• Tuesday 4 March 2025
  • 2025/03/04 23:45:06
{سياسية: الفرات نيوز} أكد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، ان "العراق الیوم أقوى من أي وقت مضى" مشددا على "رفض الوصاية الخارجية على دول المنطقة".

وقال السيد الحكيم في كلمته بالنجف الأشرف في الذكرى الرابعة عشر على رحيل عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم {قدس سره الشريف}، ان :"التحدیات التي تمر بالبلد والمنطقة توجب علینا كامل الاستعداد لأداء المھام الشرعیة والوطنیة تجاه شعبنا وبلدنا بكل مايتطلبه من دور واع ومسؤول تجاه المنعطفات الخطیرة التي تحیط بنا".

وأشار إلى مجموعة من الخطوات والأمور المهمة، وهي: 

أولا/استثمار الشھر الفضیل في بناء النفس والمجتمع. فنحن بأمس الحاجة الى مراجعة أنفسنا والاستفادة من نفحات ھذا الشھر الفضیل إن قوتنا كمسلمین تكمن في الاستزادة الروحیة والمراجعة المعنویة في أیام وأشھر معدودة في السنة، وفي مقدمتها شهر الضيافة الإلهية .. إن سر قوة مجتمعاتنا الإسلامیة في التواصي والتكافل المجتمعي وفي عظمة ھذه الأشھر والمناسبات العبادیة السامية.

وأضاف "قبل كل شيء علینا أن نشكر الباري عز وجل على ھذه النعمة العظیمة التي خص بھا المسلمین دون غیرھم.. وأن نكون مصداقا حقیقیا لھذه النعمة في التطبیق والسلوك العملي" مبينا إن "هذا الشهر الفضيل یمثل مدرسة روحیة واجتماعیة خلاقة ، حيث نتعلم فيه كیف نرتقي بأنفسنا وأھلنا ، وكیف نسمو بأخلاقنا ونجدد إیماننا بأنفسنا ومجتمعنا.. شھر رمضان هو شھر الصبر والتعاون والتواصي والتراحم.. شھر التوبة والغفران والتدبیر والمراجعة".

ونوه الى ان "ھذا الشھر الفضیل والعظیم وما فیه من لیالٍ وساعات مباركة تستلزم منا التركیز وإعطاء الأولویة افراداً ومجتمعاً لاستثماره والانطلاق منه الى محطات أرحب وتبقى الأسئلة الجوهرية : كیف نحول مجتمعنا من مجتمع مستھلك.. إلى مجتمع منتج .. وكیف نحول شبابنا من شباب عاطل.. إلى شباب مبتكر ومبدع.. وكیف نجعل منه قوة تغييرية نحو الاعمار والبناء الحقیقي".

وتساءل "كیف نحول النفوس الملیئة بالطاقة السلبیة.. إلى أنفس ملیئة بالإیجابیة والتفاؤل. وكیف نحول علاقاتنا المبنية على المصالح الوقتیة.. إلى علاقات دائمة بالتعاون والإیثار والتراحم .. كیف نعید قیم التعاون والتكافل الى صلب مجتمعنا وشعبنا..كیف نعزز فینا مبادئ الإسلام الحنیف.. ونغادر الثقافات الدخیلة والھدامة لأبنائنا ومجتمعنا العريق كل ھذا وغیره نستطیع أن نغیره في رحاب ھذا الشھر الفضیل الذي جعله لله سبحانه وتعالى شھر الغفران والعودة والرحمة".

ثانياً/ مواجھة المخاطر والتحدیات بسلاح التماسك والوحدة

وأوضح السيد الحكيم ان "العراق الیوم أقوى من أي وقت مضى.. لیس بما راكمه من تجارب فحسب .. بل بما أفرزته ھذه التجارب من وعي سیاسي واجتماعي متزایدين وفي خضم كل التحدیات تبقى وحدتنا الداخلیة ھي السلاح الأھم.. فلا بناء بلا استقرار ولا استقرار بلا وحدة ولا وحدة بلا إرادة سیاسیة مسؤولة ولذا نحن مدعوون الیوم كقیادات سیاسیة وقوى مجتمعیة وأفراداً ومثابات ، إلى التمسك بنھج الحوار والتكاتف من أجل عراق یلیق بتضحیات أبنائه".

وبين انه "وكلما تقدم العراق أكثر واقترب من أن یكون النموذج السیاسي في المنطقة كلما زادت المسؤولیة التاریخیة لدوره المحوري الداعم لقضایا الأمة وثوابتھا ونحن ندرك التحدیات والمخاطر التي تحیط بنا جیدا .. ولا نتعالى علیھا ولا نغض الطرف عنھا أبدا.. بل نستعد لھا ونعمل على مواجھتھا من خلال وجودنا ودعمنا المسؤول مع القوى السیاسیة الوطنیة وكافة قطاعات الدولة والحكومة ومفاصلها".

وجدد رئيس تحالف قوى الدولة على إن "العراق الیوم أقوى بكثیر مما كان علیه سابقاً.. من خلال استخلاص التجارب العدیدة المتنوعة ، وزیادة الوعي والنضج السیاسي.. فضلاً عن إدراك العراقیین الكامل لأھمیة الاستقرار السیاسي ودوره في بناء البلد وانسیابیة عجلة الإعمار والتطور والبناء" مشددا على انه "ومھما كانت التحدیات والمخاطر ومھما كانت الصعوبات التي تحاول عرقلة مسارنا نحو التنمیة والاستقرار یجب أن نبقى متماسكین ومتكاتفین وموحدین في الموقف والخطاب السیاسي الوطني".

وأوضح السيد الحكيم، إن "اصرارنا على دعم حكومة السوداني ينطلق من هذا الفهم الذي نرى فيه ضرورة وطنیة لإدامة حالة الاستقرار والإعمار في البلاد ولا ننظر لھذا الأمر من زاوية إنتخابیة أو مكاسب سیاسیة.. بل نتعامل معھا ضمن إطار المصالح العلیا للبلد وما یجب أن نؤدیه تجاه أھلنا وشعبنا ولیس من الصحیح التقلیل من أھمیة الوحدة الوطنیة أو النيل منها .. ھذه الوحدة التي تشمل جميع المكونات وعلى رأسھا وحدة المكون الأكبر في بلدنا".

وتابع "لقد عملنا منذ البدایة وما زلنا نعمل على توحید جميع الجھود والامكانیات التي ترسخ هذه الوحدة وتحولھا إلى واقع عملي یلمسه المواطن في حیاته الیومیة".

وقال السيد الحكيم: "واھم من یظن أن التفرد بالقرار یصب في مصلحة العراق.. وواھم من یعتقد أن التصلب والتعصب السیاسي یمكن أن یؤديا إلى نتیجة مرضیة من قبل شعبنا وقدرنا في العراق أن نبقى متماسكین وموحدین حتى نتمكن من مواجھة التحدیات .. فالعدو لا یرید وحدتنا ولا یتمناها .. ویعمل بشتى الوسائل على تفریق صفنا وجعلنا لقمة سھلة یستسیغھا متى يشاء، الله الله في وحدتكم .. الله الله في تماسككم.. الله الله في حفظ حقوق أھلكم وشعبكم لاتسمحوا لمن یرید الفرقة والتناحر أن ينال منكم .. كونوا بحق أبناء علي والحسین.. وحافظوا على عراقيتكم في الحب والتعاون والتكاتف .. ولا تسمحوا للدخلاء أن یعبثوا بأمنكم وأمن بلدكم ومستقبل أجیالكم".

ونوه الى "أننا الیوم أمام مفترق طرق فإما أن نكون بحجم العراق وتاریخه أو نسمح للفرقة والتشرذم أن تسرق منا ما بنیناه بدماء شھدائنا الأبرار فالعدو لا یرید وحدتنا ولا یرید بلدنا قویا.. وعلینا أن نكون أكثر وعیا وأكثر إيماناً بأن مصیرنا واحد وقدرنا واحد.. وأن المستقبل لنا بإذنه تعالى.

ثالثاً / الدعوة إلى ترسیخ الاستقرار الإقلیمي في المنطقة..

وبين ان "العراق قد دفع أثمانًا باھظة بسبب الصراعات الإقلیمیة والدولیة.. ونعرف جیدًا أن الحروب لا تبني الأوطان بل تدمرھا .. وأن لغة الحوار والتفاھم ھي السبیل الوحید للحفاظ على استقرارنا جمیعًا من ھنا نجدد دعوتنا إلى تحكیم لغة العقل والحكمة في إدارة أزمات المنطقة بعیدًا عن التدخلات الخارجیة التي ترى في منطقتنا ساحة لتصفیة الحسابات".

وأكد السيد الحكيم، إن "استقرار العراق ، جزء لا یتجزأ من استقرار المنطقة والعكس صحیح، ولذلك ندعو جمیع الأطراف إلى تغلیب المصلحة العلیا على أي مصالح واعتبارات أخرى" مشددا "یجب أن لا نسمح لطبول الحرب التي تقرع من خارج منطقتنا بالاستمرار في تھدیدھا ووعیدھا.. وعلى الحكماء في العالم أن یقدموا منطق العقل والحكمة وأن لا یتركوا مجالا یستغله المستفیدون من تجار الحروب والأزمات في العالم".

واستطرد بالقول "نحن أدرى بحالنا وبمصیر شعوبنا وبسلام منطقتنا.. ولا نحتاج إلى لغة الوصایة علینا، كفانا حروباً وأزمات وعبثاً بأرواح وممتلكات شعوبنا وأھلنا.. فكل ساعة حرب تشن في منطقتنا، سوف ترجعنا أشواطاً طويلة إلى الوراء".

وتابع إن "الاستقرار الدائم في منطقتنا یمثل الركیزة الأساسیة لدعم السلام في العالم أجمع.. فنحن شعوب تجنح للسلام لا للحرب .. ومعظم الأزمات التي تشھدھا دول المنطقة یتم تصدیرھا من الخارج.. وشعوبنا من يدفع ضریبة ویلاتھا ومآسیھا".

ولفت الى ان "روابطنا متشابكة وجذورنا ممتدة في عمق التاریخ .. وأواصر دیننا ولغتنا متینة ومتماسكة.. فنحن إخوة في الدین وأشقاء في الجغرافیا، وشركاء في التاریخ والحضارة ولا نحتاج لمن یقربنا من بعضنا .. ولا نرضى بمن یسعى لتفرقتنا.. دمنا واحد ومصیرنا واحد.. وعلینا العمل جاھدین على نقل ھذه الحقائق جیلاً بعد جیل".

وتساءل السيد الحكيم "مَن مِن شعوبنا ودولنا سیكون مستفیدا من حروب عبثیة تھلك الحرث والنسل .. وتحول أموالنا وخیرات شعوبنا إلى وقود يحرق الأخضر والیابس.؟؟".

وأكد، ان "ما یھدد أمن وسلام دولنا وشعوبنا ھو سیاسة الاستیطان والاحتلال الذي یمارسه الكیان الإسرائیلي.. وعلى مجلس الأمن الدولي أن یضع حدا لھذه السیاسة التدمیریة في المنطقة .. وإن ھذا التھدید سیبقى مستمراً مع استمرار التسویف في الحل الشامل للقضیة الفلسطینیة وارجاع الحق المغتصب للفلسطینیین في أرضھم وخیراتھم".

وجدد دعوته إلى "تعزیز أواصر العلاقة الطیبة بین دول المنطقة وأخص بالذكر الجمھوریة الإسلامیة في إیران والمملكة العربیة السعودیة لأن یكونا مثالا لباقي الدول العربیة والإسلامیة في تمتین العلاقات الدولیة وتحویلھا إلى رافد حقیقي لبناء مصالح إستراتیجیة تدر الخير على الشعوب والدول وأجیال المستقبل".

وعن ذكرى رحيل عزيز العراق قال السيد الحكيم: "في مثل ھذا الیوم من كل عام تستحضر القلوب ذكرى رجل لم یكن مجرد قائد وطني فحسب.. بل كان أباً حنوناً.. وسندا لشعبه .. وصوتا مدوياً للحق في زمن المحن، ونلتقي الیوم لا لنرثي رجلا غادر الدنیا بجسده.. بل لنستلهم من روحه الحاضرة في كل أرجاء الوطن وفي كل انجاز أمنى أو خدمي قد تحقق.. وفي كل موقف أو سلوك وطني غیور ومسؤول".

وبين "إنها ذكرى عزیز العراق (رضوان لله تعالى علیه) الذي عاش العراق في وجدانه حتى آخر لحظة من حیاته.. وأفنى عمره في سبیل سیادته واستقلاله.. وعزة شعبه وكرامة أھله.. نستحضر رجلاً أفنى عمره في میادین الجھاد ومقارعة الظلم والاستبداد.. رجل قضى عمره الشریف في سبیل خلاص العراقیین وتمكینھم لإدارة بلدھم والحفاظ على سیادته".

وأكد إن "عزیز العراق (رضوان لله تعالى علیه) كان حازماً وصارماً تجاه كرامة العراقیین وعدم السماح لأي قوة خارجیة أن تتحكم في قراراتهم أو تنال من سیادة الدولة مھما كانت التحدیات والصعوبات، وكانت له صولات وجولات یعلمھا العدو قبل الصدیق في تثبیت حكم العراقیین لأنفسهم وصياغة الدستور والاحتكام إلیه في مواطن الاختلاف.. فكان حریصاً (رضوان لله تعالى علیه) على تعزیز الوحدة الوطنیة طیلة مسار العملیة السیاسیة في العراق.. حیث كان یراھا الدعامة الحقیقیة لإعادة بناء الدولة العراقیة وفق أسس وطنیة صحیحة وراسخة".

وأوضح "لقد كان عزيز العراق من أوائل الذين دعوا إلى اللامركزية الإدارية في إدارة الدولة، لأنه رأى ببصيرته النافذة أن المركزية الشديدة لن تفضي إلا إلى المزيد من الأزمات والتعقيدات، واليوم تثبت الوقائع مدى صدق رؤيته وعمق حكمته، وها نحن نرى الجميع اليوم يدرك أهمية توزيع الصلاحيات وإنصاف المحافظات وإعطاء الفرص المتكافئة لجميع أبناء العراق. لقد كانت رؤيته واضحة بأن الحل الأمثل للعراق يكمن في منح المحافظات فرصتها في إدارة شؤونها، بما يعزز من الاستقرار والتنمية، ويحقق الإنصاف والعدالة الاجتماعية".

وأشار السيد الحكيم "لقد كان (رضوان لله تعالى علیه) رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى.. لكنه قبل ذلك كان أباً لأمة.. یحمل ھموم الناس في قلبه .. وینظر إلیھم بعین الأب الحاني.. والقائد الحریص، كان یؤمن بأن السیاسة لیست بوابة للتكسب .. بل میدانا للتضحیة والعطاء .. وأن القیادة لیست امتیازا.. بل هي مسؤولیة أخلاقیة یجب أن ترتكز على خدمة الشعب وخير الناس .. ولأجل ذلك نذر حیاته في مقارعة الظلم.. وترسیخ دعائم الدیمقراطیة.. وحمایة سیادة العراق من التدخلات الأجنبیة".

وقال السيد الحكيم: "من ھنا انطلق عزیز العراق لیكون صوت المستضعفین وسند المحرومین المدافع عن سیادة العراق واستقلاله حتى آخر لحظة من حیاته ومن واجب الوفاء أن نستحضر سيرته الزاخرة .. وأن نجدد عھدنا له بالبقاء على مسیرته المعطاء ومشروعه المبارك".

وخاطب السيد الحكيم أبناء وبنات شھید المحراب وعزیز العراق بالقول: "إننا الیوم بأمس الحاجة إلى رص الصفوف الداخلیة وتوحیدھا باتجاه تحقیق مشروع شھید المحراب وعزیز العراق في بناء العراق وخدمة شعبنا وأھلنا بكل ما نملك من امكانیات وقدرة في جمیع المجالات .. فرسالتنا المنشودة ومشروعنا كانت وستبقى "شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله".

واختتم كلمته بالقول "في ذكرى عزیز العراق نجدد العھد بأن نبقى أوفیاء لمشروعه.. وأن نحمل رایة العراق بعزیمة وإخلاص ھذا الوطن لنا جمیعًا ومسؤولیته على عاتقنا جمیعًا.. فلیكن كل واحد منا جزءًا من الحل ولیس جزءًا من المشكلة والعراق یستحق منا كل تضحیة وأھلنا یستحقون منا كل وفاء".

اخبار ذات الصلة