{بغداد : الفرات نيوز} اعلن وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود ،اليوم الاربعاء، بدء الاستعدادات لاختيار البصرة عاصمة للثقافة العربية ٢٠١٨ خلال افتتاحه فعاليات مهرجان المربد الشعري الحادي عشر في البصرة .
وذكر بيان لمكتب الحمودي تلقت وكالة {الفرات نيوز} نسخة منه اليوم ان " مراسم حفل الافتتاح جرت وسط حضور واسع للشعراء العراقيين والمغتربين والعرب ، ورحب الحمود في الكلمة الافتتاحية بالمشاركين في المهرجان وقال " لسنا وحدنا نحييكم باسم وزارة الثقافة في مدينتكم الحاضنة لتوهج المبدعين منذ قرون . بل يحتفي بكم في مربدكم تاريخ موّجه الفراهيدي الخليل بن احمد على ايقاعاته العروضية في هذه الارض المكتظة شعراً ، ونثراً ولغة وفكراً ومسارات وتحديات بطول التاريخ ، وعرض الجغرافيا المتماهية مع الخلق والابداع ".
واضاف الحمود بحسب البيان" انها البصرة ، قد آثرت ان تواصل نشيدها بكم انتم وهي تتلفت الى ماضٍ مضيء بشعاع الكلمة، وحاضر تصارع فيه اعداء الحياة الساعين الى اطفاء شمعة المبدعين ، وزهرة العاشقين لهذا الوطن الكبير. انها الفيحاء وهي تستنهض نخيلها ليستطيل بحرفكم فيساقط شعراً جنياً" .
وتابع " مرحباً بكم في مربدكم بنسخته الحادية عشرة الحامل عنوان دورة الشاعرة المبدعة لميعة عباس عمارة ، مرحباً بكم وانتم تمارسون دوركم في التغيير والبناء عبر الحرف ، موضحا " انها مسؤولية ضاعفها مايواجهه الشعر من تحديات جسام ليس على صعيد العراق والبلاد العربية حسب ، بل لدى مختلف الثقافات في ارجاء المعمورة ، انه تحدٍ يفرضه مايواجهه عالمنا من تحولات متسارعة تركت اثارها وماتزال في عمق البنية الثقافية للشعوب".
وبيّن " مثلما ضاعف هذه المسؤولية مايمر به العراق والمنطقة العربية عموماً من مخاطر جدية على كافة الاصعدة مبعثها هذا الوباء المتدرع دجلاً بثياب الدين.
وقال الحمود " موجة الارهاب العاتية التي تستمد ضراوتها ونزعة التدمير فيها من فهم متخلف ومجاف للفطرة ومبادئ الدين تقتضي من الجميع سيما المؤسسات الثقافية والاكاديمية ومراكز الابحاث مواجهة جدية تعالج الجذر الثقافي لهذه الظاهرة الوباء ، مثلما تتطلب موقفاً معلناً صريحاً لامواربة فيه من لدن هذه الموسسات لادانة الممارسات اللاانسانية للتنظيمات الارهابية وعدوانها الفظ على الميراث الثقافي للشعب العراقي وشعوب المنطقة ".
واكمل بالقول " هنا اتوجه للمؤسسات الثقافية العربية والاسلامية الرسمية والمدنية، ومنها على وجه الخصوص اتحاد الكتاب العرب الذي كان حريصاً على ابداء مواقف إزاء قضايا كانت موضع خلاف حتى مع المعنيين بها ، ندعوهم جميعاً لاتخاذ مواقف واضحة مما يتعرض له الموروث الثقافي العراقي في المناطق التي دنسها الارهاب في نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى .
واوضح الحمودي" لقد استبيحت الاثار العراقية في مجزرة حقيقية تهدد ذاكرة العراق الثقافية والتاريخية في هذه المدن . كما تعرضت المواقع التراثية ودور العبادة كمراقد الانبياء والمساجد والكنائس والمقامات الدينية والمعابد للهدم والتدمير على يد العصابات الارهابية وسط صمت مؤلم ان لم يكن مريباً من جانب المؤسسات الثقافية العربية والاسلامية المؤثرة.
واستعرض وكيل الوزارة تجربة بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 ،قائلا " تجربة مفيدة لنا جميعاً، مؤسسةً رسميةً ممثلةً بوزارة الثقافة ووسطاً ثقافياً بكل تنويعاته ومستوياته. كانت مفيدة بكل حصيلتها ، بما حفلت به من نجاح في الاداء ، وما اشتملت عليه من اخفاق او تعثر في هذه المفردة الثقافية او تلك ، تجربة نسعى لتكرارها هنا في البصرة الفيحاء إن شاء الله عام 2018 ، مستفيدين من تجربتنا في بغداد عام 2013.
ولفت الحمود " الى ترشيح البصرة لتكون عاصمة للثقافة العربية عام 2018 ضمن البرنامج العشريني للمنظمة العربية الذي بدأ عام 2015، وسيصار الى المصادقة على هذا الترشيح في اجتماع وزراء الثقافة العرب المقرر عقده في المملكة العربية السعودية في شهر كانون الاول من هذا العام 2014.
وقال " اعددنا في وزارة الثقافة ملفاً متكاملاً عن هذا المشروع. وكما في بغداد فنحن نعتبر المناسبة فرصة لاستكمال البنية التحتية الثقافية في البصرة ، وقد بدأنا بالفعل مشوارنا على هذا الطريق، فمسرح البصرة الذي قطعت الشركة المنفذة شوطاً مهماً في بنائه سيكون مرفقاً اساسياً لاحتضان الفعاليات الثقافية التي ستقام في هذه المناسبة الى جانب القصر الثقافي الذي باشرنا الخطوات الاولى لمرحلة الدراسات واعداد التصاميم له تمهيداً لاتخاذ اجراءات الاحالة على التنفيذ فور المصادقة على الموازنة لعام 2014.
وكشف الحمود عن خطة الوزارة لتشييد قصور ثقافية في البصرة " اتخذنا في وزارة الثقافة قراراً بمناقلة التخصيصات المالية اللازمة لبناء خمسة قصور ثقافية في خمسة اقضية هي القرنة وشط العرب وابي الخصيب والزبير والفاو وهي تجربة عملنا بها في الانبار واتخذنا الخطوات الاولى لتطبيقها في الديوانية ، واتفقنا مع السيد محافظ ميسان على تكرارها هناك ، وتقوم على تخصيص الحكومات المحلية في المحافظات قطعة ارض لبناء القصر الثقافي. وتغطى مالياً من وزارة الثقافة التي تناقل التخصيصات المطلوبة الى حساب المحافظة ، وتباشر الحكومة المحلية في التنفـيذ في ضوء التصاميم التي تعدهـا وزارة الثقافة لهـذه القصـور".
واضاف " ننتظر من الحكومة المحلية في البصرة تخصيص قطع الاراضي التي تشاد عليها القصور الخمسة للمباشرة اثرها باجراءات المناقلة بعد المصادقة على الموازنة.
واشار الى انشاء البنية التحتية الملائمة في محافظة البصرة كالطرق والجسور والفنادق هي جزء من متطلبات الايفاء بملف اختيار البصرة عاصمة للثقافة العربية. ونأمل من الاخوة في حكومة البصرة المحلية تقديم الجزء الخاص بهذا الجانب لاكمال ملف الترشيح قبل تقديمه في اجتماعات وزراء الثقافة المقبل".
وثمن وكيل وزارة الثقافة في ختام كلمته " دور الحكومة البصرة المحلية في دعم مهرجان المربد للعام الثاني على التوالي في بادرة نرجو ان تؤسس لسنة حسنة يسير عليها من بيده زمام الامور في قادم الاعوام".
وانطلقت اليوم الأربعاء، فعاليات مهرجان المربد الشعري بدورته الـ{11} دورة الشاعرة {لميعة عباس عمارة} في محافظة البصرة .
ودعا محافظ البصرة، ماجد النصراوي اليوم الأربعاء، في كلمته التي ألقاها بمناسبة انطلاق فعاليات مهرجان المربد الشعري الـ{11} في محافظة البصرة، إلى استنهاض الهوية البصرية من اجل حاضر ومستقبل الأجيال سياسيا واجتماعية، واتخاذ المواقف التي تكون فخرا لها .انتهى