{بغداد: الفرات نيوز}شدد السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ان المرجعية الدينية وهيبتها خط احمر لا يسمح بتجاوزه، داعيا الجميع للدفاع عن المرجعية الدينية المتمثلة بالامام السيد السيستاني . وبين في كلمته خلال الملتقى الثقافي ليوم الاربعاء بان" المرجعية الدينية ناصرت العراق والعراقيين وناصرت الاسلام لتاريخ طويل لما لها من دور في تقريب وجهات النظر بين المختلفين واشاعة ثقافة التسامح والوئام بين الناس، مجددا موقفه الداعم والمناصر للمرجعية الدينية، معتبرا الدفاع عن المرجعية وعدم المساس بها واجب وطني وشرعي. واشار الى ان المرجعية الدينية صمام الامان والملجأ الحقيقي لكل المتخاصمين والمدافع الاول عن المحرومين ايا كانت توجهاتهم. واستنكر السيد عمار الحكيم ظاهرة احراق المكاتب في عدد من المحافظات التي عدها غريبة، مبديا اعتراضه على اقحام المرجعية الدينية في مثل هكذا ظواهر. ودعا الجميع الى الاحتكام الى القانون والمحاكم للاقتصاص من الجناة والتحلي بالمنطق والعقل والحكمة، كما دعا الاجهزة الامنية الى تحمل مسؤولياتها بالحفاظ على ارواح الناس والبحث عن الجناة ومتابعة هذه الظواهر والتعرف على مروجي الفتن ومن يهدد السلم الاجتماعي العراقي. كما عد السيد عمار الحكيم ان العدالة الاجتماعية مبدأ اساسي للتعايش السلمي، مبينا ان التعايش يتطلب الكبر على الاختلافات والتعدديات وقبول الرأي الاخر والاعتراف بنعمة الاختلاف، مطالبا السياسيين بعدم اغراق العراق في الصراعات السياسية كي لا يكون الفقراء حطب نار الفرقاء. وفي موضوع القمة العربيةاعرب السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عن تفاؤله بانعقاد القمة العربية في بغداد في ظل التجاوب العربي الايجابي معها، مطالبا بوضع اسقف للتوقعات وان لا تكون التوقعات عالية منها وادراك ان القمة العربية تنعقد في ظل تقاطعات وظرف صعب يمر به الوطن العربي مما يتطلب النظر للقمة العربية بواقعية سياسية. ودعا الحكومة والاجهزة الامنية الى تحمل مسؤولياتها ببذل قصارى جهدها من اجل انجاح القمة العربية كي تتحقق الرسالة المرجوة منها، مما يؤهل العراق الى لعب دور ايجابي في التواصل مع اشقائه العرب، وبالتواصل معهم في نقل التجربة العراقية اليهم خاصة في البلدان التي شهدت تغييرا في انظمتها السياسية. وفي موضوع اخر شدد السيد عمار الحكيم على ان المركزية واللامركزية وجدليتهما حسمت في الدستور العراقي حينما اعتبر العراق بلدا اتحاديا، لافتا الى ان منح الصلاحيات للمحافظات سيخفف من العبء الحاصل على الحكومة الاتحادية ويسهل بالايفاء للمواطنين بتقديم الخدمة الاسرع والافضل. واشار الى ان المركزية ليست الضمان في حفظ هيبة الدولة بل الضمان في مدى رضا المواطنين من خلال تقديم الخدمات للناس، مشيرا بانه كلما اتجه العراق الى اللامركزية كلما كانت هناك خدمة افضل واسرع واستفادت الدولة من هيبتها بشكل اكبر. واعتبر ان اللامركزية ستحد وبشكل كبير من الروتين القاتل والبيروقراطية في الوزارات وستقلل من الفساد الاداري والمالي من خلال اطلاع المواطنين على المشاريع عن قرب مما يعزز ثقة المواطنين والمسؤولين بانفسهم. وبين ان" اللامركزية ستخلق حالة من التنافس وتعميم التجارب الصحيحة بين المحافظات وستساهم في الاستفادة من العقول والطاقات، مبينا ان المواطن سيكون هو الراصد والمراقب لمستوى الاداء الحكومي، محذرا من ان المركزية ستدفع العديد من المحافظات الى اتخاذ قرارات مستعجلة بتشكيل الاقاليم والتي سيدفع ثمنها العراقيون في الظرف الراهن. واعتبر منح الصلاحيات الدستورية للحكومات المحلية خطوة نحو البناء، مطالبا اعضاء مجلس النواب العراقي بتعديل القانون رقم 21 بما ينسجم مع الدستور. واكد ان القانون لم يُفعل مع انه منقوص ولم يلتزم بالصلاحيات الدستورية للمحافظات، مذكرا بنقض الدكتور عادل عبد المهدي لهذا القانون. واضاف ان المشاريع الاستراتيجية والسيادية من حق الحكومة الاتحادية وباقي المشاريع هي من واجبات الحكومات المحلية، معبرا عن اسفه من التعديلات المقترحة على القانون والتي ستؤدي الى خنقه وتقضم جزءا من الصلاحيات الممنوحة لمجالس المحافظات . وفي شان اخر اشار السيد عمار الحكيم على ان حادثة احراق المصاحف على يد احد الجنود الاميركان في احدى القواعد الاميركية في افغانستان انما يعبر عن حالة الانغلاقية التي لاتنسجم مع كل الطروحات التي تتحدث عن الوئام والسلام والتعايش وقبول الاخر. وعد هذا التصرف بانه نتيجة الحقد والضغينة وضعف في ايصال الثقافة الحقيقية في التعامل مع الاخرين من قبل بلد هذا الجندي الامريكي، مشددا على ان احترام عقيدة المسلمين واجب على الجميع، مؤكدا سماحته على ان التعايش بين الاديان لايمكن ان يحصل الا باشاعة ثقافة الوئام والقبول بالاخر. وفي موضوع ظاهرة "الايمو" اكد السيد عمار الحكيم على ان ظاهرة {الايمو} تعبير حقيقي عن غياب الامن المجتمعي وتعبيرا اخر عن سوء الفهم للحرية والتكنلوجيا والانفتاح التي تخضع لاطار ومحددات حتى في البلدان التي تصدر مثل هكذا افكار. واشار الى ان ظاهرة "الايمو" بلبس ملابس غريبة وخواتم تشبه الجماجم والوشم بوشوم غريبة انما هي افعال غريبة وبعيدة عن التقاليد العربية والاسلامية للشعب العراقي وقد تكون مدخلا لتوفير بيئة ملائمة لتعاطي المخدرات وارتكاب الاخطاء. ودعا العوائل العراقية من موقع المسؤولية الاخلاقية ووسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني للحذر من هذه الظواهر ودراسة اسبابها دون اللجوء للقوة وانما باللجوء الى الفكر والثقافة والمنطق. وفي شأن اجتماعي اخر اشار السيد الحكيم الى ضرورة" ايجاد حلول اجتماعية لمعالجة ظاهرة الطلاق والتي شهدت في الاعوام المنصرمة ازديادا كبيرا في معدلاتها في عموم العراق. وذكر ان" ذلك يكشف عن خلل في دراسة عروض الزواج، داعيا الشباب من الذكور والاناث وعوائلهم الى دراسة عروض الزواج وتشخيصها، مستنتجا ان هذا العدد يكشف ضعف دور كبار السن في تلافي الخلافات الزوجية بين الشباب. واكد ان الطلاق يمثل اخر الدواء وهو الكي، اذ ان هذه الارقام تدل على ضعف المودة والمحبة والمشاعر بين الزوجين مما يجعل الجميع بامس الحاجة الى ثقافة التواصل والتراحم داخل الاسرة. وبين ان الوضع المادي والواقع المعاشي له تأثير مباشر على العوائل وسيخلق جيلا بلا رعاية ابوية وبلا توازن نفسي، داعيا الى دراسة ظاهرة الطلاق وتزايدها والوقوف عندها ووضع المعالجات لها. وعد السيد عمار الحكيم العدالة الاجتماعية مبدأ اساسي للتعايش السلمي مستذكراً اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية في 20 شباط بالقول ان" التعايش يتطلب الكبر على الاختلافات والتعدديات وقبول الرأي الاخر والاعتراف بنعمة الاختلاف، مطالبا السياسيين بعدم اغراق العراق في الصراعات السياسية كي لا يكون الفقراء حطب نار الفرقاء". وفي سياق الايام العالمية استذكر السيد عمار الحكيم اليوم العالمي للغة الام، داعيا الى الاهتمام باللغة الام العربية والانفتاح على اللغات الاخرى كالكردية والتركمانية والسريانية، معربا عن اسفه من تدني الاهتمام باللغة العربية في بعض البلدان العربية لحساب اللغات الاجنبية.انتهى