المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وقال السيد الحكيم في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل رئيس الجمهورية الأسبق جلال طالباني :"في الظروف والمسارات الصعبة التي تمر بها الأُمم.. تسَـتذكرُ الشعوبُ مواقفَ قــادتـها ورمـوزهـا.. مستلهمةً منهم العزيمة والصبر والإيثار.. والمساراتِ الـصحيحةَ بما يـتسقُ مع المبادئ والقيم التي ضحى من أجلها أولئك القادة الكبار".
وأضاف "تَمرُّ علينا الذكرى الخامسة لرحيل الزعيم الوطني مام جلال طالباني رئيس جمهورية العراق الأسبق رحمه الله ، بمرارةٍ كبيرةٍ وأَلم عميق ، لفقده وغيابه عن الساحة العراقية وعن شعبه الكردي في هذه الظروف الحسّاسة من تاريخ البلاد".
وبين إن "وجودَ القادةِ الكبار ضَرورةٌ وغيابهَم خسارةٌ و ذكراهم ذخيرةٌ ، أينما حلوا ومتى ما آستُذكروا في أي زمان ومكان ، فطبيعة تفكيرهم و حراكهم و سلوكهم يدفع شعوبهم وأتباعهم ومحبيهم لتجديد الِعهد معهم ومراجعة سَيرهم وتجاربهم ومبادئهم ليكملوا المسيرةَ ويأخذوا منهم الدروس والعبر الناجحة ويعزّزوا المواقف ويواصلوا الطريق".
وأوضح إن "شخصيةَ الراحل مام جلال طالباني كانت فريدةً ومؤثرة في الساحات الكردية والعراقية والدولية وقد تمكن بتفكيره المتقدم أن يتجاوز أحلك الظروف و أخطرَها وأن يؤسس لمراحلَ مفصليةٍ في تاريخ العمل السياسي العراقي".
ولفت السيد الحكيم الى انه "وعلى المستوى الكردي كانَ زعيماً ملهماً ومحباً لأبناء جلدته ، و متفانيا في الدفاع عنهم في سوح الجهاد ومعارضة النظام الإستبدادي العنصري الذي إستهدف أبناء شعبه بكل صنوف العنف والقسوة والتهميش، ولكنه لم يتخل يوماً ، عن كونه قائداً عراقياً إتسعت رؤيته لتشمل جميع العراقيين بكافة إنتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية والسياسية".
واستطرد بالقول "إن الحفاظ على هويّة ( العراق و الكرد) معاً ، كانت من شواخص تجربته التي جعلت منه قائداً عراقيا بإمتياز ومام جلال طالباني لم يتخل يوماً عن الحقوق المشروعة لأبناء جلدته الكرد بشهادة أصدقائه ومنافسيه ، ولكن ذلك لم يجعله يغفل يوماً عن كامل الجغرافيا العراقية وتنوعاتها ، وقد أنشدَ فيه الجواهري الكبير قائلا ( شوقاً جلالُ كشوقِ العَين للوسَنِ / كشوقِ ناءٍ غريب الدَّار للوطن / شوقاً إليكَ وأنتَ النُّور مِنْ بصري / وأنت مني محلَّ الرُّوحَ في البدن). ليصور عمق العلاقة و العاطفة بين مام جلال العراقي الكردي وبين الشاعر العراقي العربي الراحل محـمد مهدي الجواهري".
وأشار الى ان طالباني "كانَ يعتقد أن قوةَ العراق تـَكمنُ فـي تنوع مكوناتهِ.. وأن إحـترامَ خصوصيةِ تلك المكونات لا يلغي وحدتَها وتماسكَها ضمن مشتركات الوطن الواحد.. ومصير الأمة الواحدة ولذا توحَّدت عليه قلوبُ العراقيينَ.. كما توحدت لديه هموم العراقيين وتطلعاتهم.. فعاشَ رمزاً ومات رمزاً وطنيا تفتخر به الأجيال عبر التاريخ وهذا ما انعكس بشكلٍ جلي على طبيعةِ علاقته مع المكون الإجتماعي الأكبر في البلاد من خلال صلته المباشرة بالنجف الأشرف و حوزتها و مرجعياتها و أُسرها العلمية إلى جانب علاقاته الوثيقة بالعشائر العربية في الفرات الأوسط و الجنوب".
وأكد ان طالباني "كانَ ولايزالُ محطَ إحترامِ و تكريمِ المكونات العراقية وفي مقدمتها المكون الشيعي الذي يتذكر مواقَفهُ الوطنية في الدفاع عن المرجعية والمكون الأكبر وحقوقه في المحافل والمحطات الوطنية و الدولية و- ولايمكن أن نغفلَ بشكل خاص عمقَ علاقةِ الراحل بأُسرة آل الحكيم خلال عقود طويلة من الزمن ، منذ النضال المشترك مع شهيد المحَراب الخالد آية الله العظمى السيد محـمد باقر الحكيم (قدس) في ساحات المعارضة الملتهبة ، والتعاون و الشراكة في التأسيس السياسي لمرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية مع والدنا الراحل سماحة السيد عبدالعزيز الحكيم (رحمه الله) ، والتراكمَ و الإستمرارَ في علاقته الوثيقة معنا شخصياً ، حتى وفاته المؤلمة".
ونوه الى انه "لا يمكنُ أن ننسى هذا التاريخَ المشتركَ وهذا الإرثَ الثمينَ وتلكَ المواقفَ المفصليةَ أبداً ، وسيبقى مام جلال حاضراً في قلوبنا وعقولنا و وجداننا ما حيينا وسنبقى نذكر لأبي شلال مواقفه المشّرفةَ أينما كنا وكلما حانت الفرص والمناسبات".
وناشد السيد الحكيم "أبناء شعبنا الكردي الأبي ، كما أناشدُ أبناءَ مام جلال ورفاقَهُ ومحبيه في الإتحاد الوطني الكردستاني ولاسيما رئيس الإتحاد الوطني الكردستاني الأخ العزيز بافل طالباني وحلفاءَهُ في الحزب الديمقراطي الكردستاني والقوى الوطنية والكردستانية الأخرى أن يعقدوا العزم على مواصلةِ منهجهِ ومبادئه ومسيرته الوطنية الغرّاء ، في الوحدةِ والتكاتف والتمسك بمشروعه ، والمضي بالمعادلات التي رسمها الراحل الكبير في حياته والحفاظ عليها وتقويتها وتأكيدها".
وأضاف "عراق اليوم بحاجة ماسة الى المزيد من الإعتدال و العقلانية و الحوار والإنفتاح والوحدة والإنسجام بين العراقيين جميعا ، وقد كنتم ومازلتم من أعمدة هذا المنهج القويم الذي يجب أن يستمر بقوة تكريما لذكرى مام جلال و القادة الوطنيين كافة".
وقال رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية انه "حَريٌ بنا أن نستلهمَ مـن هـذه المناسـبة الـوطنية الـعزيزة عـلى قلوبنا.. تـوحيدَ المواقف والمـسارات الـمطلوبـة، ولاسـيماَ مع ما يمرُّ به بلدُنا من لحظاتٍ حاسـمة في تـاريخه الحديث.. وإني عـلى ثـقة بـأن روح الراحل مـام جلال تـتوق ليأخذ كــل منا تلك المواقـف الوطنية الحاسـمة في حلحلة الخلافـات بروح الإيثار وتغليب المصالح العليا للبلد".
وأضاف "إسمحوا لي أن أتحدث بصراحة معهودةٍ بين أهلي وإخوتي في إقليم كردستان، لا أحـدَ مـنا يُـنكرُ أن هـناك خـللاً بـنيويـاً فـي طـبيعةِ مـسار الـعملية الـسياسـية الـقائـمة الـيوم.. ولا سـيما أنها مرّت بظروفٍ إستثنائيةٍ منذ التأسيس.. وإن الإســتمرارَ عـلى قواعد الإستثناء يهدد نظامنا الـسياسـيَ ويـعرضه الـى أزمـات خانقة ومتوالية.. وهـذا مـا نعانيه اليوم مـن إنسـداد سـياسـي لـم ينفع معه حتى خيار الإنتخابات المبكرة".
ودعا الى تعديل الدستور" مشدداً انه "لا أحدَ منا يُنكر أيضا أن دستورنَا الإتحادي بحاجة الـى تطوير وتفسير وتعديل للعديد من مواده بما يتناسب مع متطلبات التطور في التجربة السياسية طيلة العقدين الماضيين من عمر التجربة الديمقراطية في العراق وحينما لا تـكونُ الأزماتُ والمشاكلُ السياسية هيّنةً أو عاديةً فإٍن ذلك يتطلب أن يكون دور المعالجة إستثنائياً يتناسب مع حجم المشكلة وضرورة مواجهتها بحزم وحسم ومسؤولية".
وخاطب السيد الحكيم "قيادات إقليم كردستان الذين لا أشك في إخلاصهم وحرصهم الوطني في النظر نحو بغداد بذات العين التي كانَ ينظرُ بها الزعيمُ الراحل مام جلال إلى بغداد وأن يكونوا سبباً حقيقياً في معالجة الإنسداد السياسي الذي وصلنا اليه لاسيما بعد البادرة الطيبة والموقف المسؤول في إستئناف عمل مجلس النواب".
وأوضح، إن "الإتفاقَ على إختيار مرشحِ رئاسة الجمهورية لايَقتصرُ على تلبيةِ إستحقاقِ المكون الكوردي فحسب وإنما يمثلُ حاَجةً وطنيةً ملحةً لمنع إنزلاق البلاد نحو نفق مجهولَ.. وإن الإستعدادات لمعالجة الخلل البنيوي الذي أشرنا اليه سلفاً .. يتطلب أولاً تشكيل حكومة وطنية مسؤولة وقوية تمهد الطريق لمرحلة الإنتقال الآمن في إجراء إنتخابات مبكرة خالية من العيوب والملاحظات والإشكاليات السابقة المعروفة وهو مايصعبُ تحقيُقهُ من دون إنتخاب رئيس جمهورية متفق عليه كردياً ومصوتٍ عليه وطنياً داخل قبة البرلمان ، بما يتناسب مع خطورة المرحلة المقبلة وأهميتها في الإصلاح والمعالجة".
وأكد السيد الحكيم "لقد كنا دوما ولا نزال من دعاة الحوار الوطني والجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم والإنسجام .. وهو أمر نحتاجه اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى ولكننا في الوقت ذاته يجب أن لا نتهاون في مواجهة التحديات بروح القانون والدستور والإلتزام بالسياقات الدستورية في حفظ الدولة وسيادة مؤسساتها".
وأعرب عن "أمله الكبير في الإحساس العالي والإستشعار الكبير للمسؤولية الوطنية لدى إخوتنا في إقليم كردستان وإن البذرةَ التي زرعها الزعيم الراحل مام جلال ومن قبله الزعيم ملا مصطفى برزاني (رحمهما الله) قد أتت أُكلها وسَيستمرُ أثرُها بإذن الله ويبزغُ خيرُها نجماً في سماء العراق".
وجدد السيد الحكيم "تعازيه الحارةَّ ومواساتنا الدائمة و وقوفنا معكم أيها الإخوة والأهل والأحبة ونتمنى لكم المزيدَ من التوفيق و التألق و النجاح والعمل الوطني المشترك ، مؤكدين لكم إعتزازنا و إصرارنا على هذه العلاقة الوثيقة وترابطنا التاريخي المتين".