• Monday 24 February 2025
  • 2025/02/24 13:32:58
{منوعات: الفرات نيوز} حقق الفيلم العراقي القصير "إبراهيم" (Beneath Which Rivers Flow) للمخرج علي يحيى إنجازا جديدا بحصوله على تنويه خاص من لجنة التحكيم الدولية في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، ضمن فئة "أجيال – Generation 14plus".

وتكونت لجنة التحكيم الدولية من إيما برانديرهورست، أسلي أوزارسلان، وإيكورو سيكاي، الذين أشادوا بالفيلم لما يقدمه من تصوير شاعري للتغيرات المناخية في أهوار العراق، أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

"إبراهيم" يتناول أزمة الجفاف التي تهدد الحياة في الأهوار، من خلال قصة فتى يكافح للحفاظ على عالمه المتلاشي، في انعكاس لصراع الإنسان أمام التحولات البيئية، حيث يروي الفيلم قصته بأسلوب بصري مؤثر وحبكة إنسانية غنية بالمعاني.

وشهد مهرجان برلين عرض الفيلم في خمس قاعات سينمائية، إلى جانب مشاركته في سوق الأفلام الأوروبية (EFM)، حيث لاقى اهتماما واسعا من النقاد وصناع السينما ومحبي الأفلام من مختلف أنحاء العالم.

ويستعرض الفيلم قصة إبراهيم، راعي الجواميس الشاب الذي يعيش وسط أهوار جنوب العراق، أحد أكثر المواقع الطبيعية والتاريخية تفردا في العالم.

يجسد إبراهيم شابا هادئا وصامتا، يحيا حياة بسيطة لكنها مليئة بالتحديات، حيث يجد في الصمت ملاذا من عالم خارجي يثير مخاوفه وقلقه. رغم قلة تواصله مع الآخرين، إلا أنه يمتلك رابطا عميقا مع الأهوار وجواميسه، مما يعكس علاقة فريدة ومتجذرة بين الإنسان وبيئته.

ليس صمت إبراهيم مجرد غياب للكلمات، بل هو صرخة صامتة في وجه الخوف من عالم خارجي لا يدرك هشاشة بيئته ولا يقدر قيمتها. يعكس الفيلم كيف يمكن أن تختفي هذه البيئة الفريدة بصمت، إذا لم يُلتفت إلى التغيرات البيئية المتسارعة التي تهدد الأهوار.

ومن خلال عيون إبراهيم، يعيش المشاهد إحساس القلق والخوف من زوال هذا النظام البيئي العريق، الذي يواجه ضغوطا متزايدة من التغير المناخي والإهمال.

في النهاية، لا تمثل الأهوار مجرد أرض يسكنها إبراهيم، بل أسلوب حياة، وتراثا حيا يواجه خطر الاندثار، ليجسد الفيلم قصة مجتمع بأكمله يواجه صراع البقاء أمام تحولات بيئية لا ترحم.

 

اخبار ذات الصلة