وأكدت الصحيفة الألمانية في تقريرها الذي حمل عنوان "حرب أردوغان المحسوبة"، أن الرئيس التركي أمر جنرالاته بإغراق سفينة يونانية ولكن دون وقوع العديد من الضحايا، لكن الجنرالات الأتراك رفضوا القيام بذلك.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية تركية، إن شخصا آخر اقترح إسقاط مقاتلة يونانية باعتبار أن الطيار يمكن أن يتم إنقاذه من خلال القفز منها قبل تحطمها، لكن الجنرالات الأتراك رفضوا الفكرة مجددا.
وأشارت إلى أن أنقرة تسعى إلى إثارة موقف عدائي للغاية في منطقة شرق المتوسط، وأنه لولا موقف الجنرلات الأتراك لكانت الحرب اندلعت في هذه المنطقة.
وأضافت أن إردوغان لجأ لهذه الحيلة، بعد يأسه من إثارة حرب مع اليونان، لصرف انتباه الشعب التركي عن الانهيار السريع للاقتصاد والعملة.
وأوضحت أن هذه المعلومات تظهر خطأ ألمانيا في طلبها المستمر للحوار وعدم فرض عقوبات على تركيا، في وقت كانت اليونان تحذر من أن أنقرة تثير الحرب بشكل متقطع ويائس.
وتشهد منطقة شرق البحر المتوسط توترا شديدا بين أنقرة وأثينا، بعد إعلان تمديد مهمة سفينة المسح الزلزالي التركية، والسفن الحربية المرافقة خمسة أيام إضافية، للتنقيب عن الغاز في هذه المنطقة، كما أعلنت عن خطط لإجراء "تدريبات للمدفعية" على أطراف مياهها الإقليمية في الزاوية الشمالية الشرقية للمتوسط، وهو ما اعتبرته أثينا غير قانوني وتعد على حقوقها المائية.
وحذرت تقارير صحفية واستخباراتية من احتمالية اندلاع حرب بين أنقرة وأثينا، وهما عضوتان في حلف الناتو، ومخاطر تلك الحرب على أوروبا والمنطقة.
ويعزز هذه المخاوف من نشوب حرب، النزاعات التاريخية بين الدولتين، والتي تركزت في العقد الماضي على وضع قبرص، علاوة الوضع المتضارب في المناطق الإقليمية، فاليونان ترى أن لها الحق في التنقيب في الجرف القاري لكل جزيرة تابعة لها، فيما حذرت تركيا من القيام بمزيد من الأعمال الاستكشافية في المنطقة.
وكان التوتر زاد بين البلدين خلال الأيام الماضية، بعد سماح أنقرة لآلاف المهاجرين من الشرق الأوسط إلى التدفق إلى أوروبا عبر اليونان، كما هدد إردوغان بـ "فتح البوابات" للسماح لعشرات الآلاف من طالبي اللجوء بالعبور إلى اليونان، وهو ما رفضته الأخيرة بشدة، فيما اتهم الاتحاد الأوروبي، تركيا باستخدام المهاجرين كـ "أداة للمساومة".
كما اندلعت حرب كلامية بين الدولتين بعد قرار تركيا بتحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد في الشهر الماضي، وهو المبنى الديني المتنازع عليه منذ قرون، واتهم وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، إردوغان بتطوير استراتيجية "عثمانية جديدة" في شرق البحر المتوسط كجزء من "محاولة لتنفيذ أهداف توسعية ضد الجيران والحلفاء".
عمار المسعودي