• Sunday 24 November 2024
  • 2024/11/24 17:40:34
{دولية: الفرات نيوز} تتواصل الاحتجاجات الشعبية الغاضبة في لبنان منذ الاثنين، اعتراضاً على تمديد قرار الإغلاق العام الذي أعلنته الحكومة حتى الثامن من فبراير شباط، رغم وعود الحكومة بالتعويض على "العاملين اليومين" ودعم العائلات الأكثر فقراً بمخصصات مالية.

وانطلقت الاحتجاجات الأكبر في مدينة طرابلس شمالي البلاد، قبل أن تمتد إلى معظم المناطق اللبنانية، ففي صيدا جنوبا، أقدم المحتجون، ليل الاثنين ويوم الثلاثاء، على إغلاق دوار "إيليا" وسط المدينة تضامنا مع طرابلس واحتجاجاً على "سياسات التجويع" الحكومية، حسب ما قال المحتجون. 
كما شهدت مناطق شتورة وتعلبايا وسعدنايل والمرج في البقاع قطعاً للطرق الرئيسية، وطريق المنية الدولي شمالاً، كذلك في منطقة الجية وبرجا على الأوتوستراد الساحلي جنوباً، وفي بيروت أيضاً حيث قطع محتجون، الاثنين، جسر الرينغ وطريق الصيفي، فيما شهد الثلاثاء احتجاجات وقطع طرقات في منطقة كورنيش المزرعة وعلى جسر سليم سلام والدورة احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وتضامناً مع مدينة طرابلس والموقوفين فيها. 
انفجار شعبي في عاصمة الشمال
ولم تأت التحركات الشعبية التي شهدتها مدينة طرابلس من دون سياق مسبق، ولو أنها شكلت مفاجأة للبنانيين الذين يعيشون التزاماً مقبولاً نسبياً بالإغلاق العام المفروض من قبل السلطات بسبب انتشار جائحة كورونا وبلوغ القدرة الاستيعابية للمستشفيات حدها الأقصى. 
ما حصل الاثنين كان انفجاراً شعبياً في مدينة التجار والمياومين، التي تعتبر من أكثر مدن لبنان فقراً، رفضا لقرار تمديد الإقفال العام الصادر عن الحكومة اللبنانية. 
مواجهات عنيفة بين المتظاهرين من جهة والقوى الأمنية والجيش اللبناني من جهة أخرى، شهدتها ساحة النور جرى خلالها محاولات لاقتحام سرايا طرابلس، ورشق بالحجارة من قبل المحتجين مقابل إطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي من قبل القوى الأمنية والجيش. 
وأقدم المحتجون أيضا على قطع طرق رئيسية في طرابلس، بالإطارات المشتعلة والعوائق، في حين جابت مسيرات شعبية أحياء عدة من المدينة بينها القبة وساحة عبد الحميد كرامي، مطلقة شعارات تندد بالإقفال العام والسياسات الحكومية التي لم تعوض عليهم أو تقدم لهم أي مساعدات خلال أيام وأشهر الإقفال الماضية. 
واستقدم الجيش والقوى الأمنية تعزيزات إضافية، حيث تعرض عدد من المحتجين للاعتقال في حين تم تفريق الباقين بالقوة، الأمر الذي رفع من حدة التوتر في المدينة، حيث استمرت المواجهات فيها حتى ساعات متأخرة من ليل الاثنين بعدما أعلن المحتجون بقاءهم في الشارع إلى حين النظر في أوضاعهم الاقتصادية. 
من جهته، أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن 6 فرق إسعاف قامت بمهمة إسعاف الجرحى في ساحة النور، حيث عمدت إلى نقل 12 جريحا لمستشفيات المنطقة بالإضافة إلى إسعاف 29 حالة في موقع الاحتجاجات.
في المقابل، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف القوى الأمنية من حرس السرايا وقوات مكافحة الشغب. 
تفاصيل ليل الاثنين
يروي أهالي طرابلس تفاصيل المظاهرات وما أعقبها من قمع، وذكروا أن الاحتجاجات بدأت في الشارع الطرابلسي منذ إعلان نية الحكومة تمديد الإقفال العام حتى الثامن من الشهر المقبل، وذلك بعد 10 أيام من الإقفال التام سجل خلاله الطرابلسيون التزاماً وانتظروا على أساسه تعويضات وعدت بها الحكومة اللبنانية للعائلات الأكثر فقراً. 
وينقل الأهالي أن مدينة طرابلس شهدت، الخميس والجمعة والسبت وحتى الأحد، سلسلة تحركات متفرقة لمعظم القطاعات العاملة باليومية، مطالبين إما بإلغاء قرار الإقفال العام أو التعويض عليهم عبر المساعدات الموعودة، لأن الحالة وصلت إلى حدها ولم يعد المواطنون قادرين على تحمل الخسائر والضغط المعيشي، سواء كانوا من أصحاب المحال التجارية أو بسطات بيع الألبسة أو سائقين عموميين أو أصحاب الأفران وغيرهم، إضافة إلى عدد كبير من الشبان العاطلين عن العمل.
بعد ظهر أمس الاثنين، أقدم نحو 10 شبان على محاولة تفكيك حاجز لقوى الأمن الداخلي عند "إشارة المئتين" في المدينة، وذلك في سياق حملة سابقة أطلقها شبان المدينة لمنع إصدار المحاضر والغرامات بحق مخالفي الإغلاق العام في المدينة، احتجاجاً منهم على انعدام التعويضات والمساعدات التي وعدت بها الحكومة للمتضررين من الإغلاق.
وروى أحد الشبان، الذين شاركوا في هذه المحاولة، أنهم تعرضوا لكمين من قبل قوات مكافحة الشغب الذين كانوا بانتظارهم قرب الحاجز وسرعان ما انهالوا عليهم ضرباً وفرقوهم بالقوة، وهو ما أثار غضبا شعبيا، ودفع المئات للتضامن معهم والنزول إلى الشارع بهذا الحجم الكبير، ليزداد التوتر بعد اعتقال نحو 4 محتجين أمام سرايا طرابلس، ما أجج المواجهات وأعمال الشغب. 
 

اخبار ذات الصلة