ويوجد في إقليم كردستان عدد من الأنهار والمجاري المائية بعضها يصب في أراضي الإقليم قادماً من الدول المجاورة، ويبلغ مجموع الماء الوارد سنوياً إلى إقليم كردستان نحو 50 مليار متر مكعب، لكن خبراء في مجال الموارد المائية يقولون إن 85% من هذه الكمية يمر عبر أراضي إقليم كردستان بدون الاستفادة منه بسبب الافتقار إلى السدود ومشاريع حجز المياه.
وصرح مدير عام السدود وخزانات المياه في وزارة الزراعة والموارد المائية بإقليم كردستان، المهندس أكرم أحمد، في تصريح صحفي بأنه "يوجد في إقليم كردستان 17 سداً ونحو 100 حاجزا لتخزين المياه، تبلغ قدرتها التخزينية السنوية نحو 10 مليارات متر مكعب من المياه".
واستحدثت المديرية العامة للسدود سنة 2007، ويقول مديرها العام إن المديرية قامت حتى الآن ببناء 12 سداً (هي سدود: جلي، ديكلة، حماموك، كودلة، شيوة سور، هشة زيني، جمي سمور، بيدوهي، باوة شاسوار، حسن كنوش، قادر كرم، ئاوة سبي) وتستطيع هذه السدود مجتمعة تخزين ما يزيد على 72.5 مليون متر مكعب من الماء وتوفير المياه للزراعة السيحية لنحو 16290 دونماً (الدونم = 2500 متر مربع) من الأراضي الزراعية، وبلغ إجمالي كلفة إنشاء هذه السدود 96.5 مليار دينار.
وتشير بيانات المديرية العامة للسدود وخزانات المياه إلى أن هناك حالياً مشاريع لإنشاء 17 سداً، لكن الأزمة المالية أدت إلى توقف العمل في أغلبها، ولاستئناف العمل في هذه السدود، كلف مجلس وزراء إقليم كوردستان، بكتاب رسمي، وزارة المالية والاقتصاد بتخصيص 33.322 مليار دينار لاستكمال إنشاء 11 سداً.
السدود المشمولة بهذا القرار هي سدود: جمركة، آقوبان، شوكير، بانوطالبان ونازنين، في محافظة أربيل، وخنس، سبنه 2 وكلي بنداوه في محافظة دهوك، وديوانة، تورة جار، خورنوازان في السليمانية.
ويقول المهندس أكرم أحمد: "السدود التي تم تخصيص هذا المبلغ لإكمالها، في مراحل مختلفة من مراحل التنفيذ، حيث أن نسبة تنفيذ بعضها يبلغ 20% بينما كانت نسبة التنفيذ في بعضها الآخر قد بلغت 90% قبل أن يتوقف العمل فيها".
ويعتقد أحمد أن "إكمال بناء هذه السدود سينقل إقليم كردستان إلى مرحلة أخرى من حيث القدرة على تخزين المياه، وستتراجع احتمالات حدوث فيضانات في المناطق التي تبنى فيها السدود، إضافة إلى تخزين 59 مليون متر مكعب إضافي من المياه، مع توفير مياه الري لزراعة 27300 دونم سيحاً".
وأضاف: "لم تنته آثار الأزمة المالية على بناء السدود، حيث أن العمل مازال متوقفاً في مشاريع سدود (باسرة، باوة نور، سورقاشان، جقجق، وزلان) وإكمال هذه المشاريع بحاجة إلى 500 مليار دينار".
من جانبهم، يقول خبراء في مجال المياه إن السدود التي أنشئت في إقليم كردستان صغيرة ولن تكون لها آثار اقتصادية كبيرة.
حيث يقول خبير المياه في قسم الجغرافيا بكلية الآداب – جامعة صلاح الدين، البروفسور آزاد جلال شريف: "تبني تركيا وإيران سدوداً على الأنهار التي تصب في إقليم كردستان، وإذا لم يتخذ إقليم كردستان خطوات سريعة لبناء سدود كبيرة وستراتيجية لتخزين مياهها، ومن المحتمل أن تؤدي أي سنة شحيحة بالأمطار إلى تهديد الأمن المائي لإقليم كردستان".
ويضيف شريف: "غياب الخطط والستراتيجيات الواضحة للإفادة من المياه الجارية، فإن 85% من مياه الأنهار والمجاري المائية تمر عبر إقليم كردستان بدون الإفادة منها".
توجد في إقليم كردستان ثلاثة سدود كبيرة وستراتيجية (دوكان، دربنديخا ودهوك) تستطيع معاً تخزين أكثر من 10 مليارات متر مكعب من المياه.
سد بخمة، واحد آخر من السدود، وقد تم تصميمه سنة 1932، وتوقف العمل فيه منذ سنة 1991، وبإمكانه في حال تنفيذ المرحلة الأولى منه كاملة أن يخزن 17 مليار متر مكعب من المياه، لكن إكمال المشروع حسب تخمينات المديرية العامة للسدود بحاجة إلى 10 مليارات دولار.
ويقول مدير عام السدود، أكرم أحمد: "يعد هذا المشروع سيادياً بموجب الدستور العراقي، لهذا فإن مهمة إكماله تقع على عاتق الحكومة الاتحادية التي لم تخصص أي أموال لإنشاء سدود في إقليم كردستان، إلا سدين صغيرين".
ويشير أحمد إلى أن إكمال بناء سد بخمة غير مدرج في خطط مديريتهم العامة، لكنهم يخططون لإنشاء 200 سد تم وضع خرائط وتصاميم قسم منها لكن لا توجد أموال لتنفيذ هذه المشاريع.انتهى