايجابية كبيرة من اجل سرعة تشكيل الحكومة لان وجود حكومة متفق عليها يشارك فيها الجميع ستحضى بدعم اقليمي ودولي كبيرين ما سيساعد في عملية استباب الامن ومواجهة القوى الارهابية ، وايضا سيساعد في سرعة تقديم الخدمات للمواطنين وطي صحفة من الازمات والاشكاليات والاختناقات السياسية بين الاطراف والذهاب الى رحاب الاتفاق والوئام والمحبة والتعاون والمسؤولية التضامنية التي دائما ما نتحدث عنها ونص عليها الدستور " .
وختم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم قائلا " لا نريد ان نتعامل مع القضايا بشكل مفتوح ، وكل قضية حينما ادرجت في البرنامج الحكومي ذكر المدة الزمنية التي يجب ان تنجز فيها ، وهناك ارادة سياسية حقيقية من كافة القوى الاساسية في البلاد على ان نضع يدا بيد ونتعاون وننجز هذه الامور بسرعة وضمن اسقف معقولة بما يطمئن ابناء شعبنا " . انتهى