المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وأكد السيد عمار الحكيم، خلال المؤتمر العام للإتحاد الخليجي للإعلام - بغداد 2025، أن :"الإعلام ليس مجرد ناقل للحدث أو وسيط للمعلومة، بل هو قوة مؤثرة ومسؤولية وطنية"، موضحاً أن مهمته التقليدية تتمثل في نقل الحدث بموضوعية؛ لكنه لا يمكن أن يتنصل عن مسؤوليته في توجيه الرأي العام وتعزيز القيم الوطنية والمجتمعية".
وأكد، أن الإعلام اليوم أصبح جزءًا من معركة السيادة الوطنية"، مشيرا إلى أن "الدول بحاجة إلى إعلام قوي يحميها من الحروب الإعلامية والتلاعب بالرأي العام".
كما طرح السيد عمار الحكيم، سبعة مقترحات كقاعدة عمل لتطوير الإعلام الخليجي والعربي، عاداً اياها "خطوة من شأنها تحفيز الإعلاميين على تقديم محتوى يتماشى مع القيم المطلوبة، مما يعزز من جودة العمل الإعلامي".
فيما يلي نصي كلمة السيد عمار الحكيم في المؤتمر العام للإتحاد الخليجي للإعلام - بغداد 2025:
-إن الإعلام ليس مجرد ناقل للحدث أو وسيط للمعلومة بل هو قوة مؤثرة ومسؤولية وطنية.. قد تكون مهمته التقليدية نقل الحدث بموضوعية .. لكنه لا يمكن أن يتنصل عن مسؤوليته في توجيه الرأي العام وتعزيز القيم الوطنية والمجتمعية.
-فالإعلامي ليس مجرد ناقل للأخبار.. بل هو شاهد على الحقيقة ومسؤول عن توجيه الوعي ومشارك في صناعة المستقبل.
-لا يمكن لأي دولة أن تحقق نهضتها دون هوية إعلامية واضحة ومؤثرة. فكما أن الهوية الوطنية تعكس تاريخ الشعوب وثقافتها .. فإن الهوية الإعلامية هي التي تحدد صورة الدولة أمام الداخل والخارج.
-فلا تطور اقتصادي بدون إعلام اقتصادي جذاب .. ولا صناعة وطنية قوية بدون إعلام صناعي مؤثر .. ولا مجتمع متماسك بدون إعلام يعزز القيم والمبادئ.
في عصر التكنولوجيا والتواصل الرقمي لم يعد الإعلام مقتصرًا على الصحف والقنوات التقليدية بل أصبح لكل فرد منصة إعلامية بين يديه. وهذا يفرض علينا إعادة التفكير في دور الإعلاميين وضرورة استثمار الإعلام الرقمي لصالح تعزيز القيم الوطنية ومواجهة التضليل.. ونشر الوعي الحقيقي في المجتمع.
-إن الإعلام ليس معنيًا بالحاضر فقط .. بل هو مسؤول عن تشكيل وعي الأجيال القادمة. ولذلك فإن أي مشروع إعلامي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التربية الإعلامية للأجيال الشابة.. وتعزيز الثقافة النقدية لديهم ليكونوا قادرين على التمييز بين الحقيقة والتضليل.. وبين الإعلام البنّاء والإعلام الهدّام.
إن الإعلام اليوم أصبح جزءًا من معركة السيادة الوطنية. فكما تدافع الدول عن أمنها السياسي والعسكري .. فإنها بحاجة إلى إعلام قوي يحميها من الحروب الإعلامية والتلاعب بالرأي العام. لذلك يجب العمل على تمكين الإعلام الوطني وتعزيز أدواته وتحصينه من التبعية والتأثيرات الخارجية.
-إننا بحاجة إلى مشروع وطني إعلامي لا يقتصر على معالجة الأزمات فقط .. بل يؤسس لرؤية إعلامية طويلة المدى.. تقوم على المصداقية.. والمهنية .. والالتزام بالقيم الوطنية .. وتسهم في بناء دولة قوية تمتلك هوية إعلامية مؤثرة على المستوى المحلي والدولي.
-ما يحصل في العراق اليوم من تطور ملحوظ في مجالات عدة .. وما يشهده من استقرار سياسي وأمني كبيرين يستوجب من الإعلام المهني والمسؤول تسليط الضوء على ذلك والتشجيع على اكمال المسار المطلوب نحو عجلة الاعمار والبناء في جميع القطاعات.
-نعم ما زالت هناك تحديات كبيرة أمامنا يجب تجاوزها ووضع الحلول والمعالجة المطلوبة لها.. أمامنا تحديات اقتصادية كبيرة .. وأمامنا تحديات أمنية واجتماعية وثقافية .. فضلا عما تشهده المنطقة من حولنا من تطورات سريعة ومعقدة تجعل مهمة العراق وقيادته ليست بالأمر الهين والسهل.
-لقد استطعنا في العراق من تجاوز مراحل خطيرة وكبيرة شهدناها في الأعوام السابقة.. بفضل تكاتف العراقيين والتفافهم حول مرجعيتهم الدينية الرشيدة وقياداتهم السياسية. فالعراق اليوم يمثل أيقونة التعايش السلمي في العمل السياسي على الرغم من تعدد القيادات والأحزاب والفاعلين في المشهد العراقي .. وهو نموذج يقل نظيره في العالم مقارنة بالسوابق التاريخية والبيئة المركبة التي تحيط بالعراق وشعبه.
-إننا نعي جيدا حجم التحولات المجتمعية والثقافية التي رافقت المشهد العراقي منذ تأسيس نظامه الديمقراطي عام ٢٠٠٣.. ونعي كذلك تأثير ارهاصات الخلاف السياسي وانعكاسه على سير العملية التنموية تجاه بناء دولة عصرية عادلة.وهو ما يجعلنا واقعيين في التشخيص والسعي نحو تحقيق الطموح الذي يتناسب مع حجم العراق وأهميته من ناحية .. ومع التجارب والمصاديق المتحققة في العراق من ناحية أخرى.
-العراق اليوم استطاع أن يتجاوز آثار تاريخه المضطرب.. كما استطاع أن يتجاوز الفهم والتقدير الخاطئ تجاهه من قبل المحيطين به إقليميا ودوليا.. نعم أمامه أشواط عديدة في تعزيز ذلك ومواجهة آثار الماضي من سياسة الإلغاء وعدم الاعتراف بالآخر..وهذا لن يكون من دون تقديم النموذج الإيجابي والافصاح عنه.. فتقديم النموذج لا يكفي من دون التعريف به والدعوة إلى الاقتداء به.. التشاؤمية السياسية مدمرة.. وعلينا أن نستبدلها بالتواصي السياسي نحو الحق والمنطق السليم..
-كما أن المبالغة في التهوين أو التهويل السياسي منبوذة هي الأخرى .. وعلينا أن نستبدلها بالحرص الوطني والمسؤولية العالية.
نحن نرى العراق بعين الطموح والمبادرة الإيجابية.. كما نعتقد بدوره المحوري في العالم والمنطقة.. وننطلق من هذه الرؤية والاعتقاد في ترسيخ المسؤولية على عاتقنا وعلى الغيورين على العراق وشعبه.)
السادة والسيدات الحضور..
اسمحوا لي أن أقدم بعض المقترحات العملية لمؤتمركم هذا وأتمنى أن تنال اهتمامكم في دراستها والتعامل معها..
1. إطلاق ميثاقٍ إعلامي خليجي مشترك:
وضع ميثاق موحَّد يحدِّد القيم والمبادئ الأساسية للعمل الإعلامي في المنطقة، مع مراعاة خصوصيات كل دولة خليجية وعربية واحترام التنوع الثقافي.
يضمن الميثاق التزام الوسائل الإعلامية بمناهج مهنية وأخلاقية تعزز المصداقية وتدعم الانسجام الاجتماعي.
2. تأسيس مجلس تنسيق إعلامي إقليمي:
إنشاء كيان رسمي يجمع مسؤولي المنصات الإعلامية الرئيسية في دول الخليج، بهدف تنسيق التغطية الإخبارية وتبادل المعلومات والبحوث والتقارير. يمكن لهذا المجلس أن يتعاون أيضًا مع مؤسسات إعلامية عالمية لتعزيز دور المنطقة سياسيًا.
3. إنتاج برامج حوارية وسياسية مشتركة:
تشجيع التعاون بين القنوات الخليجية لإنتاج برامج حوارية وتحليلية مشتركة، تتناول الملفات الإقليمية والدولية الحساسة بمنظور خليجي وعربي موحَّد ومتوازن. يمكن لهذه البرامج أن تسهم في تقريب وجهات النظر وإشاعة ثقافة الحوار والاعتدال.
4. تأسيس منصات للشباب والمواهب الإعلامية الجديدة:
إطلاق مسابقات ومنصات إعلامية تركز على الشباب الخلّاق، وتتيح لهم فرصة التعبير عن آرائهم والتعريف بمشاريعهم وأفكارهم، بما يعزز الوعي السياسي وينمّي روح الانتماء والاندكاك الوطني لدى الأجيال الصاعدة.
5. إبراز الهوية الثقافية والتاريخية:
تقديم محتوى إعلامي احترافي يبرز التراث الخليجي والعربي، ويعرِّف العالم بالقيمة الحضارية والثقافية للمنطقة، بما يسهم في تعزيز الانتماء الوطني وتحسين الصورة الإقليمية والدولية لدول الخليج.
6. اعتماد خطاب يعزِّز قيم الاعتدال والسلام:
تكريس نهجٍ إعلامي يسلِّط الضوء على مبادرات التسامح وحوار الأديان والاحترام المتبادل في الخليج والعالم العربي. تشجيع المشاهدين والقراء على التحلي بقدر أكبر من الانفتاح وقبول الآخر، بما يدعم بناء دولٍ مستقرة ومجتمعاتٍ متطورة تنبذ التطرف.
7. إنشاء جائزة إعلامية خليجية
تأسيس جائزة سنوية لتكريم الصحفيين والمؤسسات الإعلامية التي تساهم في تعزيز السلام ، التنمية ، والوحدة الوطنية.
- إن هذه الخطوة تحفز الإعلاميين على تقديم محتوى يتماشى مع القيم المطلوبة وتزيد من جودة العمل الإعلامي.
هذه الأفكار قد تشكل قاعدة للعمل الإعلامي الخليجي والعربي، وتسهم في تطوير الوعي السياسي وترسيخ قيم الانتماء والسلام، وتعزيز الدور الإقليمي والدولي لدول الخليج على مختلف الأصعدة.