• Saturday 23 November 2024
  • 2024/11/23 19:25:51
{رياضية: الفرات نيوز} بدا المدرب كارلو أنشيلوتي، منفصلا عن واقع ريال مدريد الكارثي، بالهزيمتين القاسيتين ضد برشلونة (0-4) في الليجا، و(1-3) أمام ميلان بدوري أبطال أوروبا.

واشتعلت نار الانتقادات ضد أنشيلوتي ولاعبي الريال من الجماهير والإعلام، وبات المدرب الإيطالي مهددا بالرحيل عن منصبه خلال الأسابيع المقبلة.

وظهر أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي عقب الهزيمة المؤلمة أمام ميلان، وقال "الفريق يجب أن يحاول تحقيق الفوز في المباراة القادمة أمام ليفربول"، وكأن مشكلة الريال تكمن في الفوز في مباراة أو مباراتين.
 

لكن مشكلة الميرنجي أعمق بكثير من مجرد تحقيق الفوز في عدد من المباريات بدوري الأبطال للتأهل إلى ثمن النهائي، لأن التأهل سيكون متاحًا حتى إذا تعثر الفريق أمام ليفربول، بينما تمثل الأمور الفنية، الاختبار الحقيقي أمام أنشيلوتي. 

مساعدة مبابي وبيلينجهام 

مبابي الذي انضم في صفقة مجانية لريال مدريد مطلع الموسم الحالي بعد نهاية عقده مع باريس سان جيرمان، لم يقدم الأداء المطلوب منه حتى الآن في المباريات الكبرى، فضلا عن ضعف معدل أهدافه.

وسجل النجم الفرنسي 8 أهداف، وقدم تمريرتين حاسمتين خلال 15 مباراة خاضها مع ريال مدريد في مختلف المسابقات.

ولعل الحصيلة التهديفية الضعيفة، ليست مشكلة مبابي الوحيدة مع الملكي، لكن أكثر ما يلام عليه في الفترة الحالية، ضعف أدائه الدفاعي، وعدم الضغط بشكل قوي على مدافعي الخصوم، ومن ثم تظهر الثغرات في وسط الملعب.

ووفقا للسجلات التي يحتفظ بها المدربون البدنيون في ريال مدريد، فقد قطع مبابي مسافة 8 كيلو مترات فقط في الكلاسيكو، رغم سرعة وتيرة المباراة.

وتُعد هذه المسافة أقل بكثير مما يقطعه بقية اللاعبين، الذين يتجاوزون 10 كيلو مترات وقد يصلون إلى 12 أو 13 كيلو مترا.

وهذا الأمر يثير القلق في غرفة ملابس ريال مدريد لأسباب متعددة، أبرزها أن تهاون مبابي في أداء المهام الدفاعية، يجبر زملاءه على القيام بمسئوليات إضافية، ويخل بكامل خطة استعادة الكرة.

وبالنظر إلى الخريطة الحرارية لمبابي في مباراة ميلان، فهو لم يتراجع خطوة واحدة بعد خط الوسط، حيث كان في وسط ملعب المنافس طوال 90 دقيقة.

ولم يؤد اللاعب الفرنسي، أي دور دفاعي لمساعدة زملائه طوال المباراة، رغم الأزمة الدفاعية والأخطاء الكارثية للاعبي الملكي أمام الروسونيري.

ويعد جود بيلينجهام أحد أكبر المتضررين من الخلل التكتيكي، على الرغم من أنه يركض أكثر من أي وقت مضى، لكن نتائجه هي الأسوأ منذ وصول مبابي إلى البرنابيو.

ولهذا السبب، هناك بعض الاستياء لدى الجهاز الفني لريال مدريد، تجاه دور كيليان مبابي في التحلي بالجهد الدفاعي. 

بيلينجهام أصبح دوره دفاعيًا أكثر، وابتعد عن منطقة الجزاء، خلافا للدور الذي لعبه في الموسم الماضي.

ويفسر الابتعاد عن منطقة الجزاء، في الرسم الخططي الجديد، التراجع التهديفي المخيف للنجم الإنجليزي، الذي سجل 14 هدفا من داخل المنطقة في الموسم الماضي.

وخلال الكلاسيكو، ضحى أنشيلوتي بجود بيلينجهام على الجهة اليمنى لمراقبة أليخاندرو بالدي، والقيام ببعض الأدوار الدفاعية، والرجوع إلى عمق الملعب للتحكم في ديناميكية الفريق. 

ضرورة التحسن الدفاعي 

ريال مدريد منذ بداية الموسم الحالي، خاض 16 مباراة بمختلف المسابقات، واستقبلت شباكه 18 هدفا، ولم يخرج بشباك نظيفة سوى في 4 مباريات فقط، كانت في الدوري الإسباني.

وبات ضروريا، تحسين الجوانب الدفاعية، إذ يظهر الفريق الملكي في كل مباراة، مستباحًا من الجانبين والعمق.

وفي آخر مباراتين ضد برشلونة وميلان، استقبلت شباك الريال 7 أهداف، وهو رقم كبير يكشف حجم المعاناة الدفاعية والأخطاء الكارثية التي يُعاني منها الفريق الملكي.

ولا يمكن إغفال الإصابات التي ضربت ريال مدريد، بداية من الحارس تيبو كورتوا، وداني كارفاخال والنمساوي ديفيد ألابا.

ومع هذه الإصابات، لا وجود لبدائل مميزة، كما رفضت الإدارة، فكرة تدعيم الخط الدفاعي خلال الميركاتو الشتوي المقبل، بجانب وجود ثغرة في خط الوسط بعد اعتزال توني كروس. 

إتاحة الفرصة للشباب 

كما يتوجب على كارلو أنشيلوتي، منح دقائق المشاركة للاعبين الشباب والموهوبين، مثل أردا جولر وإندريك وإبراهيم دياز.

أردا جولر شارك في 292 دقيقة فقط هذا الموسم، خلال 11 مباراة، أما إندريك ظهر في 107 دقائق خلال 9 مباريات.

ورغم أن إندريك سجل هدفين في هذه الفترة القليلة، لكن أنشيلوتي لم يستفد منه جيدا وتركه على دكة البدلاء في آخر 6 مباريات دون أن يحظى بدقيقة واحدة للمشاركة. 

وشارك المغربي إبراهيم دياز في 184 دقيقة، خلال 8 مباريات، وسجل هدفا واحدا. 

إقالة مرتقبة

في حالة عدم قدرة أنشيلوتي على حل الأمور الفنية خلال فترة قصيرة واستعادة الثقة، قد تتجه الأمور بشكل حتمي إلى قرار الإقالة.

ورغم أن أنشيلوتي حتى الآن، لا زال يحظى بثقة الإدارة برئاسة فلورنتينو بيريز، لكن هذا الصبر لن يستمر طويلا إذا لم تتحسن النتائج.

وتظهر بعض الأسماء المرشحة لخلافة أنشيلوتي مثل راؤول جونزاليس أسطورة النادي والمدير الفني الحالي لفريق الكاستيا، وهناك أيضًا زين الدين زيدان مدرب الريال السابق، والذي لا يرتبط بأي عقد حاليا.

ومن ضمن المرشحين أيضًا، الأرجنتيني سانتياجو سولاري، والذي قاد الفريق الملكي لفترة مؤقتة خلال موسم (2018-2019). 

كما يوجد اتجاه للانتظار لنهاية الموسم، من أجل التعاقد مع تشابي ألونسو مدرب باير ليفركوزن، والذي قاد الفريق لحصد الثنائية المحلية في ألمانيا خلال الموسم الماضي.

اخبار ذات الصلة