• Saturday 21 September 2024
  • 2024/09/21 06:12:15
{منوعات: الفرات نيوز} انخفض معدل الوفيات بسبب كورونا المستجد في عدة بلدان مؤخرا مقارنة مع أعداد الإصابات خاصة في فصل الصيف، لكن خبيرة أميركية متخصصة في أمراض الفيروسات، تحذر من إمكانية عودة الفيروس بـ"قوة" في فصل الشتاء، وتفند الأسباب.

وعندما ظهر الفيروس لأول مرة، تحدث خبراء عن معدل وفيات يبلغ 7 في المئة، ما لبث أن تغير إلى 2 أو 3 في المئة، وحاليا تعتقد مراكز السيطرة على الأمراض ومكافحتها في أميركا أن معدل الوفيات هو 0.65 في المئة.

وأرجعت الطبيبة في مستشفيات جامعة جورج واشنطن، هانا أكسيلرود، في حديث مع موقع "الحرة" تراجع معدل الوفيات بعد نحو 10 أشهر على اكتشاف الفيروس، إلى عدد من الأسباب أهمها تأقلم الأجهزة الصحية في التعامل مع حالات الإصابة والأمراض الناتجة عنه، إضافة إلى التطور المعرفي المتلاحق الذي ينشأ عند الأطباء يوما بعد يوم خاصة في ظل تركيز العلماء والباحثين على دراسة هذا الفيروس.

وأسفر وباء كوفيد-19 عن وفاة أكثر من 1.07 مليون شخصا في العالم منذ أن أعلن مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين ظهور المرض أواخر ديسمبر. وسجلت أكثر من 37.5 مليون إصابة رسميا حول العالم.

تراجع معدلات الوفاة
وقالت أكسيلرود، وهي تدرس في قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة جورج واشنطن، إن أربعة عوامل أساسية ساهمت في تثبيط معدلات الوفيات، وهي: العلاج الطبي، والأنظمة الصحية، وفروقات الأعمار، وإجراءات السلامة العامة.

وأصبحت القطاعات الطبية أكثر قدرة على التعامل مع المصابين بفيروس كورونا المستجد، وكيفية رعاية المصابين به بشكل أفضل، حسب أكسيلرود.

وأضافت الطبيبة الأميركية: "إننا الآن نحصد ثمار العمل الدؤوب" للعاملين في القطاعات الصحية، والتي استخدمت استراتيجيات وعلاجات استطاعت الحد من الوفيات، من خلال التعرف على الأعراض المصاحبة للإصابة بكورونا لدى البعض مثل جلطات الدم أو غيرها من الأمراض.

وذكرت أكسليرود أن بعض الأدوية كان لها دور هام في تحسين احتمالات المصابين بعدم الوفاة، وبعضها الآخر أثبت عدم فعاليته مثل هيدروكسي كلوروكوين، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي علاج يضمن الحفاظ على حياة المصابين ولكنها تحسن من حالتهم الصحية وتجعله أكثر قدرة على مواجهة الفيروس.

وفيما يتعلق بتحسن الأنظمة الصحية، فقد تحولت بعض المرافق الطبية في فصل الربيع إلى بؤرة لنشر العدوى مثل ما حصل في إيطاليا ونيويورك، ولكنها الآن استطاعت تعديل البروتوكولات الطبية للتعامل مع المصابين، والحفاظ على المرافق الطبية في بيئة آمنة.

في بداية الجائحة كانت أعداد الوفيات بين كبار السن هي الأكبر، خاصة أولئك الذين يعانون أمراضا مزمنة، في دور رعاية المسنين، ولكن بعد تنبه المجتمعات إلى خطورة هذا الأمر، اتخذت إجراءات هامة لتحسين السلامة العامة لكبار السن من خلال التباعد الاجتماعي وتجنب مناطق التجمعات الكبيرة.

وأشارت أكسليرود إلى أن نمط الإصابات تغير ليصبح أكثر فتكا بالشباب، ورغم أنه في أغلب الحالات ليس قاتلا لهم، إلا أنه يجعلهم قادرين على نشر العدوى للآخرين.

وزادت أن هناك حزمة من بعض الأمور التي ربما ساعدت في تغيير نمط ومعدلات الوفاة لتأخذ منحى تصاعدي ولكنه ليس بالسريع، والتي تضم ارتداء الأقنعة الواقية، والتي تقلل من إمكانية تعرض الأشخاص للفيروس.

مخاوف
وأبدت أكسليرود مخاوفها من تغيير المؤشرات خلال فصل الشتاء، إذ يصبح الناس أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين "دي" خاصة بسبب قلة التعرض لأشعة الشمس، ما يعني أن الأشخاص الذين أصيبوا خلال الصيف قد يكونون في حالة أفضل ممكن سيصابون به في الشتاء.

وفي هذا الفصل قد يصبح الناس أكثر عرضة للإصابات بالعدوى التنفسية، وهذا الأمر يجعل مناعتهم أقل فاعلية ربما على ما هي في الصيف أيضا، خاصة مع نزلات البرد والإصابة بالإنفلونزا.

وخلال هذا الفصل فإن الناس عادة ما يجتمعون في مناطق مغلقة خاصة في أوقات البرد، وهو ما يزيد من فرص التعرض لكورونا.

الحماية من كورونا
وحتى الآن لا يوجد أي لقاح أو سبيل واضح للتحصين ضد كورونا، سوى عدم التعرض له، وللوصول لذلك على الجميع الالتزام بإجراءات السلامة العامة، لحماية أنفسهم وعائلاتهم، من خلال التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة وغسل اليدين بشكل متكرر.

وتنصح الطبيبة الأميركية بتجنب السفر أو التواجد ضمن مجموعات كبيرة من الأشخاص، وإذا كان هناك حاجة للتجمع يجب ألا يتم ذلك.

وركزت أكسيلرود على ضرورة التأكد على عدم وجود نقص فيتامين "دي" في أجسامنا، من خلال الفحوصات وأخذ الجرعات المناسبة التي يصفها الطبيب.

رغد دحام

اخبار ذات الصلة