فيما أكد المتخصّصين أنَّ "الطاقم الفني أخفق في تسيير اللقاء لصالحه وارتكب العديد من الأخطاء التكتيكية سواء في التشكيل وانتهاءً بأسلوب اللعب القائم على اللعب المباشر وإرسال الكرات الطويلة من الخلف أو من طرفي الملعب، مطالبين في الوقت نفسه اتحاد الكرة بتحليل ودراسة المشاركة الأخيرة من أجل تدارك الأخطاء وتلافيها في المرحلة المقبلة من التصفيات المونديالية".
أسلوب الكرات الطويلة
أول المتحدثين كان الخبير الكروي كاظم الربيعي في تصريح صحفي الذي عبّر عن خيبة أمله إزاء الخسارة الأخيرة لأسود الرافدين أمام الأخضر السعودي بثلاثة أهداف، مشيراً إلى أنَّ "منتخبنا استمرّ بمنهجية لعب الكرات الطويلة إلى المهاجم أيمن حسين مع وجود الملازمة الفردية من البليهي على الرغم من الحصول على أكثر من رمية جانبية والتي نفذها علي عدنان بشكل الزاوية لكن لم نستغلها بالشكل الصحيح" ، لافتاً إلى أنَّ "كتيبة أسود الرافدين كانت مستقرة بالشوط الأول لكن تبديلات الشوط الثاني كانت خاطئة بسبب إخراج أحمد مكنزي وأمير العماري مما ترك مساحات في الوسط بينما لم تكن هناك أي إضافة للجناح ماركو فرج في اللقاء لاسيما أنه كان بعيداً عن التشكيل في المباريات السابقة".
وأوضح أنَّ "عدم الاستقرار في التشكيلة وغياب الأسلوب الثابت انعكسا سلباً على الأداء".
ويطالب الربيعي- الذي سبق له تدريب العديد من المنتخبات الوطنية والأندية المحلية "الطاقم التدريبي بمعالجة الأخطاء في الفترة المقبلة لاسيما أنَّ استمراريتها ستلقي بظلالها السلبية على مشاركتنا في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم"، مضيفاً أنَّ "جميع المنتخبات الخليجية تطورت في هذه الفترة القصيرة لاسيما منافسنا الكويت، إذ قدّم مستويات لافتة ونجح في التأهل إلى الدور النصف النهائي وقد زج مجموعة من لاعبيه الشباب في البطولة وتمكنوا من تغيير النتيجة والمستوى في كأس الخليج بالإضافة إلى المستوى اللافت الذي قدّمه اليمن الذي تغلب على البحرين يوم أمس وبرع مدربهم الجزائري في توظيف اللاعبين المحليين بالشكل المطلوب رغم قلة الأموال والعناصر".
أسوأ مباراة في خليجي 26
الخبير الرياضي والمحلل الفني خلف كريم يرى أنَّ "منتخبنا قدّم أسوأ مباراة له في بطولة خليجي (26) التي خسرها أمام نظيره السعودي لاسيما أنَّ الخط الخلفي ارتكب كوارث دفاعية لاسيما في مسألة التمركز والتغطية والتعامل مع المرتدات التي لجأ إليها المنتخب المنافس" ، مؤكداً أنَّ "منتخبنا قدم أداءً جيداً في الشوط الأول وكان قريباً من إحراز هدف التقدم على الرغم من أنَّ كاساس لم يتخلَّ عن أسلوبه الحالي عبر الاعتماد على اللعب المباشر إلى الأمام ونقل الكرات من الخلف إلى المحطة أيمن حسين والمهاجم الثاني مهند علي".
ويضيف أنَّ "منتخبنا أدى الشوط الثاني بطريقة بائسة، إذ غاب التنسيق بين اللاعبين في تطوير الهجمات ولم تسنح المزيد من الهجمات إلا بعد إحراز السعودي الهدف الثالث حيث لجأ لاعبونا إلى خيارات التسديد من خارج منطقة الجزاء ومن ثم لعب الكروسات من طرفي الملعب على الرغم من التغييرات التي أجراها كاساس مثل الزج بعلي يوسف وأمين الحموي إلى جانب علي جاسم، وظهرت صعوبة في استغلال الفرص أمام المرمى السعودي"، مطالباً "اتحاد اللعبة بضرورة امتصاص الصدمة النفسية ودراسة مسببات الإخفاق وتحليل الأخطاء الدفاعية والاجتهاد في الارتقاء بتحسين الأداء في المباريات المقبلة لا سيما خلال تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال 2026".
الأخطاء الدفاعية
من جانبه، يقول المدرب حسن كمال إنَّ "لاعبينا لم يقدموا المستوى المطلوب واستحقوا الخسارة والخروج المبكر من كأس الخليج" ، مضيفاً أنَّ "الهدف الثاني يتحمله المدافع مناف يونس بنسبة كبيرة، بسبب سوء التغطية وعدم الضغط على اللاعب السعودي عبد الله الحمدان" . ويشير إلى أنَّ "منتخبنا افتقر للحلول الفنية كأفراد ومجموعة، ولذلك أصبحت طريقة لعبنا مكشوفة للمنافسين، وتتمثل بالاعتماد على الكرات الطويلة" ، مبيناً أنَّ "المدرب الإسباني كاساس يتحمل أيضاً الإخفاق كونه ربان السفينة، وهو المعني باختيار التشكيلة"، منوهاً بأنه "كان من المفترض مشاركتنا بالبطولة بأسماء مختلفة من خلال منح الفرصة للاعبين الذين لم يأخذوا استحقاقهم الكامل مع المنتخب، بغية اكتشاف وجوه جديدة قادرة على تقديم العطاءات مستقبلاً، لكنَّ الجهاز الفني أصر على اختياراته، وبالتالي خرجنا بخفي حنين من مسابقة كنا أبطالها في النسخة السابقة".