{بغداد: الفرات نيوز} رفض السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي دخول قوات برية اجنبية داخل الاراضي العراقية , فيما دعا الاجهزة الامنية باتخاذ كل الخطوات المطلوبة لكشف المتورطين في اغتيال ائمة المساجد في البصرة , فيما حذر من تداعيات استمرار احتجاز الشيخ علي السلمان .
وقال السيد عمار الحكيم في كلمة بالاحتفالية التي يستضيفها مكتب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي ببغداد والمتزامنة مع ثلاثة عشرة محافظة من محافظات البلاد ، وحضره مراسل وكالة {الفرات نيوز} اليوم السبت ، اننا " تابعنا العديد من التصريحات لشخصيات اجنبية تتحدث عن ضروة ادخال قوات برية اجنبية الى الاراضي العراقية لمواجهة داعش ، مبينا ان هذه التصريحات خطره ونحذر من مثل هذه التصريحات وما تخفيه من نوايا وخطوات لاحقة " .
وبين ان الشعب العراقي قادر على تحرير ارضه من عصابات داعش والدفاع عن ارضه ومقدساته ، وليس بحاجة الى تدخل اجنبي بقيادة اممية او قيادة امريكية .
واكد السيد عمار الحكيم رفضه دخول قوات برية اجنبية الى العراق , مشيرا الى ان المجتمع الدولي ان كان جادا في مساعدة العراق فعليه ان يقدم الدعم والاسناد للقوات العراقية والتي بدورها ستُسلم الى هؤلاء المقاتلين الذين لبوا نداء المرجعية الدينية وتواجدوا بكثافة ، وهذه التضحية لا تختصر على اتباع اهل البيت وانما نجد ان العراقيين جميعا يقفون جميعا لمواجهة الارهاب .
وبين اننا لاحظنا مؤخرا العمليات الاجرامية لداعش والتي اتت في استهداف عدد من ائمة المساجد في البصرة في خطوة واضحة لزرع الفتنة بين ابناء الدين الواحد والوطن الواحد ، لكنه لايعلم ان المعتدلين والعقلاء في كل الاطراف , سوف نفوت الفرصة على الارهاب الداعشي في مثل هذا الاستغلال البشع ومحاولة اثارة الفتنة الطائفية .
واوضح اننا ندين ونستنكر بأشد العبارات لمثل هذه المحاولات الاجرامية ، وانها لايمكن ان تنجح في خلق فجوة بين ابناء الوطن الواحد ، داعيا الاجهزة الامنية الاتحادية والاجهزة الامنية في محافظة البصرة باتخاذ كل الخطوات المطلوبة لملاحقة المجرمين وإنزال القصاص العادل بهم وتوفير الامن والحماية لكافة المواطنين .
وقال السيد عمار الحكيم ان الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا المسلحة ومتطوعو الحشد الشعبي وابناء العشائر الغربية التي بدأت الاستعداد لرفع السلاح بوجه داعش ، وإننا نعتبرها خطوة مهمة , علاوة على قوات البيشمركة الذين سطروا انتصارات مهمة , في مناطقهم وهذه التكاملية تمثل محورا ومرتكزا اساسيا لمواجهة الارهاب وتحرير العراق من داعش , داعيا القوات الامنية الى الاستمرار في عملياتهم حتى لايسمح بالتقاط انفاس الارهاب الداعشي حتى تحرير اللحظة التي نحرر بها آخر شبر من ارضنا من عصابات التكفيرية .
كما دعا السيد عمار الحكيم الحكومة بتقديم الدعم والاسناد لكل من يريد ان يحمل السلاح ويقف بوجه عصابات داعش الارهابية ، وكذلك لأبناء الحشد الشعبي الذي لازال بعضهم يعاني من نواقص في هذا الاطار .
وأكد ان محمدا {صلى الله عليه وآله وسلم} يوحدنا وسرورنا هو مصدر الوحدة .
وان دعوات الوحدة ليست دعوات الانصهار , وانما هي دعوات التكاتف , وان جوهر التعددية هو الاختلاف فلابد ان نختلف فيما بيننا , نختلف مذهبيا , دينيا , سياسيا , قوميا , فكريا .
واضاف ان الزمان الذي نعيش فيه هو حصيلة عدد من السنين والسنة حصيلة عدد من الاشهر والاشهر تتشكل من الاسابيع والاسابيع من الايام , واليوم يتشكل من اختلاف الليل والنهار .
واشار الى ان المجتمعات تتكون من اختلاف الالوان والالسن , اذن الاختلاف حقيقة , وليس معيبا ان نختلف بل من المعيب ان نعجز عن حل الاختلاف والحصول على آليات قادرة ان تجمعنا في المشترك الكبير الذي يجمع بيننا لنتذوق من مساحات الاختلاف ونوسع من دائرة الاشتراكات فيما بيننا .
الحديث عن وحدتنا هو الحديث عن القبول بتعددنا وتنوعنا ، وتابع ان الحديث عن التعاطي مع الاختلافات الكثيرة في التفاصيل التي تحصل بيننا وكيف ننظم هذه الاختلافات , فلا وحدة مع عدم القبول في التعددية , ولايمكن ان نحول الاختلاف الى تفاهم حقيقي الا اذا تصارحنا وتحاورنا مع بعضنا , نحتاج ان نجلس على طاولة الحوار ونتحدث كأهل واخوة مختلفين في امور ومتفقين على امور , كيف نوسع من رقعة الوحدة والاتفاق فيما بيننا .
وبين ان الوحدة ليست شعارا وانما سلوك نسلكه وخطوات عملية وحقيقية نعتمدها في حياتنا اليومية وموقفنا واليوم ارى عنصرا جديدا يساهم في وحدتنا الا وهو الارهاب , اريد له ان يكون سبب تمزيقنا في زرع النزاعات والفرقة والطائفية فيما بيننا , لكنه تحول الى مصدر من مصادر قوتنا ووحدتنا لأنه اساء الى الجميع , صحيح جاء مرتديا اللبوس بالدفاع عن طوائف معينة ورفع شعار الابادة الجماعية لأتباع اهل البيت على انهم روافض , لكنه استهدف جميع المكونات وما عاد ليستهدف العشائر العربية وكل من اختلف معه في رأي شخصية دينية او عشائرية او سياسية .
واضاف ان " العراقيين جميعا اصبحوا متحدين بوجه الارهاب , وفي تشخيص هذا العدو ، عدونا الارهاب الداعشي الذي اصبح عدو العراقيين جميعا ، مستدركا بالقول ان " تطور الموقف ليصبح عدوا لدول المنطقة والعالم والكل يرفع شعار العداء لداعش , ويتحدث عن مشاركة واسهامات في مواجهة داعش ومساعدة الحكومة والشعب العراقي على اختلاف المستويات .
واشار الى ان العمليات الارهابية التي شهدتها فرنسا مؤخرا , لاتمت للاسلام بصلة , وان الاسلام دين السلام و المحبة والتعايش , مبينا ان المواقف الخاطئة نستنكرها , والصور التي تسيئ لرسولنا محمد {ص} ندينها بأشد العبارات , ولكن اراقة الدماء والقتل نستكرهه وندينه بأوبح واشد العبارات ايضا .
واكد على ضرورة احترام المقدسات يبن المسلمين والديانات الاخرى ومقدسات المسلمين بطوائفهم بعضهم مع بعض ؛ لخلق الوئام والتعايش فيما بيننا .
وعبر السيد عمار الحكيم عن اسفه لاعتقال الامين العام لجمعية الوفاق البحرينية الشيخ علي السلمان , وان هذه الشخصية رفعت شعار المطالبة السلمية بحقوق الشعب .
وواصل اننا لانريد ان نتدخل بالشؤون الداخلية للبحرين ، وكنا مصرين ان مشكلة البحرين تعالج وتحل داخل البحرين , لكن هذه المعاجلة تحتاج الى حوار صادق وحسن ونوايا من قبل الحكومة واعطاء فرصة حقيقية للمعتدلين في ان يقولوا كلمتهم ويعبروا عن ارادة شعبهم .
واشار الى ان مثل هذا الاعتقال وتمدده واصرار السلطات المعنية على احتجاز الشيخ السلمان له تداعيات خطيرة ولابد ان ينطق صوت الحق والحكمة في معالجة مثل هذه الامور ، ونحن نعيش في منطقة مليئة بالتوترات ، ولاسيما في الظروف القاهرة التي نعيشها .
وعبر السيد عمار الحكيم عن امله ان نشهد اطلاق السلمان فورا حتى تعود الامور الى مثل ما يمكن من خلاله الحوار والوصول الى مايحقق الحقوق المشروعة لشعب البحرين . انتهى ح