وأضاف مصطفى داوودي لوكالة إرنا الحكومية: إحدى مزايا إيران هو موقعها الجيوسياسي، لهذا فإن استكمال هذا الخط الحديدي يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للنقل للجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العراقية.
وأوضح: إيران بلد ذو أغلبية شيعية وسنية محبة لأهل البيت، كما نشهد تدفق أعداد كبيرة من الزوار لمراقد الأئمة الأطهار (ع) والعتبات المقدسة في العراق، وخاصة في أيام الأربعين، وهم يواجهون مشقات كبيرة أثناء السفر لذلك، من واجبنا الديني والحكومي تسهيل هذا الأمر، وفي هذا السياق، أجريت العديد من المفاوضات بين مسؤولي البلدين.
واكد ان لربط السككي بين البلدين على الحدود التي لم يكن بها رابط سككي ليس أمرًا بسيطًا، إذ تم توقع مشاكل قانونية كبيرة على هذا الطريق، لكن مع زيارة بزشكيان للعراق، وعقد اجتماعات مع السوداني، وكذلك زيارة الرئيس إلى البصرة، أصبح هذا المشروع نقطة تحول، والآن لا توجد مشاكل كبيرة أمام تنفيذ هذا المشروع.
وتابع داوودي: تقرر أن يتولى الجانب العراقي تنفيذ أعمال البنية التحتية ومدّ الخط الحديدي من النقطة الحدودية في شلمجة إلى محطة البصرة بطول 40 كيلومترًا. ومن جهة أخرى، سيتم تنفيذ عمليات إزالة الألغام لمسافة 16 كيلومترًا من النقطة الحدودية باتجاه البصرة من قبل إيران.
وذكر: في منطقة مدخل مدينة البصرة، نواجه شط العرب، حيث يجب بناء جسر يسمح بمرور القطارات. وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون هذا الجسر قابلًا للفتح لمرور السفن.
وتابع: مع الإمكانيات العالية للمهندسين الإيرانيين، طلب العراقيون أن نتولى نحن بناء هذا الجسر أيضًا.
وفي شرح الوضع الحالي للمشروع، قال: منذ أغسطس 2024، بدأت الأعمال التنفيذية لبناء الجسر على شط العرب، ونأمل أن يتم الانتهاء منه في غضون 18 شهرًا.
وأضاف داوودي: تم حتى الآن تنفيذ إزالة الألغام لمسافة خمسة كيلومترات من النقطة الحدودية باتجاه البصرة، ليتمكن الجانب العراقي من بناء خط السكك الحديدية.
وأشار معاون الشؤون الفنية والبنية التحتية في شركة السكك الحديدية إلى أن مشروع خط شلامجة-البصرة يتم تمويله من الموارد العامة، ومن المتوقع أن يتطلب ما يعادل 5 تريليونات تومان للجزء الخاص بالجانب الإيراني (بناء الجسر، إزالة الألغام، وإنشاء محطة السكك الحديدية).
كما أشار إلى أن الجانب العراقي أجرى مناقصة لإنشاء خط سكك الحديد من شلمجة إلى البصرة، وقد فازت بها شركة إسبانية.
وأضاف: على الرغم من أن توقيع العقود وحل المشاكل القانونية وتأمين الموارد المالية وإعداد وثائق المناقصات استغرق وقتًا طويلًا، إلا أننا نأمل أن يتم افتتاح هذا الخط الحديدي والمشاريع المرتبطة به بحلول مارس 2026، وأن نشهد في أربعينية العامين المقبلين رحلات سكك حديدية مباشرة إلى العتبات المقدسة.
ومع ربط خط سكك الحديد شلمجة-البصرة، سيتمكن الإيرانيون من السفر مباشرة من مشهد وطهران وقم ومدن أخرى إلى كربلاء المقدسة؛ كما سيتمكن الزوار العراقيون من الوصول بشكل كامل عبر السكك الحديدية من العراق إلى هذه المدن الإيرانية.
ويتم إنشاء هذا المشروع بهدف توفير رحلات مريحة وبتكاليف منخفضة للزوار الإيرانيين إلى كربلاء، وللزوار العراقيين إلى مشهد المقدسة وغيرها من الأماكن الدينية والسياحية.