المختصر المفيد.. في الاخبار الهامة تجده في قناة الفرات نيوز على التلكرام .. للاشتراك اضغط هنا
وبحسب العديد من الدراسات، ففي حين كان القلق موجوداً دائماً في المجتمع، فقد زاد انتشاره بين النساء بشكل كبير على مدى العقود القليلة الماضية.
وتفرض الحياة الحديثة تحديات فريدة على النساء، بدءاً من ضغوط العمل ومسؤوليات الأسرة إلى التوقعات المجتمعية والضغوط الرقمية، وبالإضافة إلى ذلك، تساهم عوامل مثل التغيرات الهرمونية، والتكييف في مرحلة الطفولة، وحتى الاستعداد الوراثي في ارتفاع مستويات القلق لدى النساء.
وحاول تقرير مطول نشره موقع "بي سايكولوجي توداي" الأميركي الوقوف على أسباب زيادة القلق لدى النساء، والوسائل الممكنة للتغلب على ذلك، حيث يشير التقرير إلى أن "القلق لدى النساء ليس مجرد نتاج للصراعات الشخصية، ولكنه متجذر بعمق في التأثيرات البيولوجية والنفسية والمجتمعية".
وبحسب التقرير، فإن من أسباب زيادة القلق لدى النساء: التأثيرات البيولوجية والهرمونية، حيث تخضع أجساد النساء لتقلبات هرمونية كبيرة طوال الحياة، ما يؤثر على مزاجهن وتنظيم عواطفهن. وكذلك سن البلوغ لدى الفتاة، حيث يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون أثناء فترة المراهقة إلى زيادة الحساسية للتوتر والقلق، ما يجعل الشابات أكثر عرضة للإصابة باضطرابات القلق.
وكذلك الحمل وما بعد الولادة، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وبعده إلى إثارة القلق وحتى اضطرابات القلق بعد الولادة. وغالباً ما تعاني الأمهات الجدد من قلق متزايد بشأن سلامة أطفالهن ودورهن كأمهات والحكم المحتمل من الآخرين.
وكذلك سن اليأس، حيث يرتبط انخفاض هرمون الإستروجين أثناء سن اليأس بزيادة القلق وتقلبات المزاج وحتى نوبات الهلع.
وتعني هذه التغييرات البيولوجية أن النساء يعانين من القلق بشكل مختلف عن الرجال، وغالباً ما يتطلبن نهجاً يراعي الجنسين في العلاج والإدارة، بحسب التقرير.
أما كيفية معالجة القلق وإدارته من قبل المرأة، فيقول التقرير إنه "على الرغم من انتشار القلق، إلا أنه يمكن إدارته، فمن خلال إجراء تغييرات في نمط الحياة، والسعي إلى الدعم، وتغيير وجهات النظر، يمكن للمرأة تقليل القلق واستعادة الشعور بالسيطرة على حياتها".
ومن بين الإجراءات التي يُمكن أن تقلل من القلق لدى المرأة إعطاء الأولوية للعناية الذاتية دون الشعور بالذنب، وتتضمن ممارسات العناية بالنفس الفعّالة ما يلي: ممارسة اليقظة والتأمل لتهدئة الجهاز العصبي، تدوين المذكرات للتعبير عن المشاعر ومعالجتها، الانخراط في هوايات تجلب الفرح والاسترخاء، وأخذ فترات راحة من المسؤوليات دون الشعور بالذنب.
كما أن من وسائل معالجة القلق طلب المساعدة المهنية، حيث تتردد العديد من النساء في طلب العلاج بسبب الوصمة أو ضيق الوقت، ولكن المساعدة المهنية يمكن أن تغير الحياة.
كما يوصي التقرير أيضاً النساء بممارسة النشاط البدني للتغلب على القلق، حيث إن التمارين الرياضية هي أداة قوية لإدارة القلق، وهي تطلق الإندورفين وتخفض مستويات الكورتيزول، وحتى كميات صغيرة من الحركة يمكن أن تكون مفيدة، وتشمل الأنشطة الفعّالة للحد من القلق ما يلي: تمارين اليوغا والتنفس العميق، المشي أو الركض في الطبيعة، تمارين القوة أو الرقص.