وساهمت قدرة فرح المحدودة باستخدام قدمها لإمساك القلم بإخراج موهبتها إلى العلن، متفننة برسم لوحات لافتة بالرغم من الألم الذي تصاب به قدمها، إلا أنها أصرت وبتشجيع من عائلتها على مواصلة طريقها بالرسم الذي تطور معها شيئا فشيئا، لتدخل خانة ذوي الإبداع والطموح، وفقا لوصف متابعيها.
وقالت فرح وهي في بداية عقدها الثالث وتقيم في العاصمة العراقية بغداد، إنها لم تتمكن من دخول المدرسة بسبب وضعها الصحي وعدم قدرتها على الكتابة بيديها ونطقها غير الواضح لغير عائلتها، لعدم وجود مدارس خاصة لمن هم بمثل حالتها، إلا أن عائلتها تكفلت بتعليمها داخل المنزل حتى صار بإمكانها الكتابة بقدمها، إضافة إلى استعمال "آيباد" وإدارة حسابها بمواقع التواصل.
وعن بدايتها مع الرسم واكتشاف موهبتها، ذكرت فرح، أنها بدأت بالرسم منذ نحو عشرين عاما، ويعود الفضل بذلك إلى فيلم (My Left Foot) الذي شاهدته آنذاك برفقة أسرتها، وهو فيلم يروي قصة حقيقية لشخص ولد معاقا ويعاني من شلل دماغي ولا يتحرك فيه سوى قدمه التي ساعدته بشق طريقه في الفن والوصول إلى العالمية عبر رسوماته.
وكان هذا الفيلم نقطة البداية لوضع فرح على طريق التحدي والفن، وسط تشجيع عائلي وتحديدا من والدها المهتم بالرسم وفن الخط، والذي أشرف على تعليمها القواعد الأساسية بالرسم، لتبدأ منذ ذلك الحين بممارسة هوايتها التي بدأت متواضعة قبل أن تتطور وتصل لمرحلة لافتة واضحة على اللوحات التي ترسمها وتنشرها عبر حسابها في "إنستغرام".
وتعتمد فرح برسوماتها على أنواع مختلفة من الألوان، وتسعى دائما إلى تجربة وسائل وألوان جديدة برسوماتها التي تستغرق نحو أسبوع أو أكثر للوحة الواحدة التي تستلهم أفكارها من خيالها أو رسومات لفنانين عالميين.
ولم تتوقف فرح عند الرسم فقط بل سعت -وبتشجيع من شقيقتها الصغرى- إلى طباعة هذه الرسومات على أكواب وملابس كخطوة جديدة لجأت إليها أخيرا لتطوير موهبتها، والسعي لجعل هذه الموهبة تدرّ دخْلا يساندها بتأمين تكاليف علاجها المستمر.
Mohameed